حوادث

120 دقيقة شاهدة على شهامة شهيد مسطرد “أنقذ فتاة من الانتحار وابتلعته المياه غرقًا”

منار شديد

“الحقو البنت بتغرق رمتِ نفسها في المّيه وهتموت” ما إن سمع “أحمد.هـ” (قهوجي_19عامًا) صرخات أحدي النساء الوقفات علي الشاطئ الغربي من ترعة الإسماعيلية بمنطقة مسطرد، دون تدخل خوفاً من إهدار حياتهم “كله ساند كف على كف وواقف يتفرج ” .

شجاعة وشهامة:

لم يتردد الشاب الذي لم يكمل عّقدة الثاني لحظة واحدة بل فاقت شهامته جميع الحضور من الرجال الأكبر منه سناً ،وقفز في المياه دون تفكير لإنقاذ الفتاة العشرينية من الموت بعدما ألقت بنفسها بمياه كورنيش نهر النيل بمسطرد محاولة منها الانتحار والتخلص من حياتها ،ونجح في الإمساك بها وسحبها نحو الشاطئ وعاونه شابان علي استخراجها بشكل تام من المياه.

بينما بقي الشاب الشهم لعدة ثوانً في المياه دون التمكن من الخروج أو محاولة أحد انقاذه حتى ابتلعته مياه نهر النيل ولقي مصرعة وراح ضحية جدعنتة “عاش شهم ومات شهيد ” هكذا لقبة أهل المنطقة.

ساعتين من البحث:

“الموجة حدفته 2 كيلو في نص المية محدش قدر يلحقة .. قعدنا ندور عليه ساعتين وطلع ميت” قالها “يوسف “بدموعة وصفًا تلك المشهد المؤلم الذي عاشة صديق طفولتة قبل لحظة غرقة بدقائق قائلا:

” كنا قاعدين بنفطر مع بعض أحمد صحاني الصبح بدري من النوم وفجأني أنه نزل الشغل في الكافية وعاوز يشوفني ويقعد معايا ” ، ويضيف في حسرة ووجع سمعنا صوت ناس بتصرخ وبتقول أن في بنت رمت نفسها والدنيا كلها واقفة تتفرج “أحمد”.

ما فكرش ثواني، خد قراره فورًا.. وقف على مركب صيد، وأخد دفعته، ورمى نفسه وسط الميّه، وأنقذ البنت لبر أمان بحيث الناس تعرف تشدها، لكن حدث ما لم يتوقعه الجميع وانقلب الموقف تمامًا .. “أحمد” فضل يضرب على المَيّه بإيديه وغرق ومحدش من اللي واقفين قدر يلحقة ومات”.

أعادها للحياة وفارقها:

ويكمل “يوسف” تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة صديق عُمره عقب خروج الفتاة المنتحرة من المياه ، صرخ جميع الواقفون علي الشاطئ “البنت دي رمت برضه نفسها الاسبوع اللي فات في الميه وكانت مقطعة شرايين ايديها وبتنزف”.

ويستطرد الشاب العشريني حديثة عن سبب غرق صديقة بعد انقاذة الفتاة قائلا:

“أحمد بعد ماخرج البنت علي الشاطئ كان ماسك فيها مكنش قادر يتحرك وأصيب بشد عضلي رجلة من شدة ضغط المية ..واحد من الشهود العيان حاول مساعدة بخرطوم كهربائي لامساه به حتي نتمكن من خروجة لكن المية سحبته جوة في نص النيل ومقدرناش نقاوم معاها.

وأوضح “الغواصون وصلوا إلي مكان الواقعة بعد نحو ساعتين وانتشلوا جثمان الضحية وصرحت النيابة العامة بدفن جثمان صديقنا ونقلت الفتاة إلي المستشفي وكانت بحالة جيدة مردفاً “لها نصيب هي اللي تعيش وهو اللي يموت ..كان جدع وراجل وكله بيحلف بشهامتة”.

قبل الخطبة بساعات:

وفي آخر حوار لصديق الضحية مع “بوابة اليوم ” أشار إلى أن الشاب قبل واقعة غرقه بيوم تحدث معهم عن قدومه علي خطوه ارتباطه رسمي من الفتاة التي أحبها قائلا له “انا رايح اكلم أبوها بكره يا يوسف عشان اخطبها رسمي “.

واختتم “مش مصدقين أنه مات عريس في الجنة.. كلنا قلوبنا انكسرت علي فراقة ومش هنعرف نصاحب حد تاني في جدعنتة مش أول مرة ينقذ حد من الغرق ربنا يرحمه “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى