اقتصاد

الجفاف يفاقم أزمة الطاقة في أوروبا 

كتبت- هبة عوض: 

يعاني قطاع الطاقة المتجددة داخل أوروبا وتحديداً مزارع الرياح من بيروقراطية أعاقت تقدم القارة في إيجاد بديل للغاز الطبيعي، إذ أنه مع تنامي أزمة الغاز تكافح الشركات الرئيسية في مجال مزارع الرياح للحصول على موافقات محطات جديدة، بما يقوض من فرص الطاقة النظيفة.

وتواجه الشركات عقبات قانونية وعمليات معقدة من شأنها أن تعرض التوربينات المصنعة للتقادم حين الحصول على الموافقات المطلوبة، في وقت تكافح فيه القارة العجوز من ارتفاع أسعار الغاز نتيجة احجام روسيا – المورد الأول للغاز إلى أوروبا- عن تصدير الشحنات ذاتها عبر خط «نورد ستريم» على خلفية الحرب الروسية- الأوكرانية، ومحاولة الأخيرة الانضمام لحلف الناتو، إذ وصلت نسبة الشحنات عبر خط «نورد ستريم» %20 من طاقته.

ويطالب المستثمرون بضرورة إجراء نظرة شاملة لتسريع الموافقات المطلوبة، إذ كانت الحكومات الاوروربية جادة في تقديم حلول لأزمة الطاقة، وتجنب الاعتذارات الواهية والتي حرصت على تقديمها خلال 5 سنوات الماضية، ولفتوا إلى إمكانية تشكيل فريق عمل لكل حكومة لتسريع الإجراءات المطلوبة.

ويهدد الطلب المتزايد خلال الوقت الراهن مخزونات الشتاء في أوروبا، والتي تسعي إلى تخزينها خلال فصل الصيف لاستهلاكها خلال الأشهر الأكثر بردوة، فضلاً عن أن الطلب المتزايد يسهم في ارتفاع أسعار الغاز بصورة أكبر بما يؤثر على جهود الحكومات الرامية إلى مجابهة التضخم في أسعار الطاقة.

في السياق ذاته، انخفضت مستويات الأنهار عبر القارة بأكملها نتيجة موجات الطقس الحارة وتسببت في جفاف الأنهار والمجاري المائية، الأمر الذي أعاق حركة مصادر الطاقة مثل السولار والفحم ورفع من الطلب على الغاز الطبيعي، وفاقم من الأزمة ورفع من الطلب. 

وتسهم موجة الجفاف في إفقار القارة طاقياً ، بما يؤثر على كثير من المصانع التي تعمل عبر مصادر هيدروليكية ويضطرها لشراء الكهرباء بتعاقدات فورية بما يكبدها الكثير من الخسائر نتيجة ارتفاع أسعار التعاقدات الفورية مقارنة بطويلة الأجل.

وتتفاقم أزمة القارة الأوروبية مع دخول فصل الشتاء، وسط توقعات بارتفاع كبير في أسعار الطاقة، الأمر الذي يؤثر على القدرة الشرائية للمواطن، وينعكس في الوقت ذاته على معدلات الإنتاج داخل القارة التي يعد العديد من دولها دول صناعية بالدرجة الأولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى