مقالات

معركة .. «الصلاة على النبي»!

جدل وخلاف، وآراء مضادة في أمور فقهية بسيطة، لا تستحق معركة، ولا تستدعي صخب، جعلت المواطن في حيرة من أمره، في شتات عقلي وديني، في أزمة كبرى تتعلق بالعقيدة، فأصبح بين رأيين، الأول يحرم ويجرم، والثاني يحلل ويبيح، حتى فقد الثقة في القدوة والنموذج، وصل لحد العزوف والتشكيك في الجميع، في المؤسسات الشرعية والرسمية وفي رجال الدين.

الأزمة تستفحل، و”الفهلاوية”يتحدثون في أمور الدين والعامة، يشككون في كل شئ، يبحثون عن الأضواء في دهاليز الدين، رغم الجهل التام والعلم المفقود، والفكر الفقير، يصرون على التشبث بالرأي المخالف، المثير للجدل والخلاف، المغاير للحقيقة، رغم وضوحها وضوح الشمس، حتى تفشت الأزمة، وطال التشكيك حتى الآراء الصحيحة.

الخلاف تحول إلى معركة جدلية، بعد دعوة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة للصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام خمس دقائق بعد صلاة الجمعة بجميع المساجد، بيانات خرجت تؤكد مشروعية هذه الدعوة، وترى أنها تعاون وبر وتقوى واجتماع المسلمين للصلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن ذكر الله تعالى والصلاة علي نبيه له فضل كبير كعبادات مطلقة ومشروعة.

بيانات أخرى دعت لمقاطعة دعوة وزير الأوقاف، ظهر صداها بقوة على صفحات التواصل الاجتماعي، فهي ترى أن التصرف بدعة ولا يمت للدين بصلة، وأن الإقدام عليه ضلال ومخالف، في وقت اختفى فيه بعض رجال الدين من المشهد، ورفضوا حتى التعليق عن الخلاف الدائر.

الصلاة على النبي الكريم، لا تحتاج كل هذا الجدل، فهي علاقة ثنائية بين الإنسان وربه هو وحده يعلم مدى صدقها وثوابها، والمواطن صاحب القرار، وهو أيضا من يدفع ثمن هذا الخلاف، فقد أصبح مشتت، لا يعلم من أين يستسق المعلومة، وإلى أي مرجع يستند في المسائل الجدلية، اتركوا المواطن وشأنه، دعوه يستفت قلبه ويحكم عقله، طالما غير قادرين على الإقناع، وغير مؤهلين للتوحد والتوافق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى