أخبار

تعرف على قصة إنشاء كوبري قصر النيل أقدم جسور القاهرة بين ضفتى نهر النيل

يعد كوبري قصر النيل أول كوبري يشيد على نيل القاهرة عام 1869م أيام الخديو إسماعيل وكان بذلك أول كوبري أُنشئ وافُتتح للمرور عام 1872م ، وأنشأته شركة فيف ليل الفرنسية للربط بين ميدان التحرير “ميدان الإسماعيلية ” سابقا والضفة الغربية من النيل بمنطقة الجزيرة وكان الناس في هذه الفترة ينتقلون بين ضفتي النيل باستخدام النقل النهري عبر المراكب الشراعية التي تُصف بجوار بعضها البعض وتمتد عليها ألواح من الخشب كي يسير الناس عليها فكانت فكرة إنشاء الكوبري فكرة عصرية متطورة اقتداء بمدن أوروبا.

واستمر الكوبري في الخدمة 60عام تقريبا إلى عام 1931م ثم تقرر هدمه لإنشاء كوبري أخر يحل محله لكي يفي بحاجة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة وأنشأته شركة دورمان لونج الإنجليزية وهو الكوبري الحالي الذي افتتحه الملك فؤاد في منتصف 1933م.

وقد بُنيت قواعد كوبري قصر النيل القديم من الدبش العادي المحاط بطبقة من الحجر الجيري الصلب إلا أن الكوبري الجديد أُسس من صناديق حديدية مملوءة بالخرسانة المسلحة ودعائمه من الخرسانة العادية مكسوة بالجرانيت الوارد من أسوان وبلغ وزنه المعدني 3360 طنا أي ضعف الكوبري القديم.
ويعود سبب تسمية الكوبري بكوبري قصر النيل نظرا لوجود سراية أو قصر كبير على ساحل النيل سُمي قصر النيل أنشأه محمد علي لابنته نازلي هانم وعندما تولى سعيد باشا الحكم هدم القصر وأنشأ مكانه ثكنات للجيش وكذلك عرفت المنطقة كلها بقصر النيل نسبة إلى هذا القصر .

وتم تجميل الكوبري بتماثيل من البرونز لأربع أسود بوضع اثنان على جانبي كل مدخل ويعود تاريخ صناعتها إلى أواخر القرن التاسع عشر وقد أبدعها المثال الفرنسي الشهير هنري جاكمار بطلب خاص من الخديو إسماعيل وقد صُنعت هذه التماثيل في الأصل لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة ولكن حين وصلت التماثيل الأربعة إلى القاهرة من فرنسا كان الخديو إسماعيل قد خُلع وتولى الحكم ابنه الخديو توفيق وكانت تجرى في ذلك الوقت عملية تجميل كوبري الخديو إسماعيل كما كان يسمى الكوبري آنذاك ورأى الخديو توفيق أن الكوبري يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده فتم وضع أسدين على كل مدخل واستعيض عن التماثيل عند افتتاح حديقة الحيوان عام 1891م بلوحات مجسمة على المدخل تصور مختلف حيوانات الغابة.

وقد تم فرض رسوم يدفعها كل من يعبر الكوبري القديم الذي أنشأه الخديو إسماعيل سواء من البشر أو الدواب وقد تم نشر مرسوم في الوقائع المصرية يوم 27 فبراير 1872م بعد 17 يوم من افتتاح الكوبري للمرور يوضح رسوم العبور للدواب المحملة والفارغة ولعربات الكارو ولعربات الركوب المحملة والفارغة وللرجال والنساء فيدفع كل منهم 100بارة ” البارة عملة قديمة ” مع إعفاء الأطفال حتى 6 سنوات ومن الغريب أن إعلان فرض الرسوم ضم أشياء غريبة إذ تضمن فرض رسوم على عبور النعام الصغير والكبير والغزال والكلاب والخنزير والحلوف والضبع والدب ويسدد عن كل منها 10فضية أي أن هذه الحيوانات كانت موجودة وقتها وكان دفع الرسوم عنها أمرا عاديا أو شائعا وقد نص المرسوم على أن هذه الرسوم تخصص للإنفاق على لوازم الكوبري.

وتم تغير اسم الكوبري إلى كوبري التحرير ثم أطلقوا عليه اسم جمال عبد الناصر ولكن ظل الاسم القديم صامدا رغم عوادي الزمن كوبري قصر النيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى