فن ومنوعات

حارة اليهود حاضنة الأديان الثلاث

كتبت: منى على

بلد الأمن والأمان تحوي بين ربوعها كل من يقبل التعايش السلمي والتآخي بين الناس، مصر التي حوت المسلم والقبطي واليهودي تجمعهم شمسا واحدة وأرض واحدة هواء واحد معبق بالحرية وقبول الأخر.
ذهبت إلى رحلة في عبق التاريخ المصري في حي الجمالية وبالاخص لمنطقة الحسين اخذتني قدماي إلى المشي والسؤال عن حارة اليهودة لانني قرات عنها كثير ولم ازرها ، وقبل الدخول إلى حارة اليهود، وبالسير في حاراتها الضيقة ومن زقاق إلى زقاق وجدت هناك سوقاً كبيراً للعديد من السلع الاستهلاكية التي يتبعها مورديها وتجارها من أدوات التجميل وعلب الهدايا التي تباع بسعر الجملة والعديد من السلع الاستهلاكية حياة تجارية طبيعة
ثم أخذتني قدماي إلى حارة ضيقة ثم قررت اني اخذ قسط من الراحة لطول المشوار فوجدت مقهى شعبي جلست وطلبت مشروباً أروي به عطشي وكان خلفي مبنى قديم متهالك المعالم وبسؤال صاحب المقهى الذي يعمل منذ 25 عام في هذة المكان عن هذا المبني قال لي إنه دار مناسبات يهودية هجرها أصحابها منذ 1967.


تركت المقهى وانتقلت أتجول في شوارع حارة اليهود العتيقة فوجدت معبد موسى بن ميمون الهيودي، والذي تم ترميمه مؤخراً بتكلفة بلغت نحو 50 مليون جنيه تحت إشراف وزارة الآثار، وتم افتتاحه في عام 2017 للزائرين في نفس العام.
الأروع وما يدل على سماحة وعراقة الشعب المصري أنك بمجرد خروجك من المعبد اليهودي تجد بالقرب منه جامع الرحمن وهو من المساجد الأثرية بالمنطقة، وبعده بأمتار قليلة تفاجأ بكنيسة السيدة العذراء بباب زويلة، لتجتمع في حارة واحدة الأديان السماوية الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية,
يعتبر هذا المعبد أثر مسجل برقم وزاري من عام 1986 من القرن 7هجرينا -13 ميلادي وهو معبد ومقام السيد موسي بن ميمون كتومس الأكويني الفيلسوف اللاهوتية المسيحية يقع «كنيس موسى بن ميمون» أو «معبد موسى بن ميمون»، والذي يعتبر من أقدم وأهم المعابد اليهودية المصرية، في 15 شارع درب محمود بالموسكي بحارة اليهود بمحافظة القاهرة.
ويعود تاريخ إنشاء المبنى الحالي للمعبد إلى أواخر القرن 19، بعد وصول موسى بن ميمون 30 مارس 1135 – 13 ديسمبر 1204 لمصر هاربا من الأندلس.
وقد تضاربت الأقاويل والقصص حول الطبيب موسى فمنها ما هي اجيبه ومنها وما هي سالبية بخصوص اعماله، ولكن الثابت أنه كان يقدم خدمة جليلة لأهالي المنطقة وهي معالجتهم و شفاء جروحهم وهذا المقام كان مخصص لعلاج الجرحى والمرضى وبيته الخاص ايضا أيام فترة حكم صلاح الدين الأيوبي ومن المعروف ايضا انه كان الطبيب الشخصي والمستشار المقرب من صلاح الدين في أمور العقيدة في الشرق بل في العالم كله، في تلك الحقبة التاريخية حيث كان يسمى في تلك المرحلة بالربانين اليهودي نسبته إلى الطائفة اليهودية كانت ترسل له الأسئلة الخاصة باللاهوت اليهودي من كل أنحاء العالم عربي غربي مسلم مسيحي يهودي مع الملاحظة أن الحروب الصليبية كانت دائرة في ذاك الوقت وهو القرطبي العربي المصري اليهودي يرد على يهود العالم.


وفي عام 1148 غزا الموحدون المعروفون بالتعصب الديني اسبانيا واستولوا على قرطبة وخيروا سكانها بين الدخول في الإسلام أو الهجرة هرب موسى مع أهله وآلاف اليهود إلي أطراف اسبانيا وفي النهاية ترك أسبانيا إلي فارس في عام 1160 ومرة أخري التعصب الديني دفعه لتركها بعد أن كانوا يمارسوا شعائرهم سرا تركها إلي فلسطين في 1165 ومرة أخرى ما ارتاحوا لفقر وبؤس هذه البلاد جاء مع والده لمصر في نفس العالم 1165 حيث كان اليهود ينعمون بحرية كبيرة.
وفي مصر بدأت مرحلة الاستقرار لهذه الأسرة اليهودية مثل غيرها من الأثر التي تمتعت بكل ما تعطيه مصر من استقرار حرية ممارسة عقائد ومستوي من الرفاهية وعاشوا في الفسطاط مصر القديمة حاليا… وحتى اليوم في هذا المكان الذي يضم الكنيسة والمعبد والجامع يتعايش الجميع… وتعايش لسنين عديدة قبل زرع الفتن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى