«قتلهما وأشعل سيجارة بجوار جثتيهما».. «اليوم» تكشف تفاصيل مقتل عريس الشرابية وشقيقه علي يد بلطجي

منار شديد

“الحقي ولادك الاثنين مدبوحين علي أول الشارع ” كلمات نزلت علي أذن “زبيدة .م” كالصاعقة، هرولت حافية الأقدام متجهاً إلي شارع البستاني الكائن بمنطقة الشرابية للحاق بابنيها لتجدهما على الأرض غارقين في الدماء، وسط اندهاش جميع أهالي الحي ليخبرها بعض السيدات المتواجدات بمسرح الجريمة بما شاهدوه وهن يشرن بأصابعهن إلي المتهم الجالس علي إحدى المقاهي الشاهدة علي جريمته، قائلين ” حرموش قتل سليمان وسعيد وقاعد علي القهوة بيشرب سيجارة” .

السبب 5 جنيهات

عقارب الساعة تشير إلي العاشرة والنصف مساء يوم الأحد الماضي تذكر المتهم “سيد حرموش” (59)عامًا أحداث مشاجرة قديمة نشبت منذ عدة أيام بين نجل شقيقة الأكبر “جمال” وبين “هالة توفيق ” زوجة الضحية الأول “سليمان السويسي ”  (47) عامًا ،ميكانيكي وصاحب محل تأجير دراجات بشارع النمر بالشرابية حينما استأجر الطفل دراجة من زوجة المجني عليه وتأخر عن موعد تسليمها فطلبت منه الأخيرة 5 جنيهات مقابل التأخير لكن الطفل رفض ووجه إليها السباب.

 جلسة صلح

استشاط “سليمان” غضباً فور سماعة سباب زوجته أمام عينه، فصفع الطفل بالقلم علي وجهه، فذهب الأخير إلي عمه”حرموش”  شاكياً ما حدث له قائلاً “سليمان ضربني بالقلم وشتمني عشان رجعت العجلة متأخر” قبل أن يكمل أخذ المتهم شومة وهرول  نحو “سليمان” ، ووجهه له بعض الألفاظ الخارجة لرجوع حق ابن أخيه ووقعت مشاجرة حادة بين الطرفين وتتدخل الجيران لحلها من خلال جلسة صلح عقدت يوم الخميس الماضي بين “سليمان” وشقيقه “سعيد” من جانب والمتهم “سيد حرموش” وشقيقه “جمال” نجل الطفل من جانب وتبادل جميعهم الاعتذارات وانتهي الأمر بالتراضي علي حسب وصف أهالي المنطقة .

قتل عمد

لم تمر سوى ساعات قليلة علي جلسة الصلح بين الطرفين حيث تفاجأ أهالي شارع البستاني في الساعة السادسة يوم الأحد الماضي بالمتهم “حرموش” يقف في شارع جانبي  بجوار إحدى العربات الخاصة بسن الأسلحة البيضاء ويقوم بسن السكين واستله بين طيات ملابسه وهجم علي سليمان أمام أحد الأفران المتواجدة بمنطقة الشرابية ” كان واقف في الشارع بيسن السكينة وبيجهز نفسه عشان يقتل سليمان”، علي حد وصف أحد شهود العيان .

حاول الضحية حماية نفسه من الطعنات الانتقامية الموجهة إلي من المتهم الستيني وهرول إلي فرن مجاور له محاولا الدفاع عن  نفسه بصاج مخبوزات لكن طعنات المتهم كانت أقوي من جميع المحاولات وأصابت الضحية ليسقط أرضاً غارقاً في دمائه  “المتهم كان قاصد يقتله والناس مقدرتش تمنعه “.

علي الفور حضر “سعيد السويسي ” (25)عامًا  الشقيق الأصغر لـ ” سليمان السويسي ” الضحية الأولي ومعه نجل شقيقه “محمد سليمان ” (27)عامًا  محاولا إسعافه ليفاجئه المتهم بعدة طعنات متتالية في فخذه الأيسر أودت بحياته في الحال ،ثم سدد ثلاث طعنات أخري لنجل الضحية الأول ليسقط ثالثهما علي الأرض غارقاً في الدماء بجوار أبيه وعمة ونقل الأخير إلي مستشفي سيد جلال لتلقي العلاج فيما نقلت الجثتان إلي المشرحة.

مشهد محزن

علي بعد خطوات قليلة من شارع “النمر” الشاهد علي مسرح الجريمة التي هزت أرجاء منطقة الشرابية يقع منزل الشقيقين الكائن داخل حارة صغيرة جلست جميع النساء المتوشحات بالملابس السوداء أرضاً في حالة انهيار تامةً وهن يعزين والدة الضحيتين التي تبكي حسرة ووجعا علي ابنها الأكبر وعونها في الحياة، والأصغر الذي كان يجهز لحفل زفافه بعد أشهر قليلة ” عريس بيجهز لفرحة ..حرقوا قلب عروسته عليه وكسروا فرحتنا “، وتضيف لـ “اليوم” مش طالبة غير عدل ربنا وهو إعدام المتهم لكي تهدأ نيران قلبي برجوع حق أولادي الاثنين وحفيدي الذي يصارع الموت داخل المستشفي .

بينما يقول “سيد السويسي “الشقيق الأكبر للضحايا إن المتهم “حرموش” معروف بالمنطقة بالبلطجي وليست الواقعة الأولى حيث تبين أنه سبق حبسه في جريمة قتل شقيقه وقضى عقوبة جنائية لمدة 10 سنوات وتم الإفراج عنه مؤخرا.

وأضاف لـ “اليوم” المتهم لا يعمل ويقوم بترويج المخدرات بالمنطقة ويمارس البلطجة على السكان والمارة بالشارع، والكل مذعور منه؛ واشتهر بين الجميع بأنه مختل عقلياً قام بقتل أخوه وألقاه من الدور السادس، وساعدته والدته باستخراج شهادة صحية بأنه مختل عقلياً حتى يخفف الحكم عليه لمدة 10 سنوات”.

وبالتحدث مع “دنيا سلمان” خطيبة الضحية الثانية سعيد السويسي أكدت حزنها الشديد علي فراق شريك حياتها وقتله غدرا  قائلة”حياتي انتهت بموت سعيد مش عارفه هكمل حياتي من غيره إزاي كان عندي قبل ما يموت بربع ساعة وجايبلي حلاوة المولد ..كنا خلاص بنجهز لفرحنا الشهرين الجايين 3 سنين مخطوبين عمره ما زعلني ولا قالي كلمة وحشة الكل كان بيحبه”.

قتل الشقيقين وأشعل سيجارة

وأكد أحد شهود عيان أنه في الساعة عشرة مساء تقريباً فوجئ الجميع بـ “سيد” منتظر وسط الشارع وهو يسأل عن سليمان السويسى؛ وعند حضوره قام بطعنه عدة طعنات أسقطته قتيلاً فى لحظات وسط ذهول الناس بالشارع، وفور حضور شقيقه الأصغر سعيد للاطمئنان عليه بصحبة محمد نجل  شقيقه سليمان سدد لهم عده طعنات أيضا، فسقط الاثنبن أرضاً وقام المتهم بغسل السكين وجلس علي الرصيف وأشعل سيجارة  دون خوف “.

وفي السياق ذاته أدلي المتهم بقتل شقيقين بدائرة قسم شرطة الشرابية باعترافات تفصيلية أمام نيابة شمال القاهرة الكلية، برئاسة المستشار حسام حسين، مدير نيابة الحوادث، وأقر المتهم بقتل المجني عليهم وإصابة نجل أحدهم، بسبب خلافات الجيرة بينهم، والتى كانت مستمرة بينهم.

وأكد المتهم الذي يدعي “سيد حرموش ” أنه قبل الواقعة بيوم واحد، أهل المجنى عليهما قاموا بالتعدى على نجل شقيقه، موضحا أنهم عندما توجهوا إليهم لمعاتبتهم على ما فعلوا، قامت أسرة المجنى عليهما بالتعدى عليهم وضربهم أمام الأهالى فى المنطقة، لافتاً إلى أنه قرر وقتها الانتقام منهم للثأر لكرامة أسرته.

وأضاف خلال التحقيق معه، أنه يوم الواقعة قام بشراء سلاح أبيض “حولك “، ثم توجه إلى المقهي ، ومكث بها لمدة ساعتان من الساعة التاسعة إلى الساعة الحادية عشرة مساء فى انتظار أهل العائلة الأخرى لينفذ ما وسوس له به الشيطان .

واستكمل المتهم، أنه بمجرد أن رأى الضحية الأولى راكبا دراجته البخارية، توجه إليه، مضيفا أن المجنى عليه مد يده إليه ليسلم عليه، إلا أنه عاجله بطعنه عدة طعنات نافذة فى الجسد، موضحا أن الضحية حاول الهرب منه، إلا أنه لاحقه حتى استفرد به داخل فرن ثم سدد له عدة طعنات أخرى أودت بحياته .

وأوضح المتهم فى باقى أقواله، أنه عقب ذلك توجه إلى منزل أسرة المجنى عليهما، وبمجرد رؤية شقيق القتيل الأول ونجله، قام على الفور بمهاجمتهما وسدد لمحل القتل الأول طعنة نافذة فى الفخذ شلت حركته، ثم سدد طعنة نافذة أخرى فى صدر شقيق القتيل الأول أودت بحياته فى الحال، مضيفا أنه توجه على الفور عقب ذلك إلى شقيقه فى منطقة المطرية لتلقى العلاج عن الإصابات به الناتجة عن المشاجرة، إلا أن رجال الأمن تمكنوا من إلقاء القبض عليه .

وبتوجيه سؤال له من قبل النيابة العامة، عن سبب قتله شقيقه منذ 10 سنوات، انهمر فى البكاء، وأوضح أنه لم يكن فى وعيه، وأنه كان تحت تأثير الجن.