تقارير و تحقيقات

البهسنا” بقيع مصر يضم قبور أبطال غزوة بدر بجانب 5000 صحابي وتابعي

حينما تُذكر لفظة “البقيع” يتبادر إلى ذهن القارئ المقبرة التي تقع شرق المسجد النبوي والتي دُفن فيها أكثر من عشرة آلاف صحابي، منهم ذو النورين “عثمان بن عفان” وبعض من أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضا دفن فيه من أعلام المسلمين حديثًا شيخ الأزهر الشريف محمد سيد طنطاوي، لكن ما إن يبحث في الأمر بتمعن يجد أن هناك مكان آخر في مصر تحت اسم “البقيع” إذ يحمل في طياته صفحة ناصعة البياض في تاريخ المسلمين؛ أخذ على عاتقه حقائق تاريخية كان لها أبلغ الأثر في تاريخ المسلمين وفي مصر على المستويين الديني والاقتصادي.

حوت منطقة “البهسنا” التابعة لمركز بني مزار محافظة المنيا عددًا كبيرًا من مقابر الصحابة وصل عددهم إلى 5 آلاف صحابي وتابع، وكان من هؤلاء 70 صحابيًّا شاركوا في غزوة بدر الكبرى ودفنوا في تلك المنطقة، أبرزهم حفيد الصديق أبي بكر، وحفيد الإمام علي بن أبي طالب، مما جعل هذه البقعة من الأرض قبلة للزائرين من مصر وخارجها.

ونظرًا لإن مصر تُعرف بإجلالها لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام؛ خصصوا يوم الجمعة من كل أسبوع ليكون يوم الاحتفال والزيارة للمقابر والأضرحة؛ إذ يأتون في الصباح الباكر، ويقضون اليوم بأكلمه هناك.

بجانب قبور الصحابة، تجد هناك أضرحة لأولياء الله الصالحين، يحرص الناس على زيارتها، والأهالي يقومون بتقديم الطعام والشراب للزائرين، مبرزين لهم كل معاني الترحيب والاستقبال الذي ينمُّ عن كرمهم وجودهم، ولعل أبرز الأضرحة التي يلتف الناس حولها مقام سيدي “علي الجام” قاضي قضاة ولاية البهنسا، وبداخل الساحة أيضا، مقابر أولاد عقيل، وضريح السبع بنات.

نظرا لاحتواء “البهسنا” على معالم تاريخية عريقة ممتدة منذ العصر الفرعوني مرورا بالعصر الإسلامي، هذا بالإضافة إلى الإقبال الغفير من الزوار، تحرص محافظة المنيا على عملية المتابعة المستمرة فيما يتعلق بعملية التجديد والترميم والتطوير للقبور والأضرحة
فهي لا تقف عند مجرد وجود المقابر والأضرحة فقط، بل لهذه المنطقة ثقلا إداريا وتجاريا؛ إذ تشتهر بتلالها الأثري، فهي تقع على الطريق الذي يربط بين وادي النيل، والواحات عن طريق درب البهنساوي..فهذه المنطقة كانت تعرف أنها في مقدمة المدن من الدرجة الثانية بعد “الإسكندرية”  عاصمة مصر آنذاك، والمظاهر الحضارية هناك طاغية تخطف الأبصار أهمها المسرح الروماني الذي يعد أكبر معبد في مصر، وشمال إفريقيا، يسع أكثر من 8000 مشاهد.

لمنطقة البهسنا موقع تاريخي متميز يقصده الناس من مختلف القرى والمراكز والمحافظات في كل حين للتبرك بالصحابة والتابعين وآل البيت الذي دفنوا في هذه المنطقة، وتحمل في مكنونها ثقلا إداريا واقتصاديا هاما، ما جعل لهذه المنطقة مزية عظيمة.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى