تقارير و تحقيقات

تكاليف الزواج “نار” في سوهاج.. «العُلبة والعًشاء» عادات ترفع نسب العنوسة

مبلغ يصل لـ200 ألف جنيه على العريس.. والشباب: من أين لنا هذا؟

يعاني الشباب في بعض قرى ومراكز محافظة سوهاج، من ارتفاع تكاليف الزواج، لوجود ما يسمى بنظام “العلبة”، الذي يفرض على الشاب دفع مبلغ معين لأهل الفتاة المتقدم لها، ناهيك عن المهر وتكاليف زواجه وشقة الزوجية وغيرها من الأمور.

وتنتشر هذه العادة تحديدًا في بعض قرى مركز جهينة والدويرات وعزبة النمر بمركز المنشاة، ويصل المبلغ الذي يقدم كـ”هدية” للعروسة إلى 200 ألف جنيه، من أجل شراء بعض الأجهزة.


آلاف الشباب الاخرين بالصعيد يعانون من أزمة تلك الشروط والعقبات في تحقيق حلم الزواج، والتي قد تقع تحت مسميات مختلفة من قرية إلى أخرى، وعلى رأسها نظام “العلبة ” و”الحطاط” و”العشاء”، وتجبر العريس على دفع مبلغ مالي كبير لأهل العروس، ما يتسبب في إفشال الزيجة.

يقول الشاب محمود علي، من مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج إنه يؤيد نظام العلبة، لعدم مقدرة بعض الأهالي على تجهيز بناتهم، وهو ما يتطلب منهم إنفاق مبالغ، لكنه يرفضها في الوقت التي يكون فيه الشاب غير مقتدر وأهل العروسة قادرون على تجهيز ابنتهم.


ويضيف: «خير الامور الوسط، والاتفاق هو أهم شيء للزواج، وأنا ذهب ذات يوم لخطبة أحد الفتيات في مركز جهينة، ولم يكن لديَّ أي معرفة بنظام العلبة، وفوجئت به، وبعد تفاوض ومناقشات بين الطرفين فشلنا في التوصل إلى حل ولم تكتمل الخطبة، وبذلك يكون العلبة أحد أهم أسباب العنوسة بسب الإرهاق المادي الذي يتعرض له الشباب».


وترى “علياء محمد”، طالبة بكلية الحقوق جامعة سوهاج، أن هذه الأنظمة المتبعة في الزواج، تعد من أسوء العادات في الزواج حتى لو كان على سبيل المهر أو الهدية للعروسة.
وتقول إن أسعار “العلبة” تبدأ من 20 إلى 70 ألف جنيهًا، تبعا للحالة المادية لكل عائلة، وهو ما يقيد الشاب ويمنع من الزواج، مؤكدةً أن الفتيات تتأثرن من تلك العادة التي تقيد من حرية الشباب في المضي قدمًا نحو الزواج.


وتضيف، أن الشخص الذي يرغب في الزواج، يكون مثقلًا بمسؤوليات أخرى غير “العلبة” مثل تجهيز شقته ومتطلبات الزفاف، مطالبةً أن تكون هذه المبالغ بشكل رمزي وليس بهذه الطريقة الباهظة.


وتتفق الطالبة غادة سليم، مدرس مساعد بكلية طب سوهاج، مع سابقتها، بأن هذا النظام، يشكل عبئًا على الشباب، ولا يوجد مبرر له سوى أنه قد يساعد والد العروسة في تجهيزها، مطالبةً بضرورة إلغائها لأن الشباب ليس لديهم المال للزواج على الرغم من أنها حق الفتاة وتضمن كرامتها.


بينما يؤكد الشيخ عبدالعاطي مزيد، رئيس قسم المتابعة بمديرية الأوقاف، أن العلبة وغيرها من العادات الموروثة، هي صندوق أسود في حياة الشباب ولا يوجد حكم للدين من العلبة، لأنها من الأعراف أو العادات قبلية.


وأوضح أنه هذه العادات ليست محرمة، لكن الإسلام أمرنا بالتيسير في الزواج، لأن الزواج مشاركة، مؤكدًا ان التشدد في ذلك الأمر من شأنها تعقيد خطوة الزواج بالنسبة للشباب، ونصح أولياء الأمور بقوله: «يجب علينا التيسير، وأن ترعوا الله في زيجات أبنائكم، ولا تعسروا».


من جانب آخر، دشنت مبادرات شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي، لإلغاء العلبة لكن لم يتم تفعليها جيدًا، وعلّق البعض على هذا بأن الناس يأخذون هذا الأمر للتفاخر والتباهي بينهم، فيقول أحدهم: «ابنتي دُفع لها مبلغ كذا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى