منار شديد
لم تكن تتخيل “ي.س” 26عامًا، أن يصل بها الحال وبزوجها الذين جمعتهما قصة حب قوية كافح الاثنان سوياً من أجل الحفاظ عليها إلي هذا الحال ،فقد كانت حياتهما مستقرة ومليئة بالحب والسعادة منذ فترة خطبتهما حتي بداية أشهر الزواج، إلا أنه بمرور عام علي زواجهما ، ومع قدوم طفلهما الأول بدأت تدب بينهما المشكلات، بسبب بعض الخلافات الأسرية وعدم رضاء أم الزوج علي زوجة ابنها كحال غالبية الأسر المصرية، حتى قرر “م.س” 30عامًا الانتقام من محبوبته التي حارب الجميع لإتمام مراسم زواجه بها لكسب رضا أمه .
تنفيذ الجريمة
كانت عقارب الساعة تشير إلي العاشرة مساءً يوم الأربعاء الماضي ،عاد الزوج الموظف في أحدي شركات نقل الأموال من عمله وانتظر لحظة دخول الضحية المطبخ وانشغالها في إعداد وجبة العشاء، وأخذ السكين وبدء في تنفيذ جريمته وسدد لها 38 طعنة في أماكن متفرقة بالجسد ” لازم تموتي عشان أمي ترتاح منك “.
لم يكتفي الجاني بطعن شريكة حياته فقط كعقاب لها لعدم موافقتها علي العيشة في منزل والدته ولكن قاده شيطانه نحو نجله الرضيع ابن الـ9 أشهر وراح يطعنه بالسكين في جميع أنحاء جسده وقفز هارباً من شرفة المنزل خوفاً من العقاب وهو يردد “ياتوافقي تعيشي مع أمي يا أموتك أنتِ وأبنك”.
وظلت الزوجة العشرينية تستغيث بالجيران لأكثر من ساعتين لإنقاذها وصغيرها من الذبح.. جلست علي ركبتها تنظر إلي زوجها تقبل قدميه وتتوسل إليه كي يتركها ويكف عن طعنها حتى فقدت وعيها من شدة الضرب وكثرة النزيف ” حرام عليك ارحمني كفاية .. هموت مش قادرة استحمل “.
شاهد الجيران لحظة قفز الزوج المتهم من شرفة المنزل وهو يرتدي ملابس ملطخة بدماء زوجته وابنه الصغير، هرول بعضهم نحو الشقة لمعرفة ماذا يحدث وقام آخرون بالاتصال بوالد الضحية لإخباره بما شاهدوه ” إلحق جوز بنتك نط من البلكونة وهدومه كلها غرقانة دم “.
وفي غضون دقائق حضر مسرعاً “س.ا” 60عامًا والد المجني عليها متوجهاً نحو شقة ابنته لمعرفة حقيقة ما أخبره به أهالي المنطقة ليجد فلذة كبده، وحفيده الأول على الأرض فاقدين الوعي وسط بركة دماء ” أغمي عليها وهي وابنها من كتر الضرب ..طلعت لاقيتهم قاطعين النفس وغارقنين في دمهم والمتهم نفذ الجريمة وهرب”.
بداية الخلافات
يروي الراجل الستيني لـ”بوابة اليوم ” تفاصيل حادث قتل ابنته الوحيدة وحفيده علي يد زوجها بسبب خلافات أم الزوج قائلا ” حماتها كانت رافضة إتمام زواج ابنها من بنتي .. وأثناء فترة الخطوبة كانت بداية المشاكل لعدم رضائها علي جلوس الزوجين معها في العقار الذي تملكه حيث قاما باستئجار شقة سكنية للزواج داخلها.
ويضيف الأب المكلوم “أم الزوج لم ترضي عن ابنتي يوماً واحدا فقط وعندما كانت تذهب كل فترة لزيارتها في إحدي قري مدينة طوخ التابعة لمحافظة القليوبية بعد إتمام زواجهما كانت لا تحسن معاملتها وتقوم بسبها وطلبت من ابنها تطليقها أكثر من مرة .
ويستكمل :”قبل الواقعة بثلاثة أشهر قام الزوج المتهم بسرقة قائمة المنقولات الأصلية الموثق بها جهاز ابنتي وقام باستبدالها بأخرى مزورة” .
ويضيف الأب لـ”اليوم ” منذ عدة أسابيع أخبر الزوج الجاني زوجته بأنه يريد أخذ نقل جميع مستلزمات الشقة إلي منزل والدته بمدينة طوخ للعيش معها “إحنا هناخد العفش بتاعنا وهنروح نقعد عند أمي في البيت “.
وتابع:” رفضت ابنتي تنفيذ طلب الزوج ولكنها وافقته في الذهاب والعيش مع حماتها لمدة أسبوع لكي تتأقلم علي الجو الأسري الجديد، ” أنا هروح اقعد معاها أسبوع لو ارتحت وأخدت علي الجو هناك هناخد العفش ونقعد هناك علي طول ” .
التخطيط للجريمة
استشاط الزوج غضبا بعدما فشل في إقناع زوجته في السكن بصحبة والدته المسنة في منزل واحد وبيت نيته لتنفيذ الجريمة والتي كانت بدايتها سرق السكين التي نفذ بها الحادث المأسوي، وقالت الزوجة التي كانت تجلس علي أحد أسرة المستشفيات الحكومية في قسم الطوارئ تصارع الموت ” السكينة اللي طعني بها أنا وابنتي كانت مختفية من قبل يوم الواقعة بـ4 شهور ولما سألته عليها قالي متخافيش مش هقتلك بها ..دوري عليها كويس ممكن تكوني رميتيها في الزبالة” .
تصمت الزوجة المجني عليها قليلاً وتعود لاستطراد قصتها مرة أخري قائلة: ” الأول مكنش في بينا مشاكل لكن لما أنا رفضت أعيش مع أمه في بيت واحد عشان معاملتها وحشة معايا عمل فيا كده وضربني بالسكينة أنا وابني وهرب “.
يقطع والد الضحية طرف حديث ابنته مؤكدا سوء حالتها هي وحفيده لشدة ما تعرضوا له من المتهم الهارب ” طعنها 38 طعنة وحالتها هي وابنها صعبة ويا عالم هيعيشوا ولا هيموتوا ..دي بنتي الوحيدة اللي طلعت بها من الدنيا عاوز حقها وحق حفيدي اللي محجوز في الرعاية المركزة وحالته حرجة “.
واختتم حديثة مشدداً على سرعة إلقاء القبض علي المتهم ورجوع حق الضحايا منه بتنفيذ أقصي عقوبة عليه ” لازم يتقبض عليه ويتعاقب دي قضية شروع في قتل ..إحنا حررنا محضر ضده ونقوم برفع قضية عليه وطلاق ابنتي منه وضم الطفل لحضانتي “.
