مقالات

انتعاش أسواق مصر والعراق وانكماش خليجي

بقلم: عبد الستار حتيتة

لمن يريد أن يرى الوضع الاقتصادي في المنطقة العربية، حتى يوم الأحد 21 أغسطس 2022. يبدو أن هناك انتعاش في أسواق مصر والعراق وانكماش خليجي. ففي بورصات كثير من دول الخليج يوجد تراجع في الأسهم. وفي المقابل هناك ارتفاع في احتياطيات العراق من العملات الأجنبية، وتحسن في مؤشر البورصة المصرية.

لماذا؟ إن كثيراً من البلدان الخليجية تعتمد على صادرات النفط. ووصل معظمها إلى الحد الأقصى من القدرة التصديرية، في وقت يملك فيه العراق خياراً لزيادة صادراته من النفط. بينما مصر لديها سلة تصديرية متنوعة، ما بين الخضروات والفاكهة والصناعات المختلفة. كما أن المصرف المركزي المصري أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير منذ يوم الخميس.

كل هذه الإجراءات مجتمعة تؤثر على البورصات العربية. فأسواق الخليج الرئيسية انخفضت يوم الأحد بفعل تقلب أسعار النفط ومخاوف من التضخم. وفي دولة مثل قطر تراجع سهم (QSI) بنسبة 0.4٪. وتراجع في دول خليجية أخرى. وفي الإمارات تقوم شركة إعمار العقارية (المشهورة ببناء أطول برج في العالم) منذ يوم السبت بإجراءات لبيع مشروع التجارة الإلكترونية للأزياء “نمشي”، إلى شركة “نون”. إنها تحتاج للأموال. وتبلغ قيمة “نمشي” نحو 335 مليون دولار.

إن بورصة الإمارات تعاني منذ يوم الجمعة الماضي، مع تراجع أسعار النفط والغاز. فقد انخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية في دبي (.DFMGI) بنسبة 0.4٪، وانخفض سهم بنك الإمارات دبي الوطني بنسبة (ENBD.DU) 1.4٪، وتراجع بنك دبي الإسلامي (DISB.DU)  بنسبة 0.7٪.

لكن في بلدان عربية أخرى ظلت حالة الاقتصاد شبه مستقرة، وكان مؤشر البورصة ثابتاً في بلدان كسلطنة عمان(MSX30) ، والبحرين  (.BAX). أما في مصر فقد ارتفع مؤشر (.EGX30) بنسبة 2.4٪، وهو علامة على وجود تحسن في الاقتصاد، حتى لو لم تصل أثاره، بعد، إلى عامة الناس.

وعلى العموم توجد مخاوف لدى معظم دول الخليج من تقلب أسعار النفط، مع وجود بعض الاستثناءات لبلدان تقوم بتصدير منتجات أخرى مثل مصر والسعودية. فقد قالت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري إنها تركت سعر الإقراض دون تغيير عند 12.25٪ وسعر الودائع عند 11.25٪. وساهم هذا الإجراء في تحسين أداء كثير من الشركات في البورصة المصرية.

وفي المملكة تراجعت أسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بنسبة 2.3%، وتراجع سهم أرامكو النفطية العملاقة بنسبة 0.8٪. كما انخفض سهم الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية بنسبة 4.8٪. لكن عدة شركات للأغذية السعودية تمكنت من تحقيق قفزات للأمام. ومنها الشركة السعودية لمنتجات الألبان والأغذية بنسبة 10٪.

ورغم الاضطرابات الموجودة فيه، إلا أن احتياطيات العراق من العملات الأجنبية تجاوزت الآن 80 مليار دولار، مع توقعات بارتفاع هذه الاحتياطات من الأموال والذهب قبل نهاية هذا العام، ما يحسن الاقتصاد. ويعود السبب أساساً إلى القدرة المتنامية على زيادة الصادرات النفطية العراقية. ومعروف أن العراق يعد ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى