تقارير و تحقيقات

ماسونية وضحايا وقرابين.. ترافيس سكوت ممنوع من حفل الأهرامات

» طقوس شيطانية.. ودعاوى قضائية.. والنقابة في ورطة حقيقية

أثار مؤدي المهرجانات الأمريكي ترافيس سكوت، جدلًا واسعًا على الساحة في مصر بعد إعلانه إقامة حفل في منطقة الأهرامات، وقوبل هذا الأمر برفض قاطع من قبل الجمهور وطالبوا بإلغائه، لكن آخرون رأوا أن الدولة المصرية تقبل مختلف الفنون والحضارات.

البداية كانت بمنشور مفاجئ من مغني الراب العالمي، أعلن فيه إقامة حفل غنائي في مصر وتحديدًا تحت سفح الأهرامات.

البوستر الرسمى للحفل الذي نشره “سكوت” عبر صفحاته الرسمية بمواقع التواصل، قال فيه إنه يعتزم إقامة فعالية غنائية طرح ألبوم جديد تحت عنوان “UTOPIA” في يوم الثامن والعشرين من شهر يوليو الجارى.

وبدأ عشاق المطرب الأمريكي يتأهبون لحفل ضخم وصلت أسعار التذاكر فيه إلى 6500 جنيه مصري للفئة الأولى و4 آلاف جنيه للفئة الثانية، حسبما أعلنت الشركة المنظمة.

إعلان ترافيس سكوت

واقعة تكساس.. دموية

ترافيس سكوت اشتهر في الأوساط العربية مؤخرًا بسمعة غير طيبة، لاسيما بعدما حدث في حفل نوفمبر 2021، الذي أحياه ضمن فعاليات مهرجان «Astroworld» بمدينة هيوستن في ولاية تكساس الأمريكية.

حضر الحفل الغنائي حوالي 50 ألف شخص من مختلف الجنسيات والفئات، وبعد انطلاقه بحوالي نصف ساعة يفاجئ الجمهور بسقوط أول ضحية وسط المتفرجين، ما دعا بعض الشباب للصعود على المنصة لإقناع المطرب وفريقه الموسيقى بإيقاف الفعالية للاطمئنان على الشاب الذي لقي مصرعه وسط الزحام، لكن طلبهم قوبل بالرفض واستمرت الموسيقى كما هي ولم يحرك أحدًا ساكنًا لما حدث.

الضحايا بدأوا في توالي السقوط إلى أن وصل عددهم لعشر ضحايا لقوا مصرعهم بعد الساعة التاسعة مساءً أثناء الحفل، وكانت أعمارهم تتراوح من 9 لـ 27 سنة بينهم ما لا يقل عن 3 أو أربع أطفال.

التقارير الطبية التي صدرت بعد تشريح الجثث تقول: إن الوفيات كانت ناتجة عن تدافع المعجبين تجاه المغني، مستدلين بالعدد الكبير للإصابات الذي وصل لمئات الأشخاص.

أهالي الضحايا والمصابين لم يقتنعوا بما قرره الطبيب الشرعي، فاتخذوا إجراءات برفع دعاوى قضائية وصل عددها لـ 200 دعوى ضد المطرب الأمريكي.

وطالب المدعون فيها بمحاكمة ترافيس سكوت لتسببه في الليلة الدموية التي حدثت خلال حفله، لكن التحقيقات في القضية لم تأت بما اشتهاه أهالي الضحايا، فبعد 19 شهر برئته المحكمة من كل التهم المنسوبة إليه.

ماسونية في الهرم؟

الحفل الكبير الذي تأهب له الكثيرون لم يلق استحسان كثير من الشعب المصري الذي باتت آرائه واضحة إزاء هذا الحدث الذي وصفوه بـ”الماسونية”.

وبدأ كم هائل من المنشورات التابعة لصناع محتوى مصريين، يهاجمون فيه المطرب الأمريكي ويحذرون من واقعة كارثة ليست بالهينة، في حال إقامة حفل مثل هذا.

إحدى حفللات المطرب الأمريكي

واستدل كثيرون بما حدث في آخر حفل للمطرب الأمريكي الذي أقيم في ولاية تكساس الأمريكية، وقع فيه قتلى والمصابين.

وزعم مغردون أن المطرب الأمريكي يمارس أعمالًا شيطانية خلال حفلاته التي تشبه طقوس الماسونية، ويهدفون من وراء هذا الحفل إلى حشد أكبر جمع من الناس حتى يسقط ضحايا ومصابين يكونوا بمثابة قرابين لتحقيق أهداف عبدة الشيطان.

دعاوى قضائية لردع طقوس الماسونية

الانتقادات اللاذعة والهجوم العنيف لم يقتصر فقط على المواطنين من عامة الشعب، بل امتد لحقوقيين أيضًا خرجوا وأعلنوا رفضهم إقامة هذا الحفل في مصر.

المحامي عمرو عبد السلام، كان أول من خرج للعامة وأعلن رفضه القاطع لحفل مطرب أمريكي تابع للجماعة الماسونية وأحد أعضاء تنظيم عبدة الشيطان، على حد تعبيره.

وقال خلال مداخلة هاتفية برنامج «صالة التحرير»، المذاع على فضائية صدى البلد، تقديم الإعلامية عزة مصطفى، إن أكبر دافع يجعلنا نرفض إقامة هذا الحفل في مصر، هو الحادث المأساوي الذي وقع في الحفل الأخير للمطرب الأمريكي الذي صنفته الصحافة العالمية بأنه أكثر حفل دموي.

وأضاف أنه تقدم بدعوى رسمية إلغاء حفل مطرب الراب الأمريكي ترافيس سكوت، المعلن إقامته تحت سفح الأهرامات بالجيزة، مشيرًا إلى أننا في استعداد لتكرار تلك الكارثة مرة أخرى.

وبرر ذلك بأن حفلات هذا الممثل بالتحديد تحدث داخلها أشياء منافية للآداب، ناهيك عن الحركات الاستعراضية الغريبة التي تشبه طقوس شيطانية وماسونية، ولا تمثل الفنون المصرية العربية.

وانتقد بشدة التصرف الذي صدر من المطرب الأمريكي خلال حفله الأخير في ولاية تكساس، عندما أخبره الجمهور بأن هناك ضحايا بدأوا في التساقط من شدة الزحام، لكنه أصر على استكمال الحفل ورفض التوقف.

الجهة المسؤولة في ورطة

نقابة المهن الموسيقية ووزارة الثقافة باعتبارهما الجهة المسؤولة عن إقامة الحفلات في مصر، عانتا مع الأحداث التي أعقبت إعلان ترافيس سكوت إقامة حفله في مصر.

فبدا واضحًا للجميع أن النقابة وافقت مبدئيًا على إقامة الحفل بالأهرامات في اليوم المعلن من قبل مؤدي الراب الأمريكي.

الموافقة المبدئية أثارت جدلًا واسعًا ودعت الجميع للحديث عن سلوكيات مؤدي الراب في الحفلات والطقوس الغريبة التي يقوم بها من إشعال النيران في أرجاء مكان الحفل والحركات الاستعراضية غير المألوفة، ما أوضح للنقابة موقف المصريين من هذه الفعالية.

وأصدرت النقابة العامة للمهن الموسيقية بيانًا أكدت فيه رفضها لكل القيم التي ترفضها العادات والسلوكيات التي تمس بالعادات والتقاليد الموروثة للشعب المصري، وأنها ترحب بكافة ألوان الفنون والحفلات لكن بشروط وضوابط محددة.

وبناءً عليه قرر النقيب العام الفنان مصطفى كامل ومجلس الإدارة، إلغاء الترخيص الصادر لإقامة هذا النوع من الحفلات الذي يتنافى مع الهوية الثقافية للشعب المصري.

قرار إلغاء الحفل لم يحمِ النقيب والمجلس من الانتقادات أيضًا، بل عوقب مجددًا على اتخاذ قرار الموافقة المبدئية التي دعت مؤدي الراب ترافيس سكوت للإعلان عن الحفل، والعودة في القرار مرة أخرى وإلغائه.

فنانون ومبدعون ونقاد علقوا على هذا الأمر بانتقادات حادة، مؤكدين أن دولة بحجم مصر لا لا ينبغي لها أن تتخذ قرارًا وتتراجع فيه، لاسيما مع مغني ذو شهرة عالمية مثل الأمريكي ترافيس سكوت.

بماذا رد “سكوت”؟

مغني الراب الأمريكي ترافيس سكوت، أصدرت بيانا بعد التأكد من إلغاء حفله المنتظر في الأهرامات، فقال: «ما يتداول على الانترنت من الممكن ان يضر بالحفلة، الثقافة والتاريخ المصري يعني لي الكثير ومن أجل ذلك أخذت قرارا أن أطلق الألبوم من أرض الحضارة، وأنا نشأت في عيلة تحترم الناس والكنيسة نحن نعمل منذ فترة كبيرة وإذا المعدات لم تدخل موقع الحفل خلال ساعات لن نستطيع اقامته».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى