غير مصنف

بنتين من أسيوط.. “سمر وهاجر” قهرنا التقاليد واحترفنا صناعة الإكسسوار

حوار: عبده جمال وأحمد مظهر

فتاتان مثابرتان تترواح اعمارهما ما بين الـ25 والـ30 عامًا، يفترشان رصيف ترعة الإبراهيمة بأسيوط، ببعض الأعمال اليدوية “الهاند ميد”، محاولتان جلب قوت يومهما بالحلال، للتغلب على الحوجة والسؤال.

هذا حال “سمر وهاجر”، اللتان واجهتا كل أنواع قسوة الحياة عليهن كبنات في صعيد مصر، فجاءت الفكرة في تصميم وتنفيذ أعمال يدوية وبيعها كي يجلبا دخلًا يساعدهما في تخطي الظروف المعيشية الصعبة.

“اليوم” التقت بهم للوقوف على تجربتهم في صناعة الإكسسوار والأعمال اليدوية وأبرز التي واجهتهم خلال خوض التجربة.

البداية كانت مع سمر محمد جاهين، صاحبة الثلاثين عامًا من مركز الفتح، وحاصلة على معهد الخطوط، وكان سببًا في التعرف على شريكتها في صناعة الاكسسوارات.

تروي سمر، عن حرفة الصناعة اليدوية لصنع الاكسسوارات قائلةً: “تعاملت مع المهنة كهواية بالنسبة لي ثم طورت فكرتها لأجعل منها حرفة وصنعة لكسب المال والتجارة فيها كأشهر مصنعي الاكسسوارات “الهاند ميد” في اسيوط.

وتضيف: “أعمل بخامات من الخرز وهو أنواع عديدة منها خرز المرمر وخرز العقيق وخرز اللولي وخرز كسر الألوان، وخامات بلاستيكية وقطع معدنية بأشكال مختلفة يمكن تركيبها وتجميعها لإنتاج اكسسوار حريمي ورجالي مثل العقود والكوليهات النسائية والخلخال والسبح والحظاظات وبروشات تزيين الملابس وأساور يدوية”.

وعن المعدات المستخدمه في عملها ذكرت: “استخدم أدوات بسيطة في مهنتي عبارة عن 3 كماشات تسمى الأولى منها المضغوطة، والثانية الكماشة المبرومة، والأخيرة المبططة، ومجموعة من خيوط البلاستيك القوية، والمسامير متنوعة الأحجام، وسلاسل معدنية متنوعة الأحجام والأقطار، ومكعبات بلاستيكية متنوعة بها حروف لصناعة منتجات عليها أسماء الأشخاص”.

وأوضحت سمر: “أفضل المنتجات التي تلقى إقبالًا هي الاكسسوارات وحاليا الكريستال وفي الأيام الحالية العرائس وحليات خاصة بمناسبة المولد النبوي وايضا من ضمن المنتجات التي عليها اقبالا هي الحصان ومقلمة المدرسة”.

للفكرة التي تطورت وأصبحت مهنة يُعتمد عليها في جلب الرزق الحلال، شريك آخر ساهم في التطوير والعمل وتحدي الصعاب للوصول إلى الهدف المراد، فتلك هاجر عبدالرحمن هاشم، البالغة من العمر 23 عاما وحاصلة على معهد خطوط.

بالحديث معها قالت، إنها بدأت العمل في مجال “الهاند ميد” منذ 6 سنوات، وتعلمت بنفسها لتنمية هوايتها منذ الصغر، مشيرةً إلى أن الفكرة جاءت من حفل زفاف كانت به وأعجبت “بكولية” عبارة عن حلية مصنوعة ولاكن كانت لا تمتلك ثمنها، فبدأت من هنا فكرتها في فك وتركيب الخرز والعقود وتعلم حرفة صناعة الإكسسوارات.

وتضيف: “منذ الصغر عندما أجد أي قطعة إكسسوار أفككها وأعيد مرة أخرى تركيبها، وبالفعل بدأت أُخرج منتجات متنوعة من الهاند ميد لاقت رواجُا كبيرُا عند تسويقها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك على صفحتنا خرز الهاند ميد”.

أساليب الترويج

“كنا نعتمد على الإعلانات الممولة بوسائل التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”يوتيوب”.. هكذا كان خطتهما في الترويج لمنتجاتهم عبر الإنترت.

وتقول الفتاتان: “نحلم أن نكون أكبر مصدري الإكسسوار في العالم ونشتري الخامات من دولة الصين ونفتح مجالًا كبيرًا في صناعة الإكسسوار لتوفير فرص عمل للفتيات أمثالنا لاننا نشعر بهم بسبب مرورنا بهذا الطريق”

تجربتهما دعتهما لتوجيه رسالة للفتيات وربات المنازل، كان مفادها:” السيدة أو الفتاة يمكنها استغلال موهبتها في أي مجال ولا تنتظر الوظيفة الحكومية، وأن وسائل التواصل الاجتماعي نجحت في إظهار جميع المواهب مهما كانت وفي أي مجال”.

أما محافظ أسيوط، اللواء عصام سعد، فكان له رسالة من الفتاتين ذكرتا فيها: “نحتاج إلى كشك نبيع فيه الصناعات اليدوية التي نصنعها بدلا من افتراش الشارع، الأمر الذي ما يعرضنا للمضايقات والمعاكسات من بعض الشباب، غير ظروف الطارئة مثل سقوط الأمطار وهبوب الرياح وما شابه ذلك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى