تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

محطات فشل نتنياهو تقلب الطاولة في وجهه

في الوقت الذي يقف فيه رئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو” ليؤكد استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها كاملة، ثم يجمل الأهداف في: استعادة الأسرى والقضاء على حماس، وضمان عدم تكرار الهجمات من غزة على الأراضي المحتل، كما يؤكد داعميه في اليمين: أنه “لا بديل عن الضغط العسكري لاستعادة الأسرى”، يزداد وضع الأسرى تعقيدا ويزداد ابتعاد جيش الاحتلال عن أهدافه، كما تثبت حماس يوميا أنها قادرة على التحكم بمسرح الأحداث ومجرى المعارك.

الأسرى لدي المقاومة

اعترف “دانيال هجاري”- المتحدث باسم جيش الاحتلال بأنهم لا يملكون “صورة كاملة عن الأسرى في غزة”.

في نفس اليوم الذي قالت فيه والدة الجندي “رون شيرمان”، الذي قُتل بغزة: إن جيش الاحتلال هو من قتل ابنها وليس حماس كما زعم الجيش، وتكشف أن ابنها قُتل بسبب الغاز الذي أدخله الجيش إلى داخل نفق.

وقد علق على الأمر “رونين برجمان”- الخبير الإسرائيلي في الشؤون الأمنية- على مجمل القضية فقال: “موضوع الأسرى لم يكن في البداية على رأس سلم أفضليات حكومة نتنياهو، وفقط في ١٦ أكتوبر بعد ضغط جماهيري شديد أضافه كابينيت الحرب سرا موضوعهم.”.. وأعلن أن أهداف الحرب لا يمكن تحقيقهما معا وهما يناقضان بعضهما، حيث لم يحسن التوغل البري وضع الأسرى وإنما قتلهم”.

سير المعركة

تستمر خسائر الاحتلال على أرض غزة برا وبحرا وجوا، حيث أعلنت إذاعة جيش الاحتلال: أن سفينة حربية بحرية تابعة للجيش انقلبت في عمق البحر، والجنود والمجندات ابتلعوا الوقود وتم إخلاؤهم للمستشفيات.

وأعلنت مستشفى “سوروكا” التابع للاحتلال وصول ١٧ جندياً وضابطاً مصابين من قطاع غزة خلال ٢٤ ساعة الماضية، بينهم اثنان بحالة خطيرة، وثلاثة بحالة متوسطة. كما أعلن العدو مقتل كلا من الرقيب “أوريا أيملك” خلال المعارك البرية في خانيونس، والرقيب “أنور” في حادث سير.

وقال “يجيل ليفي”- الباحث في العلاقات بين الجيش والمجتمع في دولة الاحتلال: “فيديوهات الجنود الذين يطالبون بالانتقام ورفضهم وقف الحرب لا تعبر عن مشاعر فقط، بل عن مساعي منذ سنوات من قبل اليمين من التيارات الحريدية للسيطرة على الجيش… الأمر المقلق هو انهيار الهرمية العسكرية وظهر في الهجوم على تصريحات رئيس الأركان نفسه”.

وأكد “اسحق بريك”- اللواء “احتياط” في جيش الاحتلال- في مقال له على “هآرتس” خسائر الاحتلال الفادحة حال استمرار الحرب البرية فقال: “إذا واصلنا القتال في خان يونس ومخيمات الوسط سيكون لدينا مئات القتلى وآلاف الجرحى”.

وبينما يصر وزير حرب الاحتلال على أنهم “إن لم يتمكنوا من القضاء على حماس”، فلن يستطيعوا العيش في الأراضي المحتلة، وصف “برجمان” مجمل الخط العام للمعركة مع إصرار الحكومة على إكمال الحرب فقال: “إسرائيل وجهازها الأمني أشبه برواد كازينو، أو مجرد شخص غارق بثقته بنفسه دخل إلى هيكل القمار وراح يضع النقود في الآلة… إسرائيل بكل أجهزتها تقف أمام آلة الحظ، رغم أنها تخسر مرة تلو الأخرى وفي أفضل الأحوال تربح نقودا ضئيلة، لكن في نهاية الأمر هي في حالة خسارة هائلة، وتستمر في تنفيذ الأمر ذاته بالضبط”.

حكومة الاحتلال تترنح

نقلت قناة “كان” العبرية خبرا مفاده: أن رئيس وزراء الاحتلال “نتنياهو” لم يبلغ وزير الحرب “جالانت” بتفاصيل صفقة إدخال الأدوية لقطاع غزة، فيما جاء خلافا لما نشرته القناة ١٢ العبرية: أنه خلافاً لكلام “نتنياهو”، فقد علم الجيش بشروط نقل الأدوية للأسرى في قطاع غزة بعد إعلان حماس.

فيما حمل تضاربا واضحا يقتل مصداقية القضية بمجملها، ويوضح حجم التضارب والخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي.

هذا التضارب الذي عززته رؤية “عاموس هرئيل”- المحلل العسكري الإسرائيلي: “نتنياهو يكرر اللازمة الجوفاء أنه سنحارب حتى الانتصار، لكن بالنسبة له ينبع ذلك بالأساس من اعتبارات بقائه السياسي، فهو يعلم أنه بالرغم من التأييد المتزايد لدى الجمهور لصفقة تشمل تنازلات صعبة، فإن خطوة كهذه ستفكك حكومته من الداخل، لأن شركائه من اليمين المتطرف سينسحبون منها”.

قضية الإبادة الجماعية

قضية الإبادة الجماعية التي تقدمت بها جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية كانت محطة جديدة لفشل الاحتلال، وقد علق “بي مايكل”- الكاتب في صحيفة “هآرتس”- على دفاع محاميي الاحتلال أمام المحكمة فقال: لو تم توصيل جهاز كشف الكذب بمحامينا في “لاهاي” أثناء خطاباته لانهارت شبكة الكهرباء، ولبقيت المدينة في الظلام حتى يومنا هذا.

الضفة الغربية

تكاثرت العمليات في الضفة الغربية مع إمعان الاحتلال في ارتكاب الجرائم، وكان أهمها هذا الأسبوع عملية الدهس في “رعنانا” التي أودت بحياة مستوطنة وإصابة ١٩ آخرين.

وقد حذرت صحيفة “هآرتس” من انفجار الوضع في الضفة الغربية عقب تلك العملية فقالت: “عملية الطعن والدهس في رعنانا مؤشر خطير على موجة جديدة من العمليات، تدهور أمني في الضفة الغربية وفتح ساحة أخرى في الحرب يشكلان خطراً يجب منعه”.

العلاقة مع الحكومة الأمريكية

مع رفض “نتنياهو” مطالب الحكومة الأمريكية بتهدئة حدة الأوضاع توترت العلاقات مع الحكومة الأمريكية، ما وضع أمام إدارة “بايدن” سيناريوهات جديدة لحكومة الاحتلال.

ونقلت شبكة “إن بي سي” عن مسؤولين أمريكيين: أن “بلينكن” أبلغ “نتنياهو” أنه لا حل عسكريا بشأن مصير حماس وعلى إسرائيل الاعتراف بذلك. الأمر الذي أكده “بريك” حين قال: “ينبغي أن يكون مفهوماً أننا لن نقضي على حماس”.

وقالت “إن بي سي”: إن إدارة بايدن تتطلع إلى ما بعد “نتنياهو” لتحقيق أهدافها في المنطقة، حيث تحاول التحضير مع قادة إسرائيليين آخرين لتشكيل حكومة ما بعد “نتنياهو”.

ومع تواتر محطات فشل الاحتلال في غزة، الذي تحملت مسؤوليته حكومة “نتنياهو”، يبدو جليا أن ما خطط له الأخير من رسم سيناريوهات ما بعد حماس في غزة، قد انقلب عليه برأي عام يتطلع لسيناريوهات ما بعد “نتنياهو”، مدعوما بذات الشريك الغربي الذ تطلع يوما للقضاء على المقاومة، فهل تكون تلك مرحلة تلاشي “نتنياهو” التدريجي من الصورة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى