عرب وعالم

عبدالرحيم حماد: رحل صائب عريقات رجل المفاوضات وحامل أسرار فلسطين

كتب عبدالرحيم أبوالمكارم حماد

أبى فيروس كورونا المستجد إن يبقى لنا صائب عريقات حين تسلل لعريقات، الشهر الماضي، من باب مناعته الضعيفة التي سلبتها رئته، ليحرمه هذه المرة من وداع أصدقائه، أو يرى دولة فلسطين المستقلة على أرض الواقع، مترجلا بعد عقود من العمل السياسي.

توفي اليوم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين السابق صائب عريقات بعد إصابته بفيروس كورونا أوائل شهر أكتوبر

لقد خسر العرب ، لاسيما الشعب الفلسطيني خسر بطلا وقائدا وجنديا وطنيا ظل طوال حياته مدافعا عن حق اللاجئين الفلسطينيين و القضية الفلسطينية برمتها في جميع المحافل الدولية

افتقدنا اليوم عريقات العروبة الذي كرس حياته ووقته وثقافته ، وجهده مقاتلا مدافعا صلبا وشجاعا و عنيدا عن حقوق شعبه وقضيته الوطنية متمسكا بالقرار الوطني والثوابت الفلسطينية ..

وبرحيله تكون العرب و فلسطين قد فقدت قامة وطنية كافحت من أجل حقوق الشعب الفلسطيني ومن أجل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة ، وحق اللاجئين في العودة ، ووقف الاستيطان الصهيوني.

ولد صائب عريقات عام 1955 في مدينة أريحا بالضفة الغربية، وكان السادس من بين سبعة إخوة وأخوات لأسرة تنحدر من بلدة أبو ديس، شرقي مدينة القدس.

كان عريقات أحد أبرز المتحدثين الفلسطينيين في الإعلام الغربي خلال الانتفاضة الثانية، ولعب دورا بارزاً في المفاوضات التي تمخضت عنها اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير واسرائيل، وظل كبير المفاوضين من عام 1995 إلى عام 2004.

بعد حصوله على شهادة الدكتوراه، عاد عريقات إلى مدينة نابلس في الضفة الغربية، وعمل محاضراً للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية. كما عمل أيضاً صحفياً في هيئة تحرير صحيفة القدس الفلسطينية.

دشن عريقات في عام 1983، برنامجاً للتبادل الأكاديمي، للحوار بين الأكاديميين الفلسطينيين والإسرائيليين إيماناً منه بأن المفاوضات وسيلة وحيدة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وفي عام 1991، أصبح نائب رئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد وتابع المحادثات اللاحقة في واشنطن بين عامي 1992 و 1993.

وفي عام 1994، تم تعيينه وزيراً للحكم المحلي في السلطة الوطنية الفلسطينية وكذلك رئيساً للوفد الفلسطيني المفاوض.

وفي عام 1995 ، شغل عريقات منصب كبير المفاوضين الفلسطينيين خلال مفاوضات أوسلو. ثم انتخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996 ممثلا عن أريحا.

بعد اختيار المجلس التشريعي الفلسطيني لمحمود عباس في نيسان 2003 ليكون رئيس الوزراء الفلسطيني الأول، تم تعيين عريقات في منصب رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.

كان عريقات يعتبر من المقربين من رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات.

أصيب عريقات بنوبة قلبية عام 2012 وفي عام 2017 خضغ لعملية زراعة رئة في الولايات المتحدة.

وبدءا من ظهوره السياسي الأول عبر ارتداء الكوفية الفلسطينية في وفد بلاده إلى مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، مرورا بالعمليات التفاوضية اللاحقة، ارتبط اسم عريقات بالمفاوضات مع إسرائيل، التي جعلت منه “حامل أسرار” القضية.

قبل انخراطه في العملية التفاوضية عمل عريقات محاضرا للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية ومحررا صحفيا في جريدة القدس في المدينة المحتلة.

وحصل الرجل على شهادته الجامعية الأولى من جامعة ولاية سان فرانسيسكو، ومن ثم شهادة الدكتوراه في دراسات السلام من جامعة برادفورد البريطانية.

وكان عريقات يحظى باحترام وإعجاب الكثيرين من الفلسطينيين وخاصة الرئيس محمود عباس وحركة فتح.

عندما تم ترشيح محمود عباس لشغل منصب رئيس وزراء الفلسطيني في أوائل عام 2003 ، كان من المقرر أن يكون عريقات وزيراً للمفاوضات في الحكومة الجديدة، لكنه سرعان ما استقال بعد استبعاده من وفد المفاوضات. وتم تفسير ذلك على أنه جزء من صراع فلسطيني داخلي على السلطة بين عباس وعرفات.

أعيد تعيين عريقات في وقت لاحق في منصبه وشارك في مؤتمر أنابوليس عام 2007.

وفي عام 2009 عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيساً للوفد الفلسطيني. لكنه قدم استقالته بعد تحقيق السلطة الفلسطينية في قضية تسريب وثائق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط التي حصلت عليها قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية في فبراير/شباط 2011 ، وبثتها على التلفزيون في برنامج “الوثائق الفلسطينية” في سلسلة مكونة من أربع حلقات وثائقية باللغة الإنجليزية.

لكنه سرعان ما عدل عن قراره وتراجع عن استقالته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى