مقالات

شياطين «روتشيلد» تعيث في الأرض فسادًا.. فهل من مُغيث؟!

بقلم: محمد كامل العيادي

كثيرًا ما أتساءل عن سبب محاولة أمريكا الإيقاع بروسيا في مستنقع أوكرانيا؟، على الرغم من أن أوكرانيا ليست بالبلد القوي الذي يقف في وجه دولة بحجم روسيا التي تمتلك نحو 6255 من الرؤوس النووية، وهو بالمناسبة عدد كافي لمحو الولايات المتحدة من على خريطة العالم، فضلًا عن السلاح الجوي والمدفعية وتعداد الجنود، ويمتد التساؤل حول التركيز على أن أوكرانيا هي سلة غذاء العالم ومن غيرها ستموت البشرية، مع أنها تشكل فقط 10% من السوق العالمي، بينما روسيا تشكل 79% من التجارة الدولة، ما يطرح الشكوك حول ماهية التركيز الإعلامي على ما تفعله روسيا وعلى وقوف أمريكا والدول الأوروبية مع أوكرانيا ضد الظلم الروسي؛ ويكأن ما تفعله أمريكا مع أوكرانيا خوفًا عليها وليس من أجل تنفيذ مخطط سابق أعده «وايزهاوبت»، وبين هذا وذاك أين المجتمع الدولي من قضايا العرب والقضية الفلسطينية مع الفرق والفارق؟.

بالطبع هناك أسباب خفية وراء الحروب في العالم، وكذلك أي ثورة تُقام في أي دولة؛ يوجد من يُديرونها في الخفاء ويحركونها كيفما شاءوا، ليصنعون الكوارث ويُضرمون النيران في كل بقاع الأرض لأجل أغراضهم، مع عدم إظهار أنهم المدبرون، بل يظهرون في صورة حمام سلام بوداعة زائفة، وتمتزج تلك الصورة البهتانية بتأثرٍ مُفتعل وشجب وإنكار، وهُم في الحقيقة المجرمون وحدهم، والحديث هنا عن جماعتين دون سواهم: جماعة «النورانين» وحركة «الصهيونية العالمية»، وهُم سبب شقاء العالم ومشعلوا الثورات والفتن والحروب، فهم من أشعلوا الثورة الإنجليزية ما بين عامي 1640 – 1660، والثورة الأمريكية خلال الفترة ما بين عامي 1775 – 1783، والثورة الفرنسية عام 1789، والثورة الروسية عام 1917، والأخيرة كان الهدف منها الإطاحة بقياصرة روسيا ونشر الفكر الشيوعي الإلحادي، وكذلك هم من دبروا للحرب العالمية الأولى (1914 – 1918)، وبعدها الحرب العالمية الثانية بين عامي 1939 – 1945، وحرب 1948 التي احتُلَت فيها فلسطين من قِبل الصهاينة، ولن يهدأ لهما بالًا حتى يُشعلون الحرب العالمية الثالثة.

ما سبق دلالة على أن العالم لن ينعم بالسلام طالما هذا المذهب الشيطاني الذي اعتنقه «وايوهاوبت» عام 1770، قائمًا، والذي كان يدين بالدين المسيحي وانخرط في ركب الشياطين بعدما أُسندت إليه مؤسسة «روتشيلد» العمل على فكرة العالم الجديد الذي يَدين بفكرهم، وذلك بعد تدمير العالم في حرب عالمية ثالثة كان مُعد لها أن تنشبَّ في عام 2000، وذلك بالمواجهة بين الإسلام والغرب المسيحي، لكن الصدام لم يحدث بسبب حرب العراق.

ورغم ما أعده «وايزهاوبت» من خططه الشيطانية بتدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة، وذلك بتقسيم الشعوب إلى معسكرات ومذاهب متصارعة، سواء اقتصاديًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا، فقد وضح وضوح الشمس للجميع في العراق ومدى المشاكل الحاصلة هناك والقتال الدائر بين الطوائف والمذاهب، وكذلك في سوريا وفي جميع البقاع العربية والإسلامية، وسيظل هذا الصراع الأبدي حتي بلوغ مُناهم، ولن ينتهي إلا بالفهم العميق ووقوف الجميع في وجه هذا المخطط الشيطاني، ومن يعتقد أن موضوع أوكرانيا سينتهي بسهوله فهو واهم؛ لأن النظام الشيطاني يريد إنهاء روسيا أولًا حتى لا يجد الشرق الأوسط من يُسانده عندما يتعرض لمؤامرتهم الدنيئة في المواجهة المتوقعة بين المعسكر الإسلامي والغرب المسيحي، كما فعلوا من قبل بتوريط الاتحاد السوفيتي في حرب أفغانستان، تلك التي ساعدوا فيه هناك المجاهدين الأفغان مع تيسير وصول الإسلاميين من جميع أنحاء العالم في الوقوف بجاب الأفغان والقضاء على القوة السوفيتية، وانهزم حينها السوفييت بعدما أضعفوه وفككوه إلى دول، ثم عادوا للقضاء على المارد الذي صنعوه للسوفييت فدبروا أحداث 11 سبتمبر التي كانت زريعة لغزو العراق ووضع أيديهم على نفط الخليج ومقدراته لتحقيق الحلم الأكبر في إقامة دولتهم العظمى التي يتحكم فيها تلك الجماعتين.

مع الأسف تمت السيطرة على الإعلام العالمي وأصبح بيد تلك المنظمات الشيطانية لتغيير قناعات الناس وبث فيه روح الإنهزامية والتسليم للواقع المرير، بعدما يتم التركيز على أي ثورة أو أي حرب بالطريقة التي تخدم مصالحهم، كما يفعلون الآن في روسيا؛ إذ يُهيئون لهزيمة روسيا عبر وسائل الإعلام التي تحت أيديهم، كما استطاعوا أن يمتلكوا بعض عقول أساتذة الجامعات والمعاهد العلمية المنتشرة في العالم، وذلك بمدح عقولهم الفذة التي تؤهلهم لقيادة العالم ولا يحق لأقل منهم أن يحكم العالم، وذلك تحت مسمى الأممية العالمية.

إن هذا النظام يختار بعناية من يمثله و«بايك» الذي وقع عليه الاختيار عام 1840 خير مثال؛ فهوَّ الذي كان يقود القوات الهندية في أمريكا، التي قام رئيسها حينذاك «جيفرسون دافيس» بتسريحها ، فنقم عليه «بايك»، واستغل ذلك الزعيم الثوري الإيطالي «مازيني» الذي كان سلفًا لـ «وايزهاوبت» باختيار الجنرال «بايك» الذي قام بدوره في العمل على تنظيم ثلاث حركات عالمية، هي: الشيوعية والصهيونية والنازية، وذلك لإشعال الفتن والحروب والثورات، وقد رأى الجميع ما حدث في العالم منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا، ولم يهدأ لهم بالًا حتى يُقام نظامهم العالمي، وما زرع الدولة الصهيونية في الشرق الأوسط إلا خطوة عظيمة في مشروعهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى