تقارير و تحقيقاتحوادث

“حلمي قتل مراته واللي في بطنها بـ”وابور بوتاجاز” حكايات مؤلمة من العقار الشاهد علي الواقعة

كتبت: منار شديد

اختارت زوجها وهجرت أهلها .. والنتيجة؟

لم يكن يدر “ح.أ” أن تلك المرة من المشكلات الزوجية ستكون الأخيرة بينه وبين زوجته، وأنها لم تمر مرور الكرام، أو أنه سينجو بفعلتة مثلما حدث طيلة فترة زواجه من “غ.م”، تلك المرأة التي اعتاد إيذائها نفسياً وبدنياً وبصورة متكررة، فهو دائما ما كان يعنفها دون مساءلة قانونية أو حتى عرفية من أهلها وذويها، مُستغلاً في استعلائه وانكسارها، ضعفها وإحتياجها إليه، كونها تركت أسرتها في واحدة من قرى صعيد مصر، واختارت ان تكون بجانبه في القاهرة، حيث استقرت بيهم المعيشة في واحدة من حواري القاهرة، يستكملان معاً حسب تصورها ما تبقى من عمرهما في سند وعون بعضهما البعض، حيث من المفترض أن يتشاركان في تربية صغارهما الأربعة والحفاظ علي عش الزوجية من الهدم.

ضربها حتى لفظت أنفاسها

إلى أنهما كانا على موعد مع فجر جديد او ربما غروب مفاجئ تختم به قصتهما وتطوى به صفحات سطورها الإهانة والاعتداء من الزوج على زوجته، فجر الأربعاء الماضي كانت خاتمة المشكلات بينهما، حيث تعدي المتهم عليها بالضرب إلا أن تلك المرة أودت بحياتها ولفظت أنفسها الأخيرة بين يدى من هو القائم على حمايتها وصون روحها وعرضها، وذلك بالطبع من شدة التعذيب الذي تعرض له “كالعادة”.

“علي طول حلمي بيضرب غادة وبنسمع صرخاتها تستغيث بنا ..لكن المرادي عكس كل المرات قطعت النفس تحت أيدية من كتر الضرب”.

بتعصبني ومش بتسمع الكلام

حالة حزن سيطرت علي سكان أهالي شارع الوحدة العربية بحي شبرا الخيمة، عقب علمهم بخبر قتل جارهم لزوجتة الحامل في شهرها السابع، نتيجة حفلة تعذيب أعدها لها زوجها الجاني، علي إثرها أصيبت بكسر بقاع الجمجمة ونزيف داخلي في المخ علي حسب وصف الشهود العيان لـ”بوابة اليوم ” مؤكدين أن المتهم اعتاد ضرب الضحية بكل عنف وقسوة دون رحمة أو خوف من عقاب.

ويقول “رمضان محمود” جار المجني عليها ، “كانت ست غلبانه وعايشة في حالها .. بنسمع صوتها علي طول وهو بيضربها، ولما كنا ندخل ننقذها من أيدية يقول هي اللي بتعصبني ومش بتسمع الكلام، وانا صعيدي وده طبعي ولازم أعلمها الأدب عشان تتربي”.

مالهاش أهل يسألوا عليها

وأوضح الرجل الخمسيني، أن الزوج أتى بصحبة زوجتة وصغارهم الأربعة منذ عام ونص من أحدي قري الصعيد لاستأجر شقة بجوراهم “دول أغراب من سوهاج سكنوا هنا من سنة ونص ومن يوم ما قعدوا جنبنا وإحنا علي طول بنشوفه وبنسمعه يضربها ويبهدلها ومعيشها في رعب وذل عشان مالهاش أهل تسأل عليها”.

وعن يوم الواقعة تقول “منال خالد” جارة الضحية وشاهدة عيان علي الحادث “سمعنا أصوات صراخ واستغاثة من غادة” وهي تتوسل إلي الجاني أن يتركها ويكف عن تعذيبها والاعتداء عليها، حتي سقطت أرضاً مغشيا عليها، وبعدها شاهدنا الزوج يستعين باثنين من أصدقائه وجرى نقلها إلى المستشفى، وفور وصولها لقيت مصرعها وتابعت أثناء دخولنا الشقة لإنقاذها وجدناها غارقة في الدماء وأطفالها الأربعة يجلسون جانبها ويقومون بإحتضانها محاولين إفاقتها وإزالة الدماء من علي وجهها، وهما في حالة رعب شديدة “دخلنا عشان ننقذها كانت غرقانة في الدم وأولادها نايمين جنبها ومرعوبين وكانوا بيمسحو لها الدم من وشها وبيقولولها اصحي عشان ناكل ميعرفوش أنها ماتت”.

حبسها في البيت 5 شهور

وتستكمل الجارة حديثها كاشفة عن المعاملة السيئة للمتهم لزوجتة قائلة “أسلوبه كان وحش وبيضربها وبيحبسها في البيت بالخمس شهور، ومانعها من الكلام مع الجيران أو الاختلاط بهم ..كانت غلبانة وراضية بالفقر وعايشة معاه والناس كانت بتساعدهم بالأكل والشرب عشان عارفه ظروفهم وأن معاها 4 أطفال أكبرهم عنده 7 سنين متستاهلش أنه يقتلها أو يموتها بالطريقة الوحشة دي”.

وكان الزوج المتهم بقتل زوجته اعترف أمام جهات التحقيق، بأنه لم يقصد قتل زوجته، مشيراً إلى نشوب مشادة كلامية بينهما، فقام خلالها بضربها على رأسها “بـوابور جاز”، وأنه لم يكن يقصد قتلها.

وأضاف خلال التحقيقات، أنه نادم على ما اقترفه، وأنه لم يعلم بوفاتها إلا بعد أن نقلها بمساعدة صديق له إلى المستشفى، وأكد أنه لم يخطر في باله أن المشادة مع زوجته ستنتهي بهذه النهاية البشعة، التي تسببت في تشريد 4 أطفال، أكبرهم يبلغ من العمر 7 سنوات، منوهاً إلى أنه كان كثيراً ما يحدث شجار بينهما لأسباب عائلية، مثل أي بيت، وسرعان ما تنتهي وتعود الحياة إلى طبيعتها، ولكن في المرة الأخيرة كانت النهاية مؤلمة وغير متوقعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى