غير مصنف

من داخل «الحسين».. «اليوم» ترصد سبب تواجد «البهرة» بالضريح وأبرز التجديدات

عملت الدولة خلال الفترة الماضية على تطوير العديد من الأضرحة وذلك تنفيذًا لمشروع تطوير القاهرة التاريخية والذى يتم تنفيذه بـ5 مناطق وهى المنطقة المحيطة بمسجد الحاكم وباب النصر وباب الفتوح ومنطقة جنوب باب زويلة منطقة حارة الروم وباب زويلة والمنطقة المحيطة بمسجد الحسين ومنطقة درب اللبانة.

وفور دخولك إلى ضريح الحسين تجد إقبالًا كبيرًا من طائفة «البهرة»، في أنحاء المسجد كافة، وذلك بعد جهود البهرة فى ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، مثل ترميم أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، التي تتكامل مع جهود الدولة في تطوير القاهرة التاريخية.

فهناك ترابط بين البلدين تؤكد قوة العلاقات بين مصر وطائفة البهرة الهندية، فمن هي هذه الطائفة؟ وما معتقداتها، واختلافها مع عقيدة أهل السنة والجماعة؟.

فالبهرة كلمة تعني التجارة بالهندية، وهي ترمز لإحدى الطوائف الشيعية الإسماعيلية التي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي سنة 487 هـ.

ويعيش البهرة في مصر حياة شبه سرية ويقطنون في أماكن بعينها أهمها القاهرة الفاطمية وبجوار الأزهر.

وقد هزمهم صلاح الدين الأيوبي منهياً بذلك الوجود الفاطمي في مصر، لذا انتشروا في العديد من دول العالم، وشكلوا قوة اقتصادية من خلال عملهم بالتجارة.

وتعد الهند المركز الرئيسي لطائفتهم، وأهم الدول التي يعيشون فيها بعد الهند هي، اليمن وباكستان وكينيا وتنزانيا والكويت والإمارات ومنطقة نجران بالسعودية، ويصل عدد أتباع الطائفة إلى حوالي مليونين.

يتزعمهم السلطان الذي يتولى حكم الطائفة ويسمى بـ “الداعي” ويُعد ممثلاً دنيوياً ودينياً للإمام الغائب، ويحوز مكانة مرموقة لدى الأتباع.

استقر عدد منهم في مصر منذ عام 1976 بعد الاتفاق مع الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وتشير التقديرات إلى أنّ عددهم يصل إلى 2000 عضو.

و يتزعم البهرة السلطان الذي يتولى حكم الطائفة ويسمى بـ “الداعي” ويُعد ممثلاً دنيوياً ودينياً للإمام الغائب، ويحوز مكانة مرموقة لدى الأتباع.

استقر عدد منهم في مصر منذ عام 1976 بعد الاتفاق مع الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وتشير التقديرات إلى أنّ عددهم يصل إلى 2000 عضو.

معتقداتهم:

يتشبث البهرة بالعادات والتقاليد التي تعود إلى العهد الفاطمي ويحاولون إحياءها في احتفالاتهم التي تشمل أعياد مولد الأئمة الفاطميين وعيد سلطانهم الذي يحتفلون به في شهر مارس من كل عام في مسجد الحاكم بأمر الله في مصر.

رممت الطائفة العديد من المساجد المتعلقة بمعتقداتها وهي مساجد، الحاكم بأمر الله، الأقمر، السيدة زينب، ومقصورة السيدة رقية، وهي المساجد التي تراعها الطائفة بموافقة الحكومة المصرية.

والبهرة هم إسماعيلية مستعلية، يعترفون بالإمام “المستعلي”، ومن بعده “الآمر”، ثم ابنه “الطيب”، ولذا يسمون بـ “الطيبية”، وهم إسماعيلية الهند، واليمن، تركوا السياسة، وعملوا بالتجارة، فوصلوا إلى الهند، واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا، وعرفوا بـ “البهرة”.

يقول البهرة: “ويعتقدون أن الإمام الطيب دخل الستر عام 525 هجرية، والأئمة المستورون من نسله إلى الآن لا يعرف عنهم شيئا، حتى أسماءهم عير معروفة، وعلماء البهرة أنفسهم لا يعرفون”.

وينقسم البهرة إلى فرقتين: “البهرة الداوودية” نسبة إلى قطب شاه داود، وينتشرون فى الهند، وباكستان، منذ القرن العاشر الهجرى، وداعيتهم يقيم فى “بومباى”، و”البهرة السليمانية” نسبة إلى سليمان بن حسن، وهؤلاء مركزهم فى اليمن حتى اليوم.

ويعتقد عدد من المصادر السنية، أن “البهرة” خليط من عقائد شتى، وهم باطنية، وهم جزء من الإسماعيلية، والتى كانت من فرق الشيعة، لكنهم غلوا فى أئمتهم أشد من غلو الرافضة، وهذه بعض عقائدهم: لا يقيمون الصلاة فى مساجد المسلمين، ظاهرهم فى العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة، باطنهم شيء آخر، فهم يصلون، ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلى المستور من نسل الطيب بن الآمر، يذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين، لكنهم يقولون: إن الكعبة هى رمز على الإمام.

زيارات سلطان البهرة لمصر ولقائه بالرئيس السيسي

لم يكن لقاء سلطان البهرة بالرئيس السيسي هي الأولى، فقد التقيا في 2014، وفي ذلك الوقت، قدّم السلطان مساهمة قدرها 10 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر.

وفي 2018، زار سلطان البهرة، مصر، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأكد الرئيس العلاقات الوطيدة التاريخية بين مصر وطائفة البهرة، مشيدا بجهود الطائفة في ترميم المساجد الأثرية ومقامات آل البيت في مصر.

وفي 20 يونيو 2021، كرر السلطان مفضل سيف الدين زيارته إلى مصر، والتقى الرئيس السيسي.

وشهدت الزيارة الحديث عن جهود البهرة فى ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، مثل ترميم أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، التي تتكامل مع جهود الدولة في تطوير القاهرة التاريخية.

علاقة البهرة بمصر؟

يرتبط البهرة بمصر ارتباطا كبيرا، فلديهم دور جلي في ترميم المساجد التابعة لعصر الدولة الفاطمية، مثل مسجد الحاكم بأمر الله في شارع المعز لدين الله الفاطمي، ومسجد السيدة نفيسة، كما يترددون باستمرار على جامع الحاكم بأمر الله في شارع المعز، حيث يقيم الرجال والنساء المنتمين للطائفة، شعائرهم في المسجد، ويرتدون الجلباب القصير والبنطلون والطاقية المزركشة.

بداية ظهورهم الرسمي في مصر، كان في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، الذي سمح لهم بالتملك والإقامة في مصر، وعملوا في مقابل ذلك على إعادة وترميم بعض المساجد التاريخية، أشهرها مسجد الحاكم بأمر الله، الذي يعتبر أحد شواهد العصر الفاطمي، وإليه يحج البهرة يوميا، ويتمسكون به كمزار لهم يقيمون فيه احتفالاتهم الدينية.

الأشعار المنقوشة على جدران ضريح الحسين:

وكان الشعر هو الوسيلة البارزة للاحتفاء بأصحاب المقامات على جدران وأسقف مراقدهم الأخيرة.

بعض المزارات اكتفَتْ ببيت شعر واحد وغيرها ازدحمت جدرانها بالكتابة، لكنها في النهاية قدّمت لنا ثروة معرفية هائلة معبّرة عن زمان رسمِها وأحواله.

الأجزاء العليا من مربع القبة فهي مزخرفة بنقوش زيتية مذهبة ترجع إلى القرن الثاني هشر الهجري، وكُتب في الزوايا ما يلي:

ركن هذا المقام جنة عدن :: من أتاه يفوز بالمأمول
ركن هذا المقام ركن سديد :: نال فيه الداعون حُسن القبول
ركن هذا المقام كعبة مصر :: زاد مجدًا بالسيد بن البتول
ركن هذا المقام حاز فخارا :: بالإمام الحسين سبط الرسول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى