مقالات

أيمن مدين يكتب: تغير النظام العالمي ورياح التغيير بالشرق الأوسط

تعد الحرب الروسية الأوكرانية هى حلقة من حلقات مسلسل الصراع على النظام العالمى وهو ما جعل أثارها لا تتوقف عند حدود تلك الدولتين الجارتين بل إمتدت لتطال أوربا بل و جميع دول العالم .

كما أصبح من السهل أيضا تمييز أى الطرفان يسعى لإنهاء الحرب وإحلال السلام ومن هو الطرف الرافض لأى مفاوضات لإنهاء هذه الحرب بل يزيد فى دعمه العسكرى ويسعى لإستمرار النزاع الذى لم يرهق الدول المتحاربة فقط بل العالم اجمع وعلى رأسه تلك الدول التى كانت المحرك الرئيس لهذه الحرب بل وسعت لزعزعة الإستقرار ونشر الفوضى (الفوضى الخلاقة ).

كما اطلقوا عليها فقط للتأكد من الهيمنة على العالم والتربع على عرشه دون النظر لمعانات الشعوب وكم الأرواح التى تزهق والنساء اللاتى يترملن والأطفال الذين يتيتمون فهؤلاء لا يعيرون للنفس البشرية ثمن وحقوق الإنسان ليست سوى أداة سخروها لتحقيق مصالحهم والتدخل فى شئون الدول على رأسها منطقة الشرق الأوسط لكنها لا تجد فى أرجاء غرفهم المغلقه موطئ قدم . ومن هنا تعالوا نسلط الضوء على مستجدات الأوضاع وتطورات الصراع الذى بدأ يتسع مع تنامى قدرات النظام العالمى المتعدد وتراجع النظام الإحادى وفقدان قطبه الغربى القوة والنفوذ على منطقة الشرق الأوسط مما لا شك فيه إن منطقة الشرق الأوسط هى إحدى أهم البقاع حول العالم لما لها من أهمية. ليس فقط لموقعها المتميز فى وسط العالم حيث تعد هى همزة الوصل بين الشرق والغرب وتحظى بأهمية كبيرة لطرق التجارة العالمية ولا لما تمتلكه دول المنطقه من ثروات على رأسها مصادر الطاقة حيث تعد المنطقة اكبر منتج للنفط فهى تمد العالم ب 40 % من النفط المستهلك وهو ما يعد نعمه ونقمة فى نفس الوقت.

بل لأسباب أعمق من ذلك وهى تاريخ هذه المنطقة والتى تضم اعرق الحضارات وأهم الإمبراطوريات وقوتها العسكرية والتى عبرت الحدود والقارات وتمكنت عبر التاريخ من السيطرة على مناطق شاسعه من العالم وظلت لمئات السنين تسيطر على الشرق والغرب فلم تسلم المنطقة من أطماع الدول الإستعمارية وتدخلاتها التى وصلت حد الغزو العسكرى ( غزو العراق ) وسعى الغرب للسيطرة على هذه المنطقه الهامة والتخطيط الدائم لإضعافها وإنهاكها ونشر الفرقة بين دولها حتى لا تتحد و تتمكن من إستغلال إمكانيتها الكبيرة فى النمو والترقى بين الشعوب ما قد يحيى نموذج ( الدولة الإسلامية ) فتصبح يوما ما خطرا عليه فقد تعلم الغرب الدروس من التاريخ لذا تخطط الدول الغربية لنشر الفرقة بين دول المنطقة (الإسلامية ) وقد عاصرنا مخطط الشرق الأوسط الجديد وما ترتب عليه من آثار سلبيه على وحده العرب حيث توترت العلاقات بين دول المنطقة حتى وصل حد قطع العلاقات بين بعض الدول العربية وتجميد عضوية ( سوريا ) بجامعة الدول العربية، أيضا مقاطعة الرباعية العربية لقطر لفترة ومحاولات تأجيج الصراع السنى الشيعى حتى تظل دول المنطقة متفرقة وضعيفه ما يقوى من قبضة الغرب على المنطقة وقد ظلت كلا من (مصر- تركيا – السعودية – إيران ) القوى العربية والإسلامية الكبرى والتى تحظى بتاريخ عظيم وجيوش قوية ذات قدرات كبيرة قادرة على إحراج الغرب بل وإستطاعت بالفعل إحراج الولايات المتحدة القوى العظمى و كبرى الدول الغربية فى مناسبات عدة ورفض تدخلاتها وإملائاتها خلال السنوات العشر الاخيرة حيث رفضت مصر تدخلاتها فى اعقاب 30 يونيو والخلاف الكبير حول النووى الايرانى وتوتر العلاقات مع تركيا عقب محاولة الإنقلاب على رئيسها أردوغان ورعايتها للمعارض التركى فتح الله جولن ودعمها للأكراد وأخيرا توتر العلاقات الأمريكية السعودية فى اعقاب حادث إغتيال المعارض السعودى خاشقجى داخل السفارة السعودية بتركيا . وكان رفض الدول العربية لصفقة القرن المزعومة وإجهاض أى محاولة لإعادتها اكبر دليل على أن وحدة الصف العربى والإسلامى قادرة على التصدى للأطماع الغربية وهى تشكل بالفعل مصدر إزعاج لهم لذلك لجأت الولايات المتحدة ودولة الإحتلال لإبرام إتفاق ( ابراهيم ) للتطبيع مع دول المنطقة العريية كما سعت لتشكيل ناتو عربى و تحالف يضم دولة الاحتلال والولايات المتحدة بدواعى التصدى للنفوذ الإيرانى فى تحرك مسموم من شأنه توريط المنطقة العربية كما حدث بأوكرانيا تنهك العرب وايران معا وتحفظ امن إسرائيل ومصالح الحلف الصهيوامريكى ويدعم سيطرة النفوذ الأمريكي على المنطقه والذى بدأ يهتز ، لكن فطن العرب لهذا وجاء الرد بالرفض القاطع .

الشرق الأوسط وتأثيرات تغيير النظام العالمى أهمية منطقة الشرق الأوسط تأثرت منطقة الشرق الأوسط بالصراع الدائر بين النظامين العالميين الإحادى والمتعدد الأقطاب مثلها مثل باقى مناطق العالم فهى ليست فى معزل مما يحدث من تغيرات على الساحة الدولية. فهى جزء من المجتمع الدولي تؤثر وتتأثر بكل ما يحدث به من أحداث وتغيرات سواء سياسية أو إقتصادية أو حتى إجتماعية بل وكان تأثر المنطقه كبير قد يفوق أثار الحرب الروسية الأوكرانية ذاتها.

حيث خضعت المنطقة لمخططات تهدف لنشر الإنقسامات ما تسبب فى حدوث إضطرابات شديده وصلت حد الحرب الأهلية ببعض دول المنطقة وهى ناتجة عن تدخلات ومخططات الغرب بزعامة الولايات المتحدة الامريكية والتى لم تخفى نواياها تجاه المنطقة على الرغم من حديثها الدائم عن علاقات الصداقة مع دولها فقد أفصحت على ألسنة مسئوليها صراحة فى عهد جورج بوش الإبن والذى أعلن الحرب ( لدوافع دينية على عكس ما إشيع وتم إثبات كذبه من دوافع وأسباب حينها ) على دول منطقة الشرق الأوسط وجميعها دول مسلمه عدا ( إسرائيل ) وهى المنطقة التى خرج منها الإسلام لينتشر فى أنحاء العالم .

فحسبما ذكر دونالد رامسفيلد رئيس أركان الجيش الأمريكي فى عهده أنه تلقى تعليمات ليس بغزو العراق فقط بل والصومال وسوريا وليبيا والسوادن وإيران كما اعلنت وزيرة الخارجية كوندليزا رايس عن نية الولايات المتحدة إطلاق مخطط الشرق الأوسط الجديد والذى شرع خلفه أوباما فى تنفيذه واطلق عليه مسمى الربيع العربى والذى تمكنت على إثره من تغيير عدد من الأنظمة على رأسها النظام السورى والليبى اللذان إمتلكا علاقات متوترة معها.

فعقب غزو العراق سعت أمريكا لمعاقبه سوريا التى كانت عضو غير دائم فى مجلس الأمن وسعت لوقف الغزو والتصدى له وخلال الحرب سمحت سوريا حسب إتهامات امريكية بتمرير أسلحة وتدفق محاربين عرب إلى العراق ما نتج عنه خلافات سياسية شديدة سعت على خلفيتها الولايات المتحدة للتخلص من نظام بشار الأسد.

كما كان القذافى على خلاف مع الإمبريالية الأمريكية ويشكل خطرا على نفوذها بإفريقيا نظرا لما يحظى به من علاقات قوية مع دول القارة السمراء ركزت الولايات المتحدة على سوريا مستغله ورقة الطائفية والعلاقات السورية الإيرانية ( شيعه ) وحرضت المملكة العربية السعودية على تقديم الدعم المادى للسنه جبهة النصرة السنيه فى قتالها ضد النظام السورى ( العلوى الشيعى ) كما إنتقل عدد من السعوديين إلى القتال لجانب جبهة النصرة ما سمح لأمريكا وحلفائها من تزكية الصراع السنى الشيعى ما يزيد الفرقه والشقاق بين الدول العربية والإسلامية . وأضفى شئ من الشرعيه على حملتها العسكرية والتى نتج عنها إحتلال جزء من الأراضى السورية وإقامة قواعد عسكرية لها.

لكن سرعان ما إصطدمت تحركاتها بالدب الروسى فقد شرع النظام السورى فى طلب المساعدة من الحليف الروسى والذى وجدها فرصه جيده ليزيد من نفوذه داخل منطقة الشرق الأوسط والتى ظلت امريكا لسنوات تحكم قبضتها عليها.

وتمكنت روسيا من إقامة قاعدتان عسكريتان إحداها بحرية ( طرطوس ) والأخرى جوية (حميميم ) ما سمح لها من التواجد بالبحر المتوسط ما يشكل إزعاج للأسطول السادس الأمريكي ومقره بإيطاليا ولم تكتفى روسيا بهذا لكنها دعمت ليبيا عبر فاجنر وعملت على منع سيطرة الولايات المتحدة على الدولة النفطية ونهب ثرواتها كما فعلت بالعراق وسوريا بين الحين والأخر وهو ما جعل امريكا تتنبه لخطورة تنامى قوة الخصم الروسى وتمدد نفوذه الذى سيؤثر بكل تأكيد على نفوذها ما جعلها تولى إهتمام أكبر للتصدى للنفوذ الروسى والعمل على ضم أوكرانيا للناتو وأجرت مباحثات مع الرئيس الأوكرانى حينها ( فيكتور يانكوفيتش ) الذى حدد عدد من النقاط على الغرب تقبلها منها استئناف تعاون البنك الدولى مع أوكرانيا وتخلى دول اوروبا عن القيود المفروضه على عدد من القطاعات الإقتصادية الأوكرانية التى تعوق تعاونها مع ( روسيا –بيلاروسيا- كازاخستان ) ولكن لم تلقى قبولهم ما جعل الرئيس الأوكرانى التخلى عن فكرة الإنضمام للناتو.

وهو ما دفع أمريكا للعمل مع حلفائها الأوربيين على تغيير النظام الأوكرانى عبر تحريض المعارضه علي الثورة وهو ما حدث وإندلعت ثورة (الميدان الأوروبى) وتغيير النظام الأوكرانى ما جعل امريكا والغرب يسعيان مجددا لضم أوكرانيا لحلف الناتو وهو ما قوبل برفض روسى وسارعت روسيا لضم شبه جزيرة القرم عبر تصويت سكانها على الإنضمام لها.

وأستمرت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها فى إزكاء الصراع الروسى الأوكرانى حتى إندلعت الحرب الروسية الاوكرانية والتى مازالت مستمرة حتى الأن حيث خطط الغرب لإطالة أمد الحرب بغرض إنهاك الدب الروسى عبر فرض عقوبات إقتصادية غير مسبوقة وتقديم كل سبل الدعم العسكرى لأوكرانيا ورفض أى محاولة للتفاوض والوصول لحل سياسى للأزمة إنعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على النفوذ الأمريكي بالشرق الأوسط مما لا شك فيه أن إلتفات الولايات المتحدة لتنامى النفوذ الروسى وسعيها للتصدى له قد سمح لدول منطقة الشرق الأوسط بإلتقاط أنفاسها والعمل على إستعادة الإستقرار للمنطقة عبر تكثيف الدول العربية تحركاتها لحل الخلافات بين القوى المتصارعه على السلطة فى عدد من الدول (ليبيا واليمن والسوادن ) كما عملت بدعم من روسيا والصين على إستعادة العلاقات بين دول المنطقة والقوى الإقليمية التى سعى الغرب للتفرقه وإشعال الصراعات بينهم فتوسطت روسيا بين كلا من سوريا وتركيا و إيران كما تمكنت الصين من التوسط ودعم إتفاق السعودية وإيران والذى شكل صدمة للولايات المتحدة ودول الغرب . كما بدأت كلا من مصر وتركيا فى إستعادة العلاقات بعد فترة طويلة من التوتر . وهو ما يدل على إنحصار النفوذ الأمريكي بالمنطقة وتنامى النفوذ الروسى والصينى على حساب غريمتهما الغربية.

إنحصار النفوذ الأمريكي وأثره على إسرائيل سوريا وصراع النفوذ بين الشرق والغرب أدى إنحصار النفوذ الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط فى زيادة مخاوف إسرائيل الأمنية خاصة عقب الإعلان عن الإتفاق السعودى الإيرانى والذى أتى كالصاعقه عليها فقد كانت تسعى جاهدة لكسب العرب لجانبها ضد إيران معتمده فى ذلك على نفوذ البيت الأبيض وقدرته على الضغط على حكام المنقطة العربية ليتشاركوا دولة الإحتلال تحالفا يهدف لضرب إيران ولكن حدث ما لم يكن بحسبانها ما جعلها تعمل شبه منفرده لضرب النفوذ الإيرانى الذى أصبح يحيط بها بشكل كبير فلدى إيران أذرع فى ( قطاع غزة – لبنان – سوريا ) وهو ما تسبب فى توتر علاقاتها بالصديق الأمريكي خاصه فى ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة وما ترتكبه من إنتهاكات وتصرفات غير مسئولة تجاه القدس وعدم إلتزامها بمخرجات إجتماعات العقبة و شرم الشيخ للتهدئة ووقف الأعمال العدائية تجاه المقدسات والفلسطينيين على حد سواء وهو ما تسبب فى إحراج شديد للولايات المتحدة التى كانت طرف فى هذه المحادثات كطرف قادرعلى إلزام إسرائيل بما تم الإتفاق عليه لكن لم تلتزم بأى منها ما جعل عدد من الأصوات داخل الكونجرس الأمريكي تنتقد حكومة نتنياهو بل وصل الأمر إلى مطالبتهم برفض إستقبال نتنياهو رئيس الحكومة ووزير المالية فى حكومته فى سابقه تدل على مدى حدة الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

لم تخفى إسرائيل مخاوفها من إمتلاك إيران للسلاح النووى بل عملت جاهدة بكل الطرق لمنع إيران من إمتلاك القنبلة النووية حتى تنفرد وحدها بإمتلاك قوى الردع النووية بالمنطقة فهى تعى تماما أن نفوذ إيران المتزايد جعلها قادرة على تهديد العمق الاسرائيلى عبر أذرعها بالمنطقة ( حماس – حزب الله ) وتريد الاحتفاظ بورقة ترجح كفتها حال إندلعت حرب بينهما. فقد أصبح النفوذ الإيرانى هو التحدى الأكبر لإسرائيل.

كما يشكل التواجد الإيرانى فى سوريا إزعاج لأمن إسرائيل والتى شرعت بإستهداف الحرس الثورى الإيرانى داخل سوريا وقصف شحنات السلاح الإيرانية والتى تخزنها داخل الاراضى السورية ومنها إلى حزب الله وحماس ولم تكف تل أبيب عن مطالبة امريكا وحلفائها الاوربيين بعدم السماح لإيران بإمتلاك القنبلة النووية وتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووى الإيرانى ولم يعود هذا الأمر ببعيد فى ظل مساندة إيران لروسيا وإمدادها بالسلاح والدرونات المتطورة التى ساعدت روسيا كثيرا ما جعل امريكا تسعى لمعاقبتها . الإتفاق السعودى الإيرانى والقضية الفلسطينية إسرائيل والنفوذ الإيرانى جميعنا يعلم أن القضية الفلسطينية محفورة فى وجدان كل عربى فهى قضية العرب الأولى وهى أيضا قضية كل مسلم بل وكل المدافعين عن الإنسانية وحقوق الإنسان وكرامته الحقيقيين فما يشهده الأشقاء الفلسطينيين منذ أعوام من ويلات وصعاب تكاد تنفطر لها قلوب البشرية حتى أصبح كل بيت فلسطيني لا يخلوا من شهيد أو مصاب أو معتقل حتى الأطفال لم يسلموا من هذا البلاء القاتم ومع الأسف ظلت القضية الفلسطينية عالقة دون حل نتيجة لتعنت المحتل الصهيوني ودعم القوى الغربية على رأسها الولايات المتحدة لها مستغله نفوذها وهيمنتها على العالم وتعطيل تنفيذ قرار حل الدولتين منذ العام 67 حتى يومنا هذا وهو ما يدل على مدى ديكتاتورية النظام العالمى الإحادى وعنصريته ونفاقه فهو لا يعتمد الشعارات التى يرفعها سوى لتحقيق مصالحه.

لكن مع تغير النظام العالمى وتراخى القوى الأمريكية وضعف هيمنتها على العالم بالأخص منطقة الشرق الأوسط بدأت الأمور تتغير فعدو الأمس أصبح صديق اليوم حيث نجحت الصين القوى الصاعدة فى التوسط وإبرام إتفاق بين السعودية وإيران لإستعادة العلاقات بين الدولتين وحل الخلافات العالقه بينهما وهو ما يصب بكل تأكيد فى مصلحة إستعادة الإستقرار بالمنطقة وبما فيها القضية الفلسطينية حيث سيسمح هذا الإتفاق بخفض التوترات بالمنطقة ويسهم فى إنهاء الصراع السنى الشيعى ما يمكن الدول الإسلامية من التركيز اكثر فى سبل حل القضية الفلسطينية وتبنى موقف موحد ضد الإنتهاكات الإسرائيلية تجاه القدس اولى القبلتين وثانى الحرمين والذى يحظى بقدسية كبيرة فى نفوس المسلمين حول العالم كما ان تحسين العلاقات بين مصر وتركيا وباقى دول المنطقة سيضع إسرائيل فى ضغط ومخاوف من إبرام أى تحالف عسكرى بين الدول الإسلامية الكبرى ( مصر-السعودية –تركيا ) مع إيران ما يزيد من مخاوفها الأمنية وبكل تأكيد إن مجرد التهديد بتدشين حلف عسكرى عربى مع إيران سيكون ورقة ضغط كبيرة فى يد العرب فى أى مفاوضات مع الكيان المحتل ومؤيديه من الغرب . كما يسمح بتوفير دعم مادى اكبر للدولة الفلسطينية عبر توجيه النفقات التى كانت تنفق فى الصراع السنى الشيعى لدعم الأشقاء الفلسطينيين فبكل تأكيد يصب هذا الإتفاق فى مصلحة القضية الفلسطينية . عانت العلاقات السورية العربية من أزمات منذ عام 2011 وصل حد تجميد عضويتها بجامعة الدول العربية حتى وصل لدعم دول عربية ( السعودية-الأمارات ) العمليات العسكرية لقوات التحالف الغربية بقيادة الولايات المتحدة وظلت هذه العلاقات فى حالة جمود حتى فترات قريبه.

وقد كان للإتفاق السعودى الإيرانى انعكاسات جيدة على تلك العلاقة الفاترة حيث تعتزم السعودية دعوة سوريا لحضور الإجتماع القادم للجامعة العربية بالسعودية لتعود مرة اخرى لحضن الدول العربية ما يساعد على عودة الوحدة بين دول الجامعة العربية وبدء مرحلة جديدة تتماشى مع التغيرات الجيوسياسية الكبيرة الناتجة عن تغير النظام العالمى والذى يهدف لنشر الإستقرار والسلام بين دول العالم .

مما لا شك فيه ان كل هذه التغيرات والتحولات فى العلاقات بين دول المنطقة تصب فى مصلحتها وتساعد بشكل او اخر على تسطير مرحلة جديدة من العلاقات ورسم سياسات اكثر هدوء وتقارب بين دول المنطقة العربية والإسلامية ما قد يتيح الفرصه أمام دولها لزيادة التعاون فى جميع المجالات وإرساء مبادىء التكامل العربى والإسلامى ويفتح الباب أمام المنطقة للعب دور كبير ومؤثر فى ظل النظام العالمى المتعدد بما يحقق النمو والإستقرار ويعزز قدرة القوى الإسلامية فى مواجهة محاولات الغرب لإخضاعها والسيطرة عليها ويجعلها تفكر مرات كثيرة قبل محاولة التدخل فى شئون دول المنطقة وما يساهم فى تحسين نظرة العالم تجاه الإسلام والدول الإسلامية ويساهم فى التصدى لمحاولات لصق التهم وربط الإرهاب بالإسلام أتمنى ان نرى مزيد من التعاون بين دول المنطقة والعمل على تدشين سوق مشتركة وزيادة التبادل التجارى فيما بينها والعمل على التكامل البيني وتبادل الخبرات ودعم الدول الفقيرة والنامية بالمنطقة حتى تتمكن من الصمود والوقوف على أرجلها وتنال ما تستحق من حياه أفضل فى ظل تعايش سلمى وبناء وتعود منطقتنا إلى سابق عهدها منطقه الحضارة والثراء سوريا والإتفاق السعودى الإيرانى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى