تقارير و تحقيقات

«شوهتم المرأة وأسأتم السمعة».. أهالي الصعيد يتبرأون من دراما 2021

كتب- دعاء علي وآية جمال:

لم يسلم أهالي الصعيد كل عام في شهر رمضان، من أعمال درامية تتظاهر بتجسيدها الواقع الذي يعيش فيه الوجه القبلي، من خلال القصور والسيارات الفارهة والعيش الرغد وطابع الانغلاق المخيم على البيئة هناك.

هذه الأعمال لم تلق هذا العام خصيصًا قبولًا من أهالي محافظات الوجه القبلي، ودعاهم للتنديد بها مستنكرين المشاهد التي تؤدي لانطباعات خاطئة عن حياتهم المعيشية.

فلا مجتمع الصعيد متأخر، ولا يجمع أبنائه ثرواتهم من تجارة السلاح او المخدرات والاثار، ولا تسود بينهم الغوغائية التي تعرض على شاشات التلفاز بداعي أنها تمثلهم.

نسل الأغراب يخالف الواقع الصعيدي

هذا ما أكد عليه عديد من الأشخاص المثقفون بالوجه القبلي، إذ يقول محمود حسن: “ما نراه في الدراما لا يمُت بأي صله للصعيد ولا يُناقش قضاياه الحقيقية، ولا يُعبر عنه بالشكل الذي يليق بأبنائه ولا ملابسهم ولا تصرفاتهم ولا لهجاتهم، فالصعيد لهجاته مُتعددة ولكن الدراما حصرتها في طريقة واحدة، فنحن لا نعيش في قصور ولا منازل فارهة وفي نفس الوقت لا نعيش في الكهوف، ولسنا شياطين كما تُجسد الدراما كما في نسل الاغراب”.

تضيف “هبة حمدي” مُعلمة بإحدى المدارس: “المرأة الصعيدية ليست كما تُصورها الدراما، منغلقة على نفسها ولا تتعلم ولا تخرُج للعمل، منذ عقود وسنوات والمرأة الصعيدية تتقلد المناصب وترتدي ملابسها على الموضة وبالشكل الذي لا يتنافى مع الآداب والاخلاقيات، وأصبحت طبيبة واستاذة جامعة، ومُشاركة وبقوة في شتى مجالات الحياة، بل وتُسافر الى الخارج لإكمال تعليمها وللعمل ايضا، وليست غجرية او مغلوب على امرها كما صورتها الدراما المصرية في مسلسل نسل الاغراب”.

بينما أكد “هشام بدر” مُعلم جغرافيا أن ما تقدمه الدراما في رمضان عن المجتمع الصعيدي لا أساس له من الصحة، معقبًا: “هبل ولا ليها علاقة بالصعيد ولا احنا بلطجية او مُنحرفين زي اللي في مسلسل موسى ولا نسل الاغراب”.

مشاهد غير مقنعة

ورأى الروائي محمد المغربي، من خلال مشاهدته لبعض حلقات المسلسلات الرمضانية التي تحكي عن الصعيد، أنها غير مُقنعة تماما وأداء ممثليها مبالغ فيه، مشيرًا إلى أنه تشويه لصورة مصر بشكل عام وليس الصعيد فحسب.

وقال إن الفنان أحمد السقا، هبط مستواه الفني بشكل ملحوظ، بعد الحركة التي يفعلها بفمه في مسلسل نسل الاغراب، غير أن مي عمر، لم تقنع الجمهور بتمثيلها لدور الأم أو لأنها تُحب اثنين في ان واحد، وهذا تشويه لصورة المرأة الصعيدية في عيون المُشاهدين.

في حين تقول نور اسماعيل عن الدراما الرمضانية التي تحاكي المجتمع الصعيدي، إنها لا تمثل الواقع ولكن المؤلف يعتمد على إثارة الأحداث بحساب الحقيقة للحبكة الدرامية ومسلسل موسي ونسل الأغراب لم يجسد الحقيقة بطريقة صحيحة.

وتستكمل رضوى يوسف حديثها قائلة، إن المسلسلات الصعيدية التي تعرض غير مطابقة للواقع من حيث الأداء واللهجة واللكنة ويوجد العديد من الإسفاف.

زيف يُعرض لتشويه الحقيقة

وتتابع منى فراج: “المسلسلات لم تعرض الحقيقة ودائما ما يتم تشويه الصعيد في الدراما وافتقدنا التمثيل الحقيقي أين الدراما التي تجسد الواقع المعاش مثل الضوء الشارد وذئاب الجبل والرحايا”.

بينما انتقدت “نهلة محمد” مسلسل نسل الاغراب من حيث اللغة وتجسيد الاحداث وعرضها، متسائلةً عن السيدة التي تقود سيارة مثلما تفعل “مي عمر”.

واستنكرت تمثيل أحمد مالك وأحمد داش في ظل عدم تمكنهم لنطق الهجة الصعيدية، فضلًا عن طريقة تناولهم للمحشي، معقبةً: “احنا بناكل المحشي بإيدينا.. مسلسل يفتقد الكثير من الأساسيات الصحيحة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى