أخبار

عالم أزهرى : الفتاوى الشاذة تحدث شروخا هائلة فى المجتمع وتسبب بلبلة عقائدية بين الناس


علق فضيلة الدكتور عبدالوارث عثمان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف عن انتشار قضية الفتاوى الشاذة عبر الفضائيات وقال من المصائب التى ابتلى بها عالمنا الإسلامى المعاصر انتشار الفتاوى الشاذة، التى تصدر عن أشخاص لم ينالوا حظا وفيرا فى  دراسة العلوم الشرعية من منابعها الأصيلة، ومؤسساتها الرسمية المتخصصة،  مما يفقدهم القدرة على التفرقة بين أصول الدين وفروعه أو بمعنى أخر الثوابت وما بنى عليها طبقا للظروف ومقتضيات  الواقع واختلاف الأماكن ،  مع فقرهم الشديد فى امتلاك  أدوات الاجتهاد  و ضبط الفتوى، والاحاطة بمصطلحات أصحاب المذاهب الفقهية المعتمدة والمشهورة للائمة الأعلام ، زاعمين أنهم يبحثون عن التجديد الدينى  والحداثة والتفكير الحر غير المقيد بنص شرعى وان كان واضح الدلالة  فى تحديد المعلوم من الدين بالضرورة ، ولا يعترفون  بإجماع الأمة و اتفاق الفقهاء  عبر عصور الإسلام المختلفة.

وكشف عثمان فى تصريح خاص ل” اليوم ” أن هؤلاء يمثلون خطورة عارمة وفسادا كبيرا اذ يحدثون حيرة و بلبلة عقائدية وتعبدية وأخلاقية بين المكلفين مع غياب الوعى الدينى  لديهم فيقعون فريسة سهلة فى شباكهم، وهى قضية مهمة ومشكلة صعبة ان لم يتم معالجتها فسوف تحدث شروخا هائلة فى المجتمع وتؤدى أثارها الى تشويه معالم الدين وتضييع مقاصده وتمييع غاياته ومسخ وفقدان هوية المسلم.

أوضح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن هذه الفتاوى الشاذة المنتشرة فى أجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية مع مرور الزمن لابد من تصادم أصحابها مع المؤسسات الدينية الرسمية خاصة وأنهم يخوضون فى تفسير آيات القران الكريم تفسيرا خاطئا ويؤلون أحاديث الرسول تأويلا جائرا وينكرون بعض النصوص فى كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهما المرجعية لهذه الأمة الإسلامية وهذا كله من علامات شذوذ الفتوى وبطلانها

وبين أستاذ الفقه المقارن أن خطورة الفتاوى الشاذة تزداد ويستفحل أمرها اذا صدرت من أشخاص ينسبون الى مؤسسات دينية بلغت منزلة الاحترام والتقديس فى نفوس العامة من الناس وخاصتهم،  انسلخوا منها وجحدوا ما تعلموه فيها ، وشذوا عما أجمع عليه العلماء الثقات فيها ويدعون أنهم بذلوا مجهودات فردية فى شذوذهم الممقوت التى مآلها  أن تقذف في أودية الضلال ومسارب الأباطيل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى