تقارير و تحقيقات

رمضان بين الماضي والحاضر: أين اختفت العادات الجميلة؟

جهاد علي

خلال شهر رمضان المبارك نستعيد ذكريات هذا الشهر الذي يعد روح مصر ومنبع ذكريات الطفولة التي ارتبطنا بها كثيرًا.

ويهل علينا شهر رمضان ليدخل البهجة والسعادة إلي قلوبنا ويقربنا للطاعات ويذكرنا بما ضاع منا في زحمة الحياة من لمة الأهل والأقارب والأصدقاء على مدفع الإفطار حول الموائد والأطعمة الخاصة بشهر الكرم والخيرات انتظارًا لسماع أذان المغرب بشوق وفرحة وصوت المسحراتي، وتزين الشوارع بزينة رمضان والأضواء والفوانيس استقبالًا لهذا الشهر الكريم والصحبة على السحور في شوارع مصر القديمة والقاهرة الفاطمية، شارع المعز لدين الله الفاطمي وخان الخليل، جامع عمرو بن العاص وجامع الرفاعي وغيرها.

ونجد ان هناك كنوز رمضانية تؤثر في في قلوبنا رغم من غيابها من شاشات التفلزيون،  إلا أنها خالدة في وجدان الشعب المصري، مثل: «فوازير نيللي وشريهان، عمو فؤاد، وابيض واسود، وغيرها من المسلسلات كارتونية بوجي وطمطم، بكار، وغيرها».

ذكريات رمضان الجميلة
ذكريات رمضان الجميلة

ولكن ليس وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، هو الذي يخفي طقوس عادات رمضانية الجميلة، وانما التكلنولوجيا وسائل مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، هي التى تخفي هذه العادات الجميله والبسيطه.

لذلك تواصل موقع «اليوم» الإخباري، مع بعض الأشخاص لاسترجاع بعض الذكريات شهر رمضان الجملية التى جاءت على النحو التالي:

حيث قالت رانده صبحي، خلال حديثها لـ«اليوم»: «ان رمضان الشهر المبارك، الذي نتمني ان يستمر العام كله ولا ينتهي ابدا ولكن رمضان زمان مختلف، كما انه كان اكثر دفئًا وأكثر فرحه كنا نشعر بكل يوم فيه وكل ساعه فيه وتتجمع افراد العائلة على مائدة طعام واحده كل يوم وهم يشاهدون مسلسل الكرتون بكار الذي كان يشاهدة الكبار والصغار ثم نأكل الكنافة».

وأكملت موضحة: «وهدايا رمضان كانت أحلى هدية مفرحة لقدومه، مشيرة ان القطايف المعده في المنزل ونحن نشاهد الفوازير التى حفرت في عقولنا، مثل فوازير سمير غانم، وفوازير الفنا نة نيلي وفوازير الفنانة شريهان وفؤاد المهندس التى كان تذاع على الراديو».

ذكريات رمضان «فانون بالشمعة»

وقالت نورهان أحمد: «ياااااااه.. رمضان ده موعد للتجمع العائلي والالتفاف حول الراديو والتليفزيون لسماع خواطر الإمام الشعراوي، وبعده قرآن المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت، والابتهالات الدينية بصوت النقشبندي، في رمضان جانب روحاني كبير نفتقده طوال العام، فلا يمكن أن ننسى فانوس رمضان بالشمعة، ولم شمل الأسرة والعائلة وما ارتبط بذلك من ذكريات جميلة، إلى جانب صوت «المسحراتي»، أثناء مناداته على السكان والجيران بأسمائهم كل ليلة، وكل هذه الذكريات شكلت وجداننا ولا زالت محفورة في ذاكرتنا».

فانوس بالشمعة
فانوس بالشمعة
كورونا سيطر على فرحتنا بشهر الكريم

وأضافت إسراء على: «رمضان هذا العام يهل علينا وقد حاصرنا وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وجعلنا داخل المنازل، لا حول لنا ولا قوة.. حيث يأتي رمضان هذا العام حزينًا، حيث منازلنا خالية من التجمعات واللمة، وموائد سحورنا لا تعرف الزحام، لنبكي على أيام مرت، كنا ننتظر فيها رمضان حتى يجمع القريب والبعيد، ونرى وشوشا لم نرها من زمن بعيد».

وتابعت قائلة: «نحتفل بشهر رمضان، مع ظروف الإجراءات الاحترازية للوقاية من هذا الوباء الذي طرا على العالم بأجمعه، حيث نحاول من خلال الإجراءات الحماية على قدر المستطاع، الحفاظ البعد عن الاختلاط والزحام والحفاظ على النفس أيضًا، وانحسار الاحتفالات في المنازل، بتعليق الزينة».

وفي السياق ذاته استرجع إبراهيم محمود، ذكرياته خلال حديثة لـ«اليوم»، قائلًا: «عندما كنت صغيرًا امى كانت تعطينى وجبات الطعام اوزعها على العائلة المحتاجة، وكانت هذة اللحظه في رمضان من اجمل الاشياء».

الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي

وفي لحظة هدوء بعد صمت لفتره صغيرة، استحضر «إبراهيم»، ويقول: «عندما كانت والدتي تقطع مسافة كبيرة لتطلع على بعض العائلات المحتاجة في شهر رمضان المبارك ثم تقوم بزيارتهم وبعد حديث شيق يدور بينهم تتعرف والدتها على الأكلة التي يحبوها وتقوم بإعدادها وتطلب مني بأخذ الطعام وتقديمها لتلك الأسر المحتاجة».

وأضاف أيضًا «كنت أشعر بداخلي بفرحة كبيرة وأنا ذهب لتوصيل الطعام ويستدرك بالقول في بداية الأمر لم أكن أدرك أن تلك الأسر محتاجة ولكن مع مرور الوقت اكتشفت ذلك الأمر مما زادني فرحًا أكثر».

وتابع قائلًا: «لكن في الوقت الحالى لما أشعر باى شئ، لان رمضان زمان كان له طعم وفرحه بشكل تانى، يختلف عن رمضان السنادي، من كل شي ولكنه لما يأتى بسعادته الكامله».

كرتون بكار
كرتون بكار
صله الأرحام

ويضيف أحمد محمد، قائلًا: «ان العادات الرمضانية القديمة أتذكر عندما كنت طفلًا ويرافقني والدي لزيارة الأرحام حيث كانت من أبرز العادات والتقاليد الطيبة التي ورثتها عن والدي وأجدادي في شهر رمضان المبارك مثل صلة الأرحام ويضيف أن ما كان يميز هذه الزيارات أنها لا تقتصر على صلة الأرحام «الأخت والعمة والخالة»، بل كانت تشمل الأصدقاء والأحبة ومن كانت تربطنا بهم علاقة طيبة».

وتابع أحمد، موضحًا: «ولكننا في هذا الزمان نفتقد شهر رمضان المبارك، وذلك بسبب التطور التكنولوجي، التي أصبحت التهاني والتبريكات على مواقع التوصل الاجتماعي المختلفة، والبعض الآخر يرفض زيارة الأقارب بسبب الوضع الاجتماعي الصعب، الذي تشهد البلاد».

ذكريات رمضان
ذكريات رمضان

ولفت أيضًا: «أننا في القدم للاقارب لم نكن نأخذ معنا شيء عند الزيارة بل كنا نذهب وأيدينا فارغة لأن التقارب في ذلك الوقت كان تقارب القلوب وليست هدايا وشكليات فقط».

وأختتم قائلًا: «أن اختفاء المسحراتي يعتبر عاده هامه، ومنها التطور الذى لحق بالعديد من القرى وأصبح الإنترنت والدش هما صديقين أساسيين فى منازل القرى، علاوة على وجود الموبايلات، مشيرًا إلى اعتبار الأغلبية أن مهنة المسحراتى تقتصر على الفقراء ومن العيب أن يتولى أبناء العائلات بها، حيث يجمع المسحراتي الأموال والأطعمة طوال الشهر، خاصة في نهايته».

المسحراتى
المسحراتى

إيهاب على: « إنه مهما حدث وسمعنا من انتقادات في كيفية تعامل جيلنا الجديد مع رمضان إلا ان شهر الخير مازال هو الشهر الأقرب للجميع، فنحن ننتظر شهر رمضان بفارغ الصبر للتقرب الى الله من جديد وطلب المغفرة والتضرع اليه في الصلوات، خصوصًا في صلاة التراويح التي تجمع الأجيال والأجناس».

وأضاف «صحيح أن طقوس رمضان تغيرت كثيرا إلا انه مازال ثابتا ومتصديا لأي نوع من رياح التغيير التي قد تصيب أي شيء في هذا العالم».

ذكريات رمضان الجميله
ذكريات رمضان الجميله

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى