تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

مجزرة المستشفى المعمداني تفجر طوفان الغضب بفلسطين والدول العربية

قصف طيران الاحتلال اليوم- الثلاثاء- المستشفى المعمداني الأهلى وسط غزة، حيث مئات العائلات من النازحين، ما خلف ٥٠٠ شهيدًا بخلاف الجرحة- حسب تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لشبكة الجزيرة الفضائية.

وقال شاهد عيان من داخل مستشفى المعمداني: إن القصف كان في ساحة المستشفى، والشهداء كلهم أشلاء محترقة، والمستشفى تحول إلى بركة من الدماء، وكان يضم مئات العائلات النازحة من القصف.

ووصفت حركة حماس الحادث فقالت: مجزرة المشفى الأهلي المعمداني هي جريمة إبادة جماعية.. وندعو المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها والتدخل الفوري الآن لوقف غطرسة الاحتلال وجيشه الفاشي. ووصف نشطاء ماحدث بأنه الجريمة الأبشع منذ بدء عملية طوفان الأقصى.

وقال “وائل الدحدوح”- مراسل قناة الجزيرة: ما شهدناه في المستشفى المعمداني صور مرعبة مفزعة، أشلاء وجثث مقطعة لاطفال ولشباب ولرجال كبار ولنساء. ورأينا اكواماً من اللحم تُعبأ في أكياس. ولا نستطيع الحديث من هول ما شهدناه.

وأعلن رئيس السلطة “محمود عباس” الحداد 3 أيام وتنكيس الأعلام على شهداء مجزرة مستشفى المعمداني وكل شهداء الشعب الفلسطيني. وقال “حسين الشيخ”- رئيس الشئون المدنية الفلسطينية: “مجزرة المعمدانية لا يحتملها عقل بشري ولا أخلاق أمم، وما يجري إبادة جماعية.. نطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف هذه المجزرة.. لم يعد مقبولاً الصمت والتحيز”.

ومع حدوث المجزرة انطلق الحراك الفلسطيني المندد بجرائم الاحتلال، فكانت البداية هتافات شعبية من داخل مستشفيات غزة :” يا ضفة يلا من شان الله”. وخرجت الدعوات لمسيرات غاضبة في الضفة الغربية الساعة 9 مساءً، وصدحت مساجد أبو ديس شرق القدس بدعوات النفير فقالت : عار علينا صمتنا على ما يحدث في غزة.. ندعوكم للنفير العام. وبالمثل أعلنت مساجد جنين النفير ودعت الأهالي لنصرة غزة.

وخرجت المسيرات بإعداد كبيرة في محافظات الضفة الغربية والقدس: في جنين ونابلس وطولكرم وسعير وبيت أمر بالخليل. كما دعت القوى الوطنية لإضراب شامل في كل مناحي الحياة في الخليل والضفة يشمل المدارس والمصالح، وطالبت بالتوجة إلى نقاط التماس والاشتباك مع الاحتلال.

لكن أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية تحركت لقمع طوفان الغضب الذي خرج في عموم البلاد، فقمعت قوات الشرطة في جنين مسيرة منددة بقصف الاحتلال لمستشفى المعمداني بغزة، وأطلقت الرصاص ما أدى إلى إصابة طفلة بالرصاص كما اعتدت الشرطة الفلسطينية على مسيرة منددة بالمجزرة بالخليل، وبالمثل فعلت في نابلس وبيت لحم، ما دفع المتظاهرون لمهاجمة مقر المقاطعة في بيت لحم تنديدًا بموقف السلطة، كما هتف الشباب في مظاهرة في طولكرم “الشعب يريد إسقاط الرئيس” اعتراضًا على موقفه الذي وصفته بالمتخاذل.

كما اشتبك عدد من المقاومين مع قوات الاحتلال في عدة مناطق منها مدخل بيت أمر شمال الخليل وحاجز دوتان قرب حنين، وحاجز “نتساني عوز” غرب طولكرم، وحاجز مرج ابن عامر، وحاجز “تياسير” شرق طوباس، كما حدث إطلاق نار تجاه معسكر لجيش الاحتلال في “أبو ديس” شرق القدس، واندلعت المواجهات مع قوات الاحتلال في حي “واد الجوز” بالقدس. واستهدف إطلاق نار مستوطنة “حومش” بين جنين ونابلس.

وأطلقت المظاهرات في عدد من الدول العربية منها تونس والأردن وإدلب والعقبة واقتحم متظاهرون السفارة الإسرائيلية في عمان وأشعلوا النيران، واشتبكت الشرطة مع مئات المتظاهرين في محيط السفارة الإسرائيلية في الأردن.

كذلك حاصر جموع المتظاهرين في أنقرة نقر السفارة الإسرائيلية في أنقرة، بعد أن طلبت حكومة الاحتلال من مواطنيها في تركيا مغادرة البلاد، وخرجت مظاهرات في إسطنبول ونواكشوط، كما خرجت مظاهرة في السويد منددة بالمجزرة.

يأتي هذا بينما تستمر سلطات الاحتلال في استفزاز مشاعر العرب، حيث قال “بن غفير”: “الشيء الوحيد الذي يجب إدخاله إلى غزة مئات الأطنان من متفجرات سلاح الجو، لا غرام واحد من المساعدات الإنسانية”. وقال مدير مستشفى غزة الأوروبي: إن القصف الإسرائيلي مستمر بمحيط المستشفى الأوروبي وقرب بوابته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى