محمد الطوخي ومحمود عبدالسلام
قررت النيابة العامة بجنوب القاهرة، إيداع الطفل “أحمد أبوالمجد”، والمعروف إعلاميًا بـ”طفل المرور”، إحدى دور الملاحظة لمدة أسبوع، على أن يتم تقديم جلسات الدعم والتأهيل النفسي الموصي بها وفقا لتقرير المجلس القومي للأمومة والطفولة على أن يعد تقرير دوري بحالته ويراعى تقديمه حال طلبه مع مراعاة عرض المتهم 7 نوفمبر على المحكمة المختصة للنظر في أمر مد مدة الإيداع.
“اليوم” تواصل مع خبراء طب نفسيين لتشخيص حالة الطفل والحديث عن الواقعة التي أثارت جدلا واسعا خلال الأيام الماضية، كما وحبير قانوني لمعرفة العقوبة المنتظرة.
في البداية يقول الخبير القانوني أحمد الجيزاوي، إن الطفل في الواقعة الأولى ارتكب قضية التعدي على شرطي، وتسلم لأسرته؛ نظرًا لأنه تحت سن الأحداث، وليس نسبة لوالدة، مشيرًا إلى أن الواقعة الثانية جاءت تحت بند التشهير، موضحًا أن هناك قانون يسمي قانون الطفل، العقوبة فيه تقع على الأب، بتهمة الإهمال وأنه مسئوول على سلوك الطفل غير الائقة.
وأكد “الجيزاوي” أن المفترض تنفيذ عقوبة الأهمال على الوالد منذ الفيديو الأول، والتي تبدء عقوبتها من غرامة وتنتهي بالحبس لمدة عام، موضحًا أن “القانون لا يعاقب على التصوير، إنما يعاقب على النشر”، مضيفًا أن أصدقاء الطفل، ليس عليهم أي جرم، “التصوير ليس بجريمة”، ولكن هناك عقوبة على التشهير الذي ارتكبوه، وعقوبة الإساءة لرجل المرور، لافتا انها ستنتهي بإخلاء سبيل الطفل من محكمة الأحداث بدفع غرامة لأنه لم يكمل السن القانوني 15 سنة. وأخيرا شدد المحامي على أنه لابد من توقيع إقرار ضد الوالد يتعهد فيه مسئوولية إلتزام إقتداء طفله.
وعن التحليل النفسي للطفل قال الدكتور محمد السيد أستاذ الصحة النفسية وتعديل السلوك، إن أي طفل يفعل مثل تلك الأفعال في هذا العمر عادة ما يكون عنده ما يعرف بـ” المعارف المشوهة ” وهذه تعتبر مكتسبات من البيئة المحيطة به من الصغر وهي عبارة عن فكرة “إعمل اللى أنت عاوزه ومحدش هايقدر يوقفك” فالمعارف المشوهة تجعل الطفل منذ الصغر لديه نوع من القناعة الداخلية التي تسمى “باللامسئولية.. يعني محدش يقدر يسألك كطفل انت بتعمل إيه”.
وأضاف “السيد” خلال تصريح خاص لـ”اليوم” ومن أخطر ما تتسبه “المعارف المشوهه” عند أي طفل مصاب بها هي أن يحدث له ما يعرف بـ” تضخم الأنا” وما أعلى مراتب النرجسية فيبدأ في التعامل على أن شخصيته أكبر وفوق أي شئ حتى أكبر من القانون نفسه والأفراد التي يتعامل معها.
وكشف أستاذ الصحة النفسية أنه بالرغم من تصرفات الطفل الغير مسؤولة إلا أننا في علم نفس نعتبره الضحية وليس الجاني، ويعني ضحية المعارف المغلوطة، واللوم هنا في المقام الأول على الأطراف التي ساهمت في تكوين هذا الطفل نفسيا وحركت جهازه النفسي بهذا الشكل المشوه الذي يتعامل به مع الجميع .
أما الدكتور إبراهيم عبدالرشيد استشارى التحليل النفسي فيرى أن التربية والتنشئة منذ البداية هي وراء تلك الظاهرة وهي ظاهرة تنمر الطفل ضد رجل المرور ويرجع إلى التدلل المفرط من الأب والأم منذ بداية تنشئة الطفل، ويرجع إلى عدم فهم الطفل جيدا منذ تمركزه حول الذات من البداية، فالطفل هنا في تلك الحالة يعيش مرحلة إثبات الذات فضلا عن عدم وجود تقدير للأمور لأنه طفل مراهق لا يعرف حقيقة نتائج التصرفات التي يقوم بها لأن البيئة المحيطة سواء الأب أم الأم لم تحرمه منذ صغره من شئ “كل حاجة متوفرة”.
وكشف استشاري التحليل النفسي أن الطفل يعيش في تلك المرحلة إلى هوس شديدة، لذلك هو غير قادر على التحكم الكامل في تصرفاته ولا نتائجها الكارثية، موضحًا أنه ضد الحملة المدشنة ضد الطفل لأنه في الأساس يحتاج إلى تأهيل نفسي وتعديل سلوك، بسبب مروره بفترة مراهقة، ومن الممكن أن يتسبب له العقاب نوبة اكتئاب شديدة، لأنه لا يمتلك ثبات انفعالي وغير مسيطر على مشاعرة وتصرفاته.
طلبت النيابة العامة بجنوب القاهرة، اليوم الاثنين، صحيفة الحالة الجنائية لـ 4 أطفال المتهمين مع “أحمد أبوالمجد”، والمعروف إعلاميًا بـ”طفل المرور”، كما أمرت النيابة العامة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم. كما طلبت النيابة مذكرة من والد الطفل ردًا على ما تضمنته تحريات الأجهزة الأمنية.
وأمرت النيابة العامة، بإرسال المتهمين، غدًا الثلاثاء، إلى المعامل المركزية بمصلحة الطب الشرعي؛ لأخذ عينة دو وبول للمتهمين؛ لبيان عما إذا كان بتلك العينات يتعاطوا لجواهر مخدرة من عدمه، وفي الحالة الأولى بيان نوعها والجدول المدرج به على أن نوافي بتقرير مفصل وعرضه على النيابة العامة.
كما أمرت النيابة العامة بإيداع الطفل، بإحدى دور الملاحظة لمدة أسبوع، على أن يتم تقديم جلسات الدعم والتأهيل النفسي الموصي بها وفقا لتقرير المجلس القومي للأمومة والطفولة على أن يعد تقرير دوري بحالته ويراعى تقديمه حال طلبه مع مراعاة عرض المتهم 7 نوفمبر على المحكمة المختصة للنظر في أمر مد مدة الإيداع.
وكان اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، كرم أمين الشرطة من قوة الإدارة العامة لمرور القاهرة؛ تقديراً لتعامله الرشيد خلال تأديته لواجبه الوظيفى أثناء إستيقافه إحدى السيارات يقودها حدث والذى أساء إلى شخصه عند طلبه إبراز تراخيص السيارة، وفر هارباً معرضاً حياة الأمين للخطر، وإلتزامه بسلوك الطرق القانونية فى التعامل مع هذا التجاوز .
وأكد الوزير على إلتزام رجال الشرطة بتطبيق القانون بكل حسم، مع التحلى بأقصى درجات ضبط النفس رغم التحديات والمخاطر التى يتعرضون لها فى المواقف المختلفة والتى قد تصل فى بعض الأحيان إلى حد التجاوز الشخصى من بعض المخالفين .
وكانت ألقت الأجهزة الأمنية القبض على نجل القاضي، سائق السيارة المرسيدس، المتنمر على رجل شرطة بمنطقة المعادي، و4 من أصدقائه؛ بسبب فيديو تنمر جديد.
وقررت النيابة العامة في وقت سابق بإخلاء سبيل مالك السيارة إذا ما سدد ضمانًا ماليًّا قدره عشرة آلاف جنيه على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمال استجواب مَن كان في صحبة الطفل المتهم بالسيارة وقت الواقعة، وطلب تحريات الشرطة النهائية حولها.
