تقارير و تحقيقات

فى ذكرى رحيل أول قاريء للأقصى.. أبوالعينين شعيشع منقذ تراث محمد رفعت

تحل اليوم ذكرى رحيل أحد القراء الكبار وأحد عمالة الجيل الذهبى للقراء فضيلة الشيخ أبوالعينين شعيشع والذى يحل اليوم ذكرى وفاته فى 23 من يونيه من عام 2011م

قارئ تظن من سماعك لصوته أنه الشيخ محمد رفعت ولكن عند تركيزك أكثر تجد أنك أمام القاريء أبوالعينين شعيشع، القاريء الذى هام بصوت الشيخ رفعت واعتبره مثله الأعلى فكان الأقدر على تقليده،

فتى صغير عاشق لليالي الإنشاد الدينى واستهوته أصوات المنشدين، كان يطرب لكل ما يسمع، كان يلازم أخيه الأكبر القارئ الموهوب فلازمه كظله، وكانت تلك الليالي فرصة كبيرة لتحقيق حلمه الذى يراوده كل ليلة فى منامه ويقظته، فمضى مسرعا إلى تلك الليالي التى ضمت كبارالقراء والمنشدين الشيخ على محمود، والشعشاعي، والصيفي، والشيخ محمد رفعت الذى تأثر بصوته تأثرا كبيرا.

كان الشيخ شعيشع صاحب صوت فريد محبا للقرآن فكان يقرأ من قلبه ويصل إلى قلوب المستمعين، وكأنه صوت من السماء.

حفظ كتاب الله فى 10 من عمره، وهو ابن مدينة بيلا بمحافظة كفرالشيخ والتى ولد فيها عام 1922 وقد بلغ حبه وتلاوته للقرآن، أنه كان يحب أن يجلس مع نفسه يدندن طوال اليوم بعيدا عن أقرانه.

وفي عام 1940 إنضم إلى الإذاعة المصرية، فخرج صوته الفريد منها، ثم قرأ فى القصر الملكي بجوار الشيخ مصطفى اسماعيل وهو ما زال فى عقده الثالث لم يكن قد خرج منه بعد، وكان الشيخ شعيشع قد اشتهر بارتداء الطربوش بدلا من العمامة، على غير عادة القراء بزيهم التقليدي.

أخذ الشيخ أبوالعينين شعيشع بصوته العجيب طريقا مختلفا وساهم فى حفظ تراث الشيخ محمد رفعت، وسرعان ما خرج من عبائة الشيخ ليسلك لنفسه مدرسة مستقلة وطريقا فريدا بصوته المميز، وكان أول من قرأ فى المسجد الأقصى، ثم سافر إلى سوريا والعراق، تعددت جوالته القرآنية العالمية كواحد من أهم سفراء القرآن الكريم.

كان عشاق الشيخ ومحبوه يذهبون دائما فى يوم الجمعة، يستمعوا إليه ويستمتعوا بطريقته الخاصة، وهو يقرأ القرآن على دكة القاريء فى مسجد عمرمكرم فى ميدان التحرير منذ عام 1969م.

وفى عام 1992م انتقل إلى مسجد السيدة زينب فنعم بالجوار، وسعد بالمزار.

خاض الشيخ أبوالعينين شعيشع مع رفيقيه الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمود على البنا حربا ضروس لإنشاء نقابة للقراء، ليكون خليفة للشيخ عبدالباسط عبدالصمد والذى أول نقيب لها عام 1988م، وظل فيها مدافعا على مدرسة التلاوة المصرية ومحكما لكبرى مسابقات القرآن الكريم على مستوى العالم، ومكتشف لأصوات واعده فى نجوع وقرى مصر، وظل كذلك حتى لقى ربه فى 23 يونيو عام 2011.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى