مقالات

نورا سعد تكتب/ أنعي التعليم في مصر.. وأطالب المسؤولين بالرد.. التعليم إلى أين؟!

نورا سعد

بدموع منهمرة وقلب مرتجف وأمل تائه في دنيا الخوف ودنيا القلق، دعني أقول عنها -دنيا الرعب-، من قيم تنهار الواحدة تلو الأخرى، وعلم ضائع، وحلم مفقود، أنعي بمزيد من الأسى والحسرة ما آل إليه حال التعليم بمصر فبعد أن كانت مصر الأولى في كافة العلوم أصبحت تتسابق على المركز الأخير بين دول العالم وانقلبت موازين التعليم بها بعد السعي للإلتحاق بالطب والهندسة والعلوم أصبحنا نسعى للكرة والتمثيل والتيك توك”

كان يوم دراسي طبيعي لمدة ثلاثة أشهر ويليه إمتحانات الفصل الدراسي الأول ثم إجازة لمدة أسبوعين وعودة لاستكمال الفصل الدراسي الثاني ثم إمتحانات نهاية العام الدراسي وأجازة مدتها لاتقل عن ثلاثة أشهر……كان هذا ملخص العام الدراسي طيلة السنوات الماضية وعلى مدار سنون عدة، إلا أنه دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن
فبظهور جائحة “فيروس كورونا” وما كان لها من تداعيات أثرث على كل نواحي الحياة، فبعد تفشي الجائحة وزيادة عدد الوفيات وكذلك ارتفاع نسبة الإصابات في العالم بأكمله….

وظل هكذا الوضع لفترة ليست بالقليلة حتى توقفت الدراسة تماما لمدة عام كامل واعتمد الطلاب فقط على الأبحاث التي لاتغني ولا تسمن من جوع، وكانت بالأحرى اختبارا لأولياء الأمور وليس الطلاب، الأمر الذي جعل الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم يقرر أن لن يعاود الاعتماد عليها مرة أخرى، ومع تراجع أعداد الإصابات بالفيرس تم اللجوء لعودة المدارس مرة أخرى التي توقفت في وقت وميعاد مصيري، قبيل الإمتحانات بأسبوع واحد، الامر الذي أثار حالة من الجدل سيطرت على العديد من أولياء الأمور عقب قرار الحكومة بتأجيل امتحانات الفصل الدراسى الأول لما بعد انتهاء إجازة نصف العام، 20 فبراير المقبل، مع استكمال المناهج من المنزل عن بعد، حيث تساءل بعضهم حول آلية عقد الامتحانات، وكيف سيكون الوضع بالمدارس عقب العودة.

وتساءل أولياء الأمور حول مصير المناهج الطويلة المقرر دراستها بالفصل الدراسى الثانى في ظل استقطاع فترة امتحانات الفصل الدراسى الأول من الخريطة الزمنية للتيرم الثانى، مطالبين بتخفيف أجزاء من المنهج مراعاة لظروف «جائحة كورونا» التي تجتاح العالم، وطالب آخرون بعقد اختبار موحد للعام الدراسى بنهاية الفصل الدراسى الثانى، يتم تقييم الطلاب من خلاله على أجزاء محددة من المنهج، ليكون هو الآلية الخاصة بتقييم الطلاب وحتى تصعيدهم للصف الأعلى مع تطبيق الإجراءات الاحترازية بامتحانات الشهادات الثانوية العامة والدبلومات الفنية التي تُعقد خلال شهرى «مايو ويونيو» المقبلين.

وأضاف «شوقى»، في تصريحات عبر صفحته الشخصية بـ«فيسبوك»، أنه ستتم إعادة تقييم الموقف مرّة أخرى بعد 14 فبراير المقبل، واتخاذ قرارات جديدة وفقًا لمستجدات الأوضاع وقتها، وذلك ردًا على تساؤلات أولياء الأمور حول كيفية عقد امتحانات طلاب المنازل بالمرحلة الثانوية، وكذلك طلاب الدمج الذين يؤدون الامتحانات الثانوية ورقيًا وليس إلكترونيًا على «جهاز التابلت».

وطلب أولياء أمور من وزارة التعليم استبدال الامتحانات بالأبحاث مثل العام الماضى، أو إتاحة عقد الامتحانات «أونلاين» عبر شبكة الإنترنت، خاصة في ظل الأنباء الصادرة من منظمة الصحة العالمية بأن ذروة الموجة الثانية من انتشار فيروس «كورونا» ستكون خلال أشهر (يناير وفبراير ومارس)، وبالتالى لن يتمكن الطلاب من العودة للمدارس في ظل هذه الأجواء الصعبة، في حين اشتكى البعض من زيادة المصروفات بشكل مبالغ فيه بالمدارس الخاصة والدولية، حتى مع قرار توقف الدراسة، وطالبوا بضرورة النظر في هذا الأمر الهام.
وحسم الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، مطالب بعض أولياء أمور بإلغاء الامتحانات لصفوف النقل واستبدالها بالأبحاث العلمية، مثلما حدث العام الدراسى الماضى، بقوله: «الوزارة لن تلجأ للأبحاث بسبب ما فعله الكثيرون خلال العام الماضى، حيث أهدروا قيمتها التربوية والتعليمية، وفقدنا مبدأ تكافؤ الفرص في التقييم العادل للأسف، رغم جمال الفكرة، ورغم أنها وسيلة تقييم مهمة جدًا، ولكن ما تعرضنا له أساء للفكرة كلها للأسف الشديد».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى