تقارير و تحقيقات

سبقت الفاتيكان بـ 6 سنوات.. كريستينا فتحي توثق رحلة العائلة المقدسة علمياً

 باحثة بالمنيا تطرح  6 محطات  لتطوير مسار العائلة المقدسة  في كتاب

“قد تمنيت كثيراً فرصة للمشاركة الفعالة في إحياء وتوثيق التراث بمحطات رحلة العائلة المقدسة بمحافظة المنيا التي تحظي بما لا يقل عن ستة محطات رئيسية كحد أدني من مسار رحلة العائلة المقدسة.

هكذا بدأت  الدكتورة كرستينا عادل فتحي  باحثة الدكتوراة  بقسم الدراسات السياحية بجامعة المنيا ومؤلفة كتاب حماية التراث والتنمية المستدامة بقرية دير جبل الطير حديثها عن دوافع تأليف كتابها الاول؛ وقد جاء الكتاب نتاج الكثير من الزيارات الميدانية (ما يقارب  200 زيارة ميدانية على مدار 3 اعوام 2013-2016) فضلاً عن الحلقات النقاشية مع شباب القرية و المسؤلين بالقرية.

كذلك نتاج العديد من القراءات للمصادر والمخطوطات والميامر للاباء البطاركة و الرحالة الاجانب؛ من القرن الأول للقرن الخامس عشر وخلص للعديد من النتائج والتوصيات الهامة في مجال حماية التراث والاستدامة.

وكانت هذه الدراسة هى الأولى من نوعها التي تتناول اليات قابلة للتنفيذ للتنمية المستدامة لإحدى المجتمعات الريفية المصرية مع التركيز على اليات حماية تراثه المتميز؛ تبلورت الدراسة للباحثة منذ 2012 قبل ادراج بابا الفاتيكان لها بستة اعوام و كتبت الباحثة عن رؤيتها لتطوير الدير قبل بدء الوزارة بتطويرها بأكثر من ستة اعوام.

وكتاب حماية التراث والتنمية المستدامة لقرية دير جبل الطير؛ صدر حديثاً عن دار مدارس الاحد للنشر و مطبعة الاوفست الحديثة لباحثة الدكتوراة  كرستينا عادل فتحي بقسم الدراسات السياحية بجامعة المنيا، و هو جزء من اطروحة الماجستير للباحثة والتي تم اجتيازها لدرجة الماجستير في اكتوبر 2016م.

اهتمت الباحثة بمنطقة ذات طبيعة فريدة و رأت فيها كنز لمصر سياحياً وتراثياً لبلدنا الحبيب، و تساءلت الباحثة ضمن كتابها عن موانع إدراج موقع تراث ككنيسة السيدة العذراء بدير جبل الطير متميز يجذب حوالي مليون ونصف أو أكثر من أبناء مركز محافظة المنيا والمراكز المجاورة في قائمة التراث العالمي؛  ولماذا لم توضَع مواقع مصر الفريدة على قائمة التراث العالمي وهي تستحق ذلك بكل تأكيد.

ناقشت الباحثة بجراءة المفاهيم والتعبيرات المغلوطة المتداولة بين افراد المجتمع المحلي من غير فحص، ولا تدقيق، هذا بالإضافة إلي أن معظم الدراسات السابقة لم تتناول كيفية تنمية دير جبل الطير سياحياً بطريقة مستدامة بل تناولت الوصف الأثري أو الدراسة التاريخية فقط.

 تكمن أهمية الكتاب في كونه يُركِز على أثر هام في محافظة المنيا ألا وهو كنيسة السيدة العذراء الأثرية بقرية دير جبل الطيربمركز سمالوط بمحافظة المنيا، وهذا ما أُغفِل تناوله من قبل في مجال الدراسات ذات العلاقة بحماية التراث والإدارة والتنمية المستدامة لقرية دير جبل الطير؛ وذلك للإستفادة من مواردها بشكل متعمق فيما يكفي بإدراجها على قائمة التراث العالمي، كما تكمن أهميته في إعطاء أولوية لضرورة إدماج خطط التنمية المستدامة مع حماية التراث وإدارة الثروة الأثرية والتراثية بالقرية، فيهتم المؤلَف بجميع مقومات المنطقة على نفس الدرجة؛ ويعتبر كل ما في القرية مورداً؛ المجتمع المحلي وطاقاته مورد لابد من الإهتمام به ، والمناطق الفارغة مورد ، الباحثين والمهتمين وأصحاب المصلحة بالقرية يعد مورداً، المباني القديمة تعد مورداً، كل ما في القرية وما يحيط بها هو مورد هام لابد من الإهتمام به والإستفاده منه وإدراجه في تخطيط إداري مستدام مُحكَم لقرية دير جبل الطير كمحيط أثري لكنيسة السيدة العذراء الاثرية بقرية دير جبل الطير.

 كما تكمن أهمية هذا الكتاب في التأكيد على الأثر الايجابي للارتقاء بالتراث الحضاري سياحياً، والمنافع والفوائد الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية الناتجة عن هذا الارتقاء، وإبراز الآثار السلبية التي تهدد المعالم السياحية عند إهمال مقوماتها وتراثها، وتحديد معوقات التنمية بقرية دير جبل الطير، وتحديد فرص تطوير المحيط الأثري لكنيسة السيدة العذراء بقرية دير جبل الطير؛ ومن ثَمَّ وضع تَصوُّر مقترح لتنمية المحيط الأثري لكنيسة السيدة العذراء بقرية دير جبل الطير

يتناول ﺍﻟﻔﺼل الأول من الكتاب خلفية نظرية عن ماهية التراث وعناصره وأنواعه، كما يسلط ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ أنواع التراث العمراني والثقافي الطبيعي والمعماري والأثري وعلاقته بالتراث الحضاري، واتجاهات إظهار التراث الحضاري في المدن الأثرية، وكذلك المبادئ الاسترشادية للتنمية المستدامة لمواقع التراث الحضاري،  كما يتطرق الفصل إلى دراسة كيفية إدارة المواقع التراثية من خلال المبادئ الاستراتيجية للتنمية المستدامة، وكذلك إدارة مقومات سياحة التراث، واستراتيجيات إدارة المواقع التراث، ومراحل تخطيط الموقع الأثري سياحيًا، المعايير المقترحة لإقامة مشروعات سياحية في المناطق التراثية، وكذلك كيفية تحقيق النمو الاقتصادي للمنطقة التراثية، والسياسات الشاملة للتعامل مع المناطق التاريخية ، دور الوعى السياحي في الحفاظ على التراث، والجهود المطلوبة لرفع الوعى المجتمعي بالتراث الحضاري، والمشاكل التي يعاني منها التراث العمراني في المدن المصرية، وذلك من خلال أربعة مباحث سيتم عرض كل منها:

يتناول الفصل الثاني من الكتاب دراسة المجهودات العالمية للحفاظ على التراث ثم يتطرق الى مجهودات جمهورية مصر العربية لحماية تراثها، والجهات العاملة علي حماية التراث في جمهورية مصر العربية كالجهاز القومي للتنسيق الحضاري واللجان المتعلقة به، ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي؛ ثم تقييم مدى مشاركة جمهورية مصر العربية في إدراج تراثها الطبيعي والثقافي والديني والأثري في قوائم التراث العالمي وتداعيات ونتائج تسجيل المواقع المصرية في قائمة التراث العالمي (دير سانت كاترين على سبيل المثال) ثم تطرقت الدراسة لمعايير التسجيل بقائمة التراث العالمي وكيفية تسجيل موقع أو أثر في قائمة التراث العالمي؟.

كما ﺘﻡ إﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺤﺎﻻﺕ ﺩﺭﺍﺴﻴﺔ محلية ﻭعالمية ﻭكيفية ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ وضع ﺘﺼﻭﺭ مقترح ﻟﺘنمية قرية دير جبل الطير التي تمثل المحيط الأثري لكنيسة السيدة العذراء بقرية دير جبل الطير، حيث تم اختيار تجارب عالمية للحفاظ على التراث يمكن الاستفادة منها.

في الفصل الثالث قامت الكاتبة بدراسة التطور التاريخي لكنيسة السيدة العذراء وقرية دير جبل الطير كمحيط أثري لها، ووصف الكنيسة، والأسماء التي أُطلقَت على الكنيسة، وفترة عيد السيدة العذراء بكنيسة السيدة العذراء بقرية دير جبل الطير ، وكما يتناول الفصل الشخصيات التي كتبت عن دير جبل الطير، وكيفيه الوصول للمنطقه ، ومقومات الجذب السياحي بكنيسة السيدة العذراء بدير جبل الطير؛ ودراسة مؤشرات قابلية هذه المنطقة التراثية للتنمية السياحية والجذب السياحي.وكذلك تتم استعراض مقومات الجذب السياحي بمراكز محافظة المنيا، أهم مزارات محافظة المنيا المهيئة لخدمة السياحة، بالاضافة لدراسة معوقات التنمية السياحية في المنيا، و فرص الإستثمار بمحافظة المنيا لإحياء السياحة بها، رحلة العائلة المقدسة إلى مصر والمحطات التي باركتها في محافظة المنيا، كما تتطرقت الكاتبة لمشروع الألفية الثالثة الذي طرحته وزارة السياحة عام 2000م ،وهذا بإختصار ما يتم عرضه خلال مباحث الفصل الثالث.

في الفصل الرابع والأخير وضعت الكاتبة توثيق للوضع الراهن لقرية دير جبل الطير بعد تنفيذ الوزارة جزء من خطتها في تنمية وتطوير المحيط الأثري لكنيسة السيدة العذراء الأثرية والمأمول تنفيذه في المراحل القادمة، كذلك توثيق لإنجازات الوزارة الهائلة في إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة في السنوات القليلة الماضية وتصور مقترح  لتنمية المحيط الأثري لكنيسة السيدة العذراء بقرية دير جبل الطير قابل للتنفيذ من خلال الدراسة الميدانية والدراسات التاريخية والجغرافية والتراثية للمنطقة أعدته الباحثة في 2016، وهذا النموذج يصلح تطبيقه مع أي منطقة لها ظروف متقاربة لقرية دير جبل الطير، ثم تقدم الباحثة التوصيات والبحوث المقترحة في ضوء نتائج الدراسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى