تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

كيف يكون “الإعلام العسكري” سلاحًا للمقاومة بالميدان؟

“يارب إننا لسنا مَن نرمي وإنك أنت مَن ترمي، يارب ما خرجنا إلا في سبيلك.. أقسم بالله ولعت”… جملة مقاوم قسامي ظهرت في خلفية أحد المقاطع المصورة التي نشرتها كتائب عز الدين القسام اليوم- الأربعاء- لاستهداف عناصر نخبتها دبابة بواسطة قذيفتين من نوع (ياسين١٠٥)، وأكد مقاتليها اشتعال الآلية بطاقمها.

وذلك في إظهار للمعارك والاشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال جاء مختلفًا نوعيًا لماعرف منذ بدء الحرب “بالإعلام العسكري“، وأظهر معه قوة ذلك السلاح الجديد الذي استخدمته فصائل المقاومة على اختلافها في مواجهة العدو، وهو سلاح الإعلام.

ومنذ ٧ أكتوبر استخدمت فصائل المقاومة وعلى رأسها القسام المقاطع المصورة ضد العدو بقوة أظهرت دعايته الكاذبة تارة، وخسائره تارة أخرى، مثلما استخدمت في زيادة جبهات الضغط الدولي والمحلي ضده، وكذلك الدفاع عن المقاومة ورد الدعاية الباطلة عنها، وخلال المقاطع التي بثتها كتائب المقاومة اليوم ظهر تمركز المقاومة وقدراتها داخل الميدان وقوة إدارتها للمعركة، بين جنود يتحدثون برسائل في خلفيات المواجهات، وآخر يشرح كيفية التقاط مقاطع المعارك في الميدان، وثالث يكتب رسالة على لوح.

في مشاهد من استهداف كتائب القسام لآليات وجنود الاحتلال في محاور خانيونس، هتف المقاوم بعد استهدافه لدبابة الاحتلال في خانيونس بصرخة انتصار قائلا: “ولعت، قتلتهم”.

وفي كمين مزدوج بحي الشجاعية جاء في أحد المشاهد المنشورة يصور استهداف قوة خاصة من جيش الاحتلال بشكلٍ مباشر بواسطة عبوات مضادة للأفراد بالاضافة إلى قنص جنود آخرين وتدمير الآليات المتوغلة، وقد علت صيحة مقاوم- في خلفية المشهد “والله اتمزعوا، أقسم بالله اتمزعوا”… في إشارة لمقتل جنود القوة الراجلة من جيش الاحتلال التي جاءت لإجلاء القتلى، وذلك بواسطة القنابل والرشاشات، وأظهر المقطع آثار لملابس وخوَذ ممزقة للجنود القتلى في الشجاعية.

وفي تعليق آخر قال المقاوم في المشهد: “يلا روح”.. في مشهد عرضته القسام لاستدراجها قوة خاصة من جيش الاحتلال واستهدافهم بقذيفة مضادة للأفراد بشكل مباشر ما أدى إلى مقتل واصابة 10 جنود في الشجاعية.

وعقب ٨٢ يوما من القتال جاءت إجابة القسام لكل من يسأل عن كيفية تصوير مشاهد الاشتباك، في مقطع بثته اليوم لمجموعة مقاومين يشرح لهم قائدهم كيفية إخراج مقاطع الالتحامات والمعارك التي تعرضها خلال الحرب، بمحاكاةٍ عملية لِلحظة استهداف قوة عسكرية متحصنة داخل أحد المباني، فيقول: “بتبعثوا المُستطلع، بعدين بيجي الرامي ومساعده والمصوّر، وبتروحوا بتنَفذوا ضربتكم وبترجعوا”… “أكلووها والله شال عليها”..

وأخيرا كان ذلك المقاوم الذي وجد الوقت لكتابة رسالة على حائط بعد إنهائه عمليته، فيقول: “كتائب القسام… طوفان الأقصى… تم تدمير ثلاث آليات (دبابة) ثم الاشتباك مع الجنود من هذا البيت”.

ماعلق عليه الخبير العسكري “فايز الدويري”- الذي بعث له مقاومون منذ يومين رسالة #حلل_يا_دويري في أحد المقاطع التي تم بثها- فقال:”يبدو أن هذا المقاتل كان لديه وقت للكتابة، ولاحظتُ أن خطه جميل”.

ومن تعليق “الدويري” يبدو أن القسام استهدفت مما بثه إعلامها العسكري (الأربعاء) رسالة للشعب الفلسطيني وللاحتلال- الذي يباهي قادته بدخول مناطق عصية في غزة ويؤكد تدمير القسام فيها: “أن المقاومة مازلت تسيطر على الميدان وتديره”.

وعلى طول المعارك اعتادت المقاومة إرسال رسائل لأهالي الأسرى لديها مع نسيان قادة الاحتلال هذا الملف وعدم الاكتراث بحياتهم، لكن رسالة (الأربعاء) تركت القسام رسالتها لهم بمناسبة عيد ميلاد أقدم الأسرى لديها “شاؤول أرون”- الذي أسرته المقاومة في معركة الشجاعية عام ٢٠١٤، أي منذ ٩ سنوات، وقد نشرت الرسالة باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، وحمل رسالة لأهالي أسرى ٧ أكتوبر أنهم قد يمكثون ذات المدة في نهاية المقطع تقول: ” إلى أهالي الأسرى معاناتكم مع نتنياهو لم تبدأ بعد”، حيث عرض المقطع مشاهد على خلفية أغنية (أم محطمة) أظهر حجم معاناة والدة الأسير لما يربو على ٩ سنوات ووفاة زوجها بينما ابنها في الأسر، وذكرهم المقطع بمصير (الطيار الإسرائيلي “رون أراد”) المفقود بلبنان منذ الثمانينات”.

ولحقت سرايا القدس بالقسام في عرض ملاحمها على الأرض، غير أنها أمس اكتفت بنشر مقطع واحد لمشاهد للطائرة الإسرائيلية بدون طيار من طراز “Sky Racing” -رقم 523 – التي أسقطتها في سماء مدينة غزة.

وقد حقق ذلك المقطع مبتغاه، حيث الخبير العسكري، اللواء “واصف عريقات” فقال: إسقاط الطائرات الإسرائيلية المسيرة في سماء غزة هو أحد العناصر التي تدل أن المقاومة ما زالت بخير، ولديها المزيد من الأوراق.

وبالمثل نشرت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى فيديو لوحدة المدفعية لديها بينما تقصف تجمع حشودات الاحتلال بقذائف الهاون شمال شرق خانيونس في منطقة القرارة ومحيط شارع خمسة.

وخلال الأسبوع الجاري، أولى حزب الله أهمية للمقاطع المصورة لعملياته، فيما يظهر أهمية ذلك في معارك المقاومة على اختلاف فصائلها، وإدراك تلك الفصائل لأثرها الكبير في المعركة. فبينما قصف حزب الله “كريات شمونة” برشقة صاروخية على مرحلتين قوامها ٣٠ صاروخ كاتيوشا، بث مقطعين مصورين للرشقة في المرحلة الأولى والثانية. وتكفل الإعلام الفلسطيني بنشر أثار تلك الرشقة على المستوطنة المستهدفة من هروب مستوطنين إلى الملاجئ وتضرر مركبة مستوطنين.

وتسير تلك الرشقة الإعلامية جنبا إلى جنب مع الاشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال، التي كان أخرها شمال شرق مخيم المغازي بعد ساعات الغروب دون تقدم جديد لجيش الاحتلال. بما يجعل مشاهد الإعلام العسكري معركة جديدة تدخلها المقاومة أمام جيش الاحتلال ترد بها على انتصارات “نتنياهو” المزعومة وتقدم “هاجاري” وسيطرة “جالانت”. وتظهر أثارها القوية في حالة مثل استيقاظ جندي إسرائيلي من “كابوس” وهو نائم داخل معسكر في عسقلان، ليطلق النار على جنود آخرين ويصيب عدداً منهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى