للعام الثانى على التوالى يصوم المصريون مسلمين ومسيحيين معُا، حيث يتزامن الصوم الكبير وشهر رمضان ليرفع الجميع قلوبهم قبل أياديهم لطلب المعونات الإلهية.
مرت هذه الأيام المباركة أيضا بأحداث سجلها التاريخ منها جمعة التفويض التى دقت فيها أجراس الكنائس مع أذان المغرب وتناول المسلمون والمسيحيون الإفطار معًا فى الشوارع والميادين ليظهر الوجه الحقيقى للنسيج المصرى المترابط.
شهر رمضان
يبدأ المسلمون يوم 11 مارس صيام شهر رمضان 30 يومًا تتميز عن كل شهور العام فهو شهر اليمن والبركات يصلى فيه التراويح وتفتح المساجد أبوابها للاعتكاف.
وتبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أيضا الصوم الكبير يوم الإثنين الموافق 11 مارس، ليصوموا جميعا فى حب الله داعين المولى حفظ وطنهم، الذى طالما عاشوا فيه جنبا إلى جنب.
الصوم الكبير
يطلق على هذا الصوم (الصوم الكبير) لأنه من أصوام الدرجة الأولى فى الكنيسة ويستمر لمدة 55 يوم، يتسم بالنسك الشديد يمنع خلاله تناول أي مأكولات حيوانية، والاكتفاء بالمأكولات النباتية فقط لا يتناول فيه السمك مثل صوم الميلاد كما تقيم الكنيسة القداسات بشكل يومى وسط حالة من الخشوع الكامل ويحرص البابا على قضاء أطول وقت فى الدير الذى ترهبن فيه.
ترتيبات أحاد الصوم الكبير
الصوم الكبير له ترتيبات خاصة يبدأ بأسبوع الاستعداد ثم الأربعين المقدسة والتى صامها السيد المسيح صومًا انقطاعيًا ثم الأسبوع الأخير أسبوع الآلام وينتهي الصوم ليلة عيد القيامة المجيد وفى اليوم التالى يحتفل المصريون بشم النسيم وينقسم الصوم الكبير إلى 8 أحاد هي:
الأحد الأول: أحد الكنوز أو الهداية إلى ملكوت الله، وفيه تبدأ الكنيسة بتحويل أنظار أبنائها عن العالم البائد إلى عبادة الله.
الأحد الثانى: أحد التجربة وتعلم فيه الكنيسة الإنسان كيف ينتصر على الشيطان.
الأحد الثالث: أحد الابن الشاطر وفيه توضح الكنيسة كيف يتحنن الله، ويقبل الخاطئ، على مثال الأبن الضال الذى ذكرة السيد المسيح.
الأحد الرابع: أحد السامرية وتشير فيه الكنيسة إلى تسليح الخاطئ بكلمة الله، التى تصير له حياة أبدية.
الأحد الخامس: أحد المخلع ويرمز إلى الخاطئ الذى كسرته وهدته الخطية.
الأحد السادس: أحد التناصير يرمز إلى الاستنارة وتجديد الطبيعة بالمعمودية.
الأحد السابع: أحد الشعانين، وفيه الاحتفال بدخول المسيح الهيكل وفى نهايته يبدأ طقس أسبوع الآلام.
الأحد الثامن: أحد القيامة وهو الأحد الأخير فى الصوم الكبير لينتهى أسبوع الآلام بطقوس الجمعة العظيمة ثم سبت النور وقداس العيد.
