غير مصنف

الجامعات الأوكرانية تفتح أبوابها للطلبة وتطور دراسة الطب مع الحرب

عبر سنوات طويلة ظلت الجامعات الأوكرانية منفذا للدراسة للطلبة الحاصلين على شهادة الثانوية بعيدا عن التكاليف المرتفعة للجامعات الخاصة المصرية، ولعل أهم الجامعات الأوكرانية المعترف بها في مصر هي:

  • جامعة خاركيف الوطنية باسم فاسيلي كارازين (V.N Karazin Kharkiv National University).
  • جامعة تاراس شيفتشينكو الوطنية في كييف (Taras Shevchenko National University of Kyiv).
  • جامعة أوكرانيا التقنية الوطنية (National Technical University of Ukraine) والتي تُعرف أيضاً باسم معهد إيغور سيكورسكي كييف للعلوم التطبيقية (Lgor Sikorsky Kyiv Polytechnic Institute).
  • الجامعة التقنية الوطنية (National Technical University) والتي تُعرف أيضاً باسم معهد خاركيف للعلوم التطبيقية (Kharkiv Polytechnic Institute).
  • جامعة لفيف التطبيقية الوطنية (Liviv Polytechnic National University).
  • جامعة ولاية سومي الحكومية (Sumy State University).
  • جامعة بوغوموليتس الطبية الوطنية (Bogomolets National Medical University)؛ وذلك فقط في تخصصيّ الطب البشري وطب الأسنان.

لكن الحرب الروسية على أوكرانيا- المستمرة منذ خمسة شهور- جاءت لتكبل تلك الفرصة أمام الطلبة، خاصة وقد سقط خمسة طلبة أجانب- على الأقل- ضحايا للغزو الروسي، ما أجبر العديد من الأساتذة والطلاب على الانتقال إلى أماكن أكثر أمانا أو الإجلاء من أوكرانيا- وهي البلد التي كانت تضم أكثر من ٧٥ ألف طالب من ١٥٥ دولة حسب إحصائيات المركز الحكومي الأوكراني للتعليم الدول- غير أن الحكومة الأوكرانية كانت لها رؤية أخرى، إذ تؤكد على فتح أبواب الجامعات الأوكرانية للطلبة.

وهو ما أكد عليه السيد “نيكولا ناهورني”- السفير الأوكراني في مصر- على اتخاذ عدة قرارات لانتظام الدراسة في بلاده، فقال: ” بالنسبة للتعليم العالي، بالفعل هناك جزء من الأراضي الأوكرانية وقع تحت الاحتلال الروسي، لكن باقي الأراضي الأوكرانية مازالت تحت سيطرة الحكومة الأوكرانية، وفي تلك المناطق (الحرة) الحياة مستمرة، حيث تعمل المؤسسات الحكومية والتعليمية بصورة شبة طبيعية، فقد تأقلمت المؤسسات مع وضع الحرب القائم منذ خمسة شهور، وقد اتخذت وزارة التعليم العالي عدة قرارات لتنظيم العملية الدراسية لسنة ٢٠٢٢-٢٠٢٣، حيث تم نقل الجامعات والمعاهد التي كانت واقعة في المناطق المحتلة إلى المناطق الحرة في المدن الغربية مثل لوفوف، وتشيرنيفتسي، وتيرنوبيل، وغيرها، ومن ثم فتحت هذه الجامعات أبوابها للدراسة.

وعن القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة والجامعات لضمان انتظام الدراسة قال “ناهورني”: “الدراسة مفتوحة أمام الطلبة بخيارين، بالنسبة للطلبة الأجانب (غير الأوكرانيين) فإما مواصلة الدراسة بشكل طبيعي في أوكرانيا، أو إكمالها في الجامعات الأوروبية التي عقدت بروتوكولات تعاون من نظيرتها الأوكرانية، وهناك خيار ثالث متاح وهو مواصلة الدراسة عن بعد عبر تقنيات الإنترنت… نفس الشيء فيما يتعلق بالقبول للعام الدراسي الجديد ٢٠٢٢-٢٠٢٣ فهناك عدة خيارات للتقدم: إما بالحضور وتقديم المستندات وأداء امتحانات القبول كما المعتاد، أو الالتحاق وآداء امتحانات القبول عبر الإنترنت”. 

وكانت الحكومة الأوكرانية قد أصدرت قرارها فيما يتعلق باستكمال الدراسة في الجامعات، وذلك وفقًا لما نشرته جامعة “فاسيلي كارازين”- جامعة “خاركيف” الوطنية، وهي أولى الجامعات الأوكرانية المعترف بها في مصر والعالم، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)- بأنه يجب إجراء العملية التعليمية في الفصل الدراسي الأول بنظام الدراسة عن بعد عبر الشبكة العنكبوتية، بينما يعتمد القرار بشأن الفصل الدراسي الثاني على الوضع في الدولة والعالم.

ولعل أفضل مميزات الدراسة في الجامعات الأوكرانية هي: جودة مستوى التعليم في أوكرانيا، وإمكانية التقدم للدراسة مرتين، والاعتراف الدولي بالشهادة العليا الأوكرانية، وانخفاض تكلفة الدراسة والمعيشة فيها مقارنة بالجامعات الخاصة المصرية، حيث تختلف تكاليف الدراسة في أوكرانيا حسب التخصص، فتتراوح تكاليف السنة التحضيرية بين ١٢٠٠-٢٠٠٠ دولار، كما تصل تكلفة دراسة التخصصات الطبية بين ٤٠٠٠-٥٠٠٠ دولار، فيما تتراوح دراسة التخصصات الهندسية من ٢٥٠٠-٣٥٠٠ دولار.

وقد أكد “ناهورني” على بقاء المصروفات الدراسية على حالها دون تغير فقال: “المصروفات كما هي، كما تبحث الجامعات الأوكرانية عن أساليب جديدة للتعليم، لذا تعاقد عدد كبير منها مع الجامعات في أوروبا وتركيا وتعاقد بعضها مع الجامعات الإفريقية، وذلك للاستفادة من الإمكانيات المتوفرة في تلك الجامعات في التعليم التطبيقي، بل ووصلت معها إلى صيغة تفاهم بخصوص الشهادات النهائية للتخرج”.

  • لكن فكرة إكمال الدراسة التطبيقية في جامعتين يظهر معها السؤال حول الجهة المانحة لشهادة التخرج، فمن أي الجامعات يحصل الطالب على شهادته الجامعية؟

أجاب “ناهورني” عن ذلك قائلا: “سيحصل الطالب على شهادتين، فمثلا: جامعة (كارازين) متعاقدة مع الجامعة الألمانية، فالطالب يصدر له شهادتي تخرج من الجامعتين الأوكرانية والألمانية، وكذلك الأمر نفس الشيء يحدث مع الجامعات الأوكرانية المتعاقدة مع جامعات أخرى في تركيا أو بولونيا، فتصدر للطالب شهادتي تخرج”.

  • بالنسبة للتخصصات العملية مثل الطب هل يصدر للطالب تصريح مزاولة مهنة في أوكرانيا كما تشترط نقابة الأطباء المصرية؟

“ناهورني”: دراسة الطب في أوكرانيا لها خصوصية، لذا لها امتحانات خاصة قبل الالتحاق تسمى منظومة (كروك) بمعنى (الخطوة)، وجميع الطلبة الذين يرغبون في دراسة الطب لابد أن يجتازوا تلك الامتحانات…، الأمر الثاني: الطب به جزء نظري وجزء عملي (تطبيقي)، والجزء التطبيقي هو الأهم، لذا تعاقدت الجامعات الأوكرانية مع المستشفيات والحكومات الأجنبية لإكمال الجانب التطبيقي في مجال الطب خارج أوكرانيا. فكل جامعة لها تعاقدات خاصة بها مع الجامعات الأجنبية بالخارج.

وقد أعلنت جامعة “فاسيلي كارازين”- عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)- فتح أبوابها للطلبة الوافدين بذات الأساليب التي أعلنتها الحكومة الأوكرانية، وفيما يتعلق بدراسة الطب قالت في إعلانها: “إنه في دراسة الطب، يوضع في الاعتبار الجانب العملي من الدراسة، وعليه أبرمت جامعة كارازين اتفاقيات مع عدد من مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات الطبية في أوروبا وآسيا وأفريقيا، والتي وافقت على توفير التدريب العملي للطلاب الدوليين في جامعة كارازين دون اتصال بالإنترنت- أي عبر الحضور الشخصي”.

وأكمل الإعلان الذي نشرته الجامعة: “سيتم منح طلاب الطب بجامعة كارازين إمكانية استكمال التعلم عن بُعد عبر الحضور في بلاد مثل: ألمانيا وبلغاريا وتركيا. وعلاوة على ذلك، هناك خيار آخر – التعلم وفقًا لبرامج جامعة كارازين على أساس مؤسسات التعليم العالي في تركيا ونيجيريا وجورجيا والصين، والخيار الثالث: مواصلة التعليم الكلاسيكي في تركيا بمشاركة أفضل المعلمين لدينا واستخدام قاعدة ممارسة العلاج الإكلينيكي للجامعات الطبية التركية”.

  • وكيف يمكن للطلبة المصريين التقدم للجامعات الأوكرانية في ظل صعوبات السفر إلى أوكرانيا حاليا؟

“ناهورني”: كما قلنا الالتحاق ممكن بطريقتين: إما حضوريا أو عبر الإنترنت بأن يتم التقدم وآداء الاختبارات إلكترونيا، ثم إرسال أوراق ومستندات الالتحاق عبر البريد، ثم تكون الفرصة متاحة لكل طالب للدراسة عبر الإنترنت، فتنظيم العملية التعليمية سيكون منضبط وفقا لجداول محددة ومتاحا لكل الطلبة.

وقد أعلنت الحكومة الأوكرانية إجراءات التقدم للتعليم -عن بعد- في جامعتها في عدة إجراءات هي:

أولا: اختيار الجامعة واستقبال دعوة منها.

ثانيا: دفع مصروفات خدمات معلومات التقدم والاستشارات للجامعة أو المعهد المعتمد من وزارة التعليم والعلوم الأوكرانية عبر الموقع الإلكتروني: 

ثالثا: تجهيز المستندات المطلوبة وإرسالها في بريد الإلكتروني عبر الموقع الإلكتروني:

رابعا: يمكن للطالب التقدم عبر الحضور الشخصي لأوكرانيا عليه الحصول على تأشيرة دخول البلاد، وفيما غير ذلك يمكن للطالب المتقدم أداء امتحانات التقدم إلكترونيا- عن بعد، ومن ثم بدء الدراسة.

  • لعل تلك الإجراءات ممكنة في الدراسات النظرية، لكن ماذا عن الدراسات التطبيقية؟

“ناهورني”: ستغطيها تعاقدات التعاون مع الجامعات خارج أوكرانيا.

  • في حالة رغبة الطالب الدراسة داخل أوكرانيا، ماذا عن السكن والمعيشة فيها؟

“ناهورني”: الأمر يختلف باختلاف المنطقة، حيث أنه في ظل ظروف الحرب الحالية، يمكن لروسيا ضرب أي مكان في أي وقت، وفيما غير ذلك بيوت الطلبة متوفرة وتكاليفها هي ذات التكلفة قبل الحرب، وبالمثل مصروفات الدراسة هي نفسها قبل الحرب.

كما يسرت الحكومة الأوكرانية إجراءات التقدم لجامعاتها وفتحت عدة قنوات لتقديم الأوراق وهو ما قال عنه “ناهورني”: لا توجد أي إجراءات استثنائية أو أوراق إضافية مطلوبة من المتقدم، حيث يتم التقدم بنفس الأوراق والملفات العادية المطلوبة من المتقدم، وليس هناك ضرورة للسفر إلى أوكرانيا للتقدم بفضل إمكانية التقدم الإلكتروني.

وبسبب ظروف الحرب اعتمدت المؤسسات التعليمية الأوكرانية على التقدم والتعليم عن بعد، اعتمادات على شبكة الإنترنت ما وضع علامة استفهام حول دقة وجودة شبكة الإنترنت في ظل ظروف الحرب، وهو ما قال “ناهورني” عنه: أوكرانيا دولة متقدمة في الإنترنت والأمن المعلوماتي والأمن السيبراني، فاتصالات الإنترنت في أوكرانيا ممتازة وسريعة ولا توجد منها شكاوى.

ومع توافر فرص التعاون بين الجامعات الأوكرانية وجامعات أخرى خارج أوكرانيا، كان التساؤل الذي طرحناه على السيد “ناهورني” حول إمكانية تعاون الجامعات الأوكرانية مع نظيرتها المصرية، فأجاب : ليس لدي معلومات عن وجود بروتوكولات تعاون مع الجامعات المصرية في هذا الأمر، لكن الجامعات الأوكرانية تواصل العمل ويمكنها الوصول لصيغ تفاهم لمواصلة الدراسة، لكن هذا لم يحدث إلى الآن.

وعلى الرغم من المخاوف والقيود الكثيرة التي وضعتها حرب- لم تضع أوزارها بعد، فقد أبقت الحكومة الأوكرانية على جامعاتها في سباق جودة التعليم، عبر إجراءات مرنة اتخذتها لفتح أبوابها للطلبة الأوكران والوافدين، وجميعنا في انتظار كلمة فصل توقف رحى الحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى