تحل علينا اليوم ذكرى وفاة قارئ الملوك والرؤساء الشيخ مصطفى إسماعيل، يعد من أبرز قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، حيث سافر إلى مختلف بلاد العالم فعلا صوته فيها، فلم يزل اسمه عالقًا في الأذهان إلى الآن، فلم تفتأ ذكرى الشيخ تأتي؛ إلا وتجد مقاطع فيديو تأتي من مختلف بلدان العالم، من تركيا وشمال إفريقيا وألمانيا وغيرهم، يحتفون بتلاوته.
وفي هذا الصدد يستعرض موقع وجريدة “اليوم” تفاصيل حول المقامات الصوتية في حياة الشيخ مصطفى إسماعيل.
من أهم الجوانب التي تميز تلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل هي الإبداع والإتقان في النغم، واستخدام المقامات في التلاوة، حتى أنه حار في شأنه الموسيقيون، فقال عنه الموسيقار “عبده داغر”: اقعد اسمع كده مصطفى إسماعيل، اللي قاله بكل اللي قاله عبد الوهاب، بكل اللي قالته أم كلثوم”، قال عنه الشيخ درويش الحريري الشيخ مصطفى إسماعيل فطرته أعلى من كل المعاهد الموسيقية، وقال عنه الموسيقار نصير شمة “الشيخ مصطفى إسماعيل أداة أراد الله من خلالها أن يحببنا في سماع القرآن الكريم.
هذه الآراء التي تمدح في نغم الشيخ مصطفى إسماعيل تؤول بالمستمع إلى السؤال الذي يطرحه الكثير من سميعة الشيخ، وهو هل تعلم الشيخ مصطفى إسماعيل المقامات الصوتية؟
بالنظر إلى الإجابة على هذا السؤال نجد أن الشيخ مصطفى إسماعيل هو الذي أجاب عليه بنفسه في لقاء له مع الإعلامي طارق حبيب، حيث سأل عن كونه تعلم المقامات أم لا، فجاء رد الشيخ مصطفى كالتالي: “أنا لا خدت عود ولا قانون، ولا حاجة أبدًا، أنا تعليمي تعليم سَمَع، أنا السميعة هما اللي علموني، كنت أقرأ ويقولوا يا سلام دا راح بياتي، دا راح صبا، دا قفل كذا، ابتديت أفهم دي، وأفهم دي، لغاية ما عرفتهم من هنا.
وفي جلسة مع نجل الشيخ مصطفى إسماعيل قال: أبويا كان راجل بسيط، لا له علاقة بالمزيكا، ولا يعرف عنها حاجة، كل اللي بيقوله موهبة وفتوحات من عند ربنا”.
جدير بالذكر أن الشيخ مصطفى إسماعيل ولد في قرية ميت غزال محافظة الغربية 17 يونيو عام 1905، ويُعد من أبرز شيوخ التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، أتقن المقامات وقرأ القرآن بأكثر من 19 مقامًا بفروعها وبصوت عذب وأداء قوي، وقد عُرف عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويدية، سجَّل بصوته تلاوة القرآن الكريم كاملًا مرتلًا، ترك وراءه 1300 تلاوة لا تزال تبث عبر إذاعات القرآن الكريم.
توفى الشيخ مصطفى إسماعيل في الإسكندرية يوم 26 ديسمبر 1978.
