عرب وعالم

خبير عسكري لـ”اليوم”: أربعة أسباب وراء فشل إسرائيل في حرب غزة

كشف الخبير الأمني والعسكري، اللواء محمد عبد الواحد، عن أربعة أسباب تقف وراء فشل العدوان الإسرائيلي في تحقيق حسم عسكري ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، يأتي على رأسها مسرح العمليات نفسه.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، ويرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي “إبادة جماعية” بحق سكان القطاع، بيد أنه لم يحقق أهدافه الرئيسية لهذه الحرب المتواصلة لقرابة تسعة أشهر، وعلى رأسها القضاء على المقاومة، والسيطرة على القطاع بالكامل وعزله عن العالم الخارجي.

وثمة تخبط كبير وصراعات واضحة بين دوائر صنع القرار في الإدارتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية حول الحرب، فعلى الرغم من سيطرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو -على ما يبدو- على القرار السياسي بعد حله مجلس الحرب، إلا أنه لا يزال يواجه قادة الجيش ممن يرون ضرورة وضع حد للحرب مع عدم تحقيق أهدافها المطلوبة.

مسرح العمليات

وفي تصريحات خاصة لموقع “اليوم”، يشير اللواء عبد الواحد، إلى أن أول أسباب فشل جيش الاحتلال في تحقيق الحسم العسكري إلى جانب تكبيده خسائر في آلياته وجنوده يعود إلى طبيعة مسرح العمليات، خاصة منطقة رفح على الجانب الفلسطيني.

ويوضح أن منطقة رفح مكشوفة عسكريًا، وهو ما تسبب في انكشاف الفرقة 162 الإسرائيلية أمام عمليات المقاومة، إلى جانب صعوبة تحرك هذه الفرقة والقيام بمناورات عسكرية في رفح.

وفي حين تواصل الفرقة 162 عملياتها العسكرية في رفح جنوبي غزة، تواصل الفرقة 99 الحرب وسط القطاع.

ويضيف اللواء عبد الواحد، أن المناورة العسكرية في رفح محدودة؛ نظرًا لضيق المساحة الجغرافية، إلى جانب اكتظاظها بالسكان والنازحين.

وبناء عليه يصبح جنود الاحتلال وآلياته صيدًا سهلاً من خلال الكمائن أو الكمائن المركبة، خاصة مع دراية المقاومة بالكامل لجغرافيا المنطقة، وعدم اكتشاف العديد من الأنفاق، وفق اللواء عبد الواحد.

 الارتباك العسكري

ثاني أسباب الفشل الإسرائيلي، فيعود حسب الخبير الأمني والعسكري اللواء عبد الواحد، إلى استمرار حالة الارتباك العسكري.

ويشدد اللواء عبد الواحد على أن الأمر يزداد صعوبة على عمليات الاحتلال مع استمرار الارتباك الشديد داخل المؤسسات العسكرية الإسرائيلية، ووقوع قادتها في أخطاء مكررة.

واستشهد في هذا الصدد، بعملية “المدرعة نمر” التي فجرتها، يوم السبت، المقاومة الفلسطينية بعبوة ناسفة وبداخلها 8 جنود، قائلاً إن العملية ليست الأولى من نوعها في تفجير المقاومة للمدرعة الأحدث والأكثر تدريعًا في العالم.

يشار إلى أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، كشفت أن المدرعة نمر تعرضت لثلاثة استهدافات من قبل المقاومة منذ بدء العدوان، فتحولت إلى “فخ لقتل جنود الاحتلال” نظرًا لحمولاتها متفجرات.

والمدرعة نمر واحدة من أبرز الآليات العسكرية الإسرائيلية، والتي وصفها جيش الاحتلال بأنها ثورة في عالم ناقلات الجند، أعلن عنها أول مرة عام 2008، وتبلغ كلفة الواحدة منها أكثر من 3 ملايين دولار، وهي مصممة على غرار هيكل دبابة “ميركافا”.

تشتت الدوافع

وعزا اللواء عبد الواحد السبب الثالث في فشل الحسم العسكري لحرب غزة، إلى “تشتت الدوافع وغياب الأهداف”، موضحًا أن هناك من بين عناصر جيش الاحتلال من يشارك في الحرب بدافع عقائدي، وآخر بدافع سياسي، وآخر بدافع انتقامي من عملية السابع من أكتوبر “طوفان الأقصى”، وآخر بدافع مادي.

وبالتالي، وفق الخبير الأمني والعسكري، فالدوافع العسكرية والسياسية الإسرائيلية بشأن الحرب متباينة ومتشابكة في الوقت ذاته، لافتًا على سبيل المثال إلى أن الجندي لا يعلم مستوى التفكير الاستراتيجي للقيادة السياسية.

انهيار المعنويات

أما السبب الرابع والأخير، فهو يرتبط، وفق اللواء عبد الواحد، بانهيار معنويات القادة والجنود في ظل عدم القدرة على الحسم، قائلاً إن إطالة أمد الحرب أرهقت الجنود الإسرائيليين.

وشدد على أن الفرقة 162 التي توجد في رفح هي التي كانت متواجدة في جباليا، وبالتالي عليها أعباء شديدة، وروحها المعنوية منخفضة مما أثر على الروح القتالية لعناصرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى