اقتصاد

فوضي الجائحة تهدد عرش المنسوجات الصينية .. وتركيا تبحث عن موطئ قدم

كتبت- هبة عوض: 

ساهمت الفوضي الاقتصادية العالمية التي خلفتها جائحة كوفيد 19 في ارتفاع تكاليف الشحن وبالتالي تأخر عمليات التسليم نتيجة الإغلاقات التي طالت الكثير من المصانع، الأمر الذي دفع كثير من الشركات ذات العلامة التجارية المعروفة في خفض الاعتماد على السلع الواردة من الخارج.

ويري خبراء اقتصاديون أن خفض الاعتماد على مستلزمات الانتاج من الخارج ربما يهدد عرش صناعة المنسوجات الصينية، إذ قال أحمد خطاب، الخبير الاقتصادى، إن الفوضي التي خلفتها الجائحة ساهمت في ارتفاع تكاليف الشحن، بالإضافة إلى تأخر عمليات التسليم نتيجة الإغلاقات الواسعة التي طالت الكثير من المصانع، لافتاً إلى أن تضاعف متوسط الأجور إلى ما يقرب من 92 ألف يوان سنوياً في الصين خلال عام 2021 مقارنة بما يقرب من 46 ألف يوان في 2013، أضعف من الميزة التنافسية للمصانع الصينية.

الصين تواجه مخاطر أخري أبرزها محمد عبدالسلام، رئيس شعبة الملابس الجاهزة، باتحاد الصناعات، إذ كشف عن اتجاه صناعة الأزياء الجاهزة داخل أوروبا على تقليص الواردات وتوطين الصناعة في محاولة للإيحاء بمواعيد التسليم، مشيراً إلى أن دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط الأزمة جاء بما لا يرضي الصين حينما حظرت الأولي المنتجات القطنية الصينية وتحديداً من إقليم شينجيانج – ذات الأغلبية المسلمة- بزعم الاضطهاد الذي تمارسه الصين تجاه العمالة.

وأضاف أن تركيا ظهرت كمنافس قوي للصين داخل مجال المنسوجات، إذ تحاول عبر الاستفادة من  الانضمام إلى الاتحاد الجمركي لدول الاتحاد الأوروبي تقديم نفسها كمركز لصناعة المنسوجات، لافتاً إلى أن الاتحاد الجمركي الأوروبي من شأنه أن يسهل عملية التجارة بين دول الاتحاد، متوقعاً أن تنجح خلال وقت قصير في إشباع جزء كبير من متطلبات السوق الأوروبي، لاسيما بعد أن أصبحت مورد معروف بالفعل لدي عدد من أشهر الماركات التجارية العالمية.

إلى ذلك، أوضح أبو بكر الديب، الخبير فى الشأن الصينى، أن كثير من العلامات التجارية الغربية الشهيرة في صناعة الأزياء بدأت بالفعل خفض الاعتماد على المنسوجات الصينية بعد عقود من التعاون المثمر بينهما، ملمحاً إلى احتمالية وجود دوافع سياسية وراء الأمر، غير أنه عاد ليشدد بأن قوانين العمل،وارتفاع تكاليف الشحن والعمالة، وأزمة سلاسل التوريد باتت تهدد بالفعل ريادة الصين داخل السوق الغربية في مجال المنسوجات تحديداً. وأكد أن هناك العديد من الأمثلة، إذ لجأت إحدي الشركات البريطانية المعروفة إلى خفض المكونات الصينية داخل مجموعاتها لعام 2022 إلى 12%، مقارنة بنحو 27% في 2020، لافتاً إلى سعيها نحو مزيد من الخفض خلال العام الجاري، الأمر الذي تنتهجه إحدي شركات الأزياء الإسبانية، إذ تسعي إلى أن تصبح أكثر محلية عبر خفض الاعتماد على المكون الخارجي.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى