غير مصنف

استشاري جهاز هضمي: الصوم كبح للعقل والجسم عن الشهوات

قال الدكتور مصطفى السبيحي، ان أسوأ ما يتعوده الصائمون هو الافراط في الطعام بعد الصيام، و يؤثر الإفراط في الأكل على الصحة بطرق مختلفة حيث يمكن أن يكون تأثيره قصير الأجل، غير أن الاستمرار بهذه العادة ينتج عنه آثاراً طويلة الأمد على الصحة، موضحا ان الخمول ينتج عن الإفراط الزائد في تناول الطعام، تتباطئ حركة الجسم، ويصبح التركيز مركزاً على عملية الهضم، وكذلك مع ارتفاع مستوي السكر ترتفع مستويات الميلاتونين والسيروتونين فيسبب الشعور بالنعاس والخمول وعدم القدرة علي الحركة.


اضاف دكتور مصطفى السبيحي، استشاري امراض الباطنة والجهاز الهضمي، خلال حديثة لجريدة اليوم الاخباري، ان الافراط في الطعام يؤدي الى حموضة المعدة الزائدة وتتضمن عملية الهضم إنتاج الجسم للحمض، وعندما تكون المعدة ممتلئة جداً، يمكن أن يخرج هذا الحمض إلى المريء ويسبب حرقان المعدة، منوها ان الشعور بالانزعاج عندما تمتلئ المعدة تستمر بالتوسع، لاحتواء الطعام الزائد وهذا ما يسبب الضغط على الأعضاء المحيطة بها ويولد لدى الشخص الشعور بالانزعاج وعدم الراحة.

اوضح السبيحي، ان الغثيان والتقيؤ يسبب تراكم الطعام في المعدة والجهاز الهضمي الشعور بالغثيان والرغبة بالتقيؤ، مشيرا الى ان الأرق وعدم النوم براحة، ناتج عن تناول الكثير من الطعام في وقت متأخر من اليوم، وبالتالى قد يؤدي إلى اضطراب النوم أثناء الليل، حيث تسبب تخمة المعدة شعوراً بالانزعاج وعدم الارتياح خلال تركيز الجسم على الهضم أكثر من النوم.


اشار الدكتور مصطفى السبيحي، الى ان انتفاخ البطن والتجشؤ، قد تنتج عنه تخمة المعدة عن زيادة كمية الغازات الناتجة عن الإفراط في الطعام، ويساعد التجشؤ والتخلص من هذه الغازات في الحد من أي إزعاج ناتج عنها، موضحا ان توسع وتمدد المعدة، عندما يكمل الجسم عملية الهضم، لتعود المعدة إلى حجمها الطبيعي، لكن الإفراط المتكرر بالطعام قد يسبب توسعاً دائماً في المعدة.


استطرد، تباطؤ وتيرةالهضم، يمكن أن يؤدي الإفراط المستمر في الأكل إلى إبطاء الجهاز الهضمي، بحيث يحتاج الجسم إلى فترة أطول لهضم الكمية الزائدة في المعدة، وهذا قد يسبب
زيادة الوزن، والذي ينتج عن الإفراط المتكرر بالطعام، منوها حيث يبدأ الجسم بتخزين السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون.


نوه الدكتور مصطفى السبيحى، لا يكون للإفراط في الأكل لمرات قليلة أو حتى لبضعة أيام خلال شهر رمضان، غالباً تأثيرات بعيدة المدى على الصحة، لكن تكراره بشكل منتظم يمكن أن يؤدي إلى السمنة والبدانة ويؤثر على الصحة على المدي البعيد والقصير، ويصبح الإفراط في الطعام عادة، مؤكدا يُنصَح باستشارة الطبيب الذي يمكنه معرفة الأسباب وراء زيادة الرغبة في تناول الطعام والمساعدة في وضع روتين أكل صحي.


نصح السبيحي، انه يفضل الاكثار من الخضروات والفاكهة، والتقليل من السكريات والدهون، وان يكون الاكل مقسم علي ٥ وجبات بأجزاء معتدلة من وقت الافطار حتي وقت السحور والامساك، مع شرب المياه بكميات معتدلة غير مبالغ فيها، ومجزئة باستمرار طوال فترة الافطار، مستطردا ويفضل البدء في الافطار علي اللبن الرايب والتمر وبعض الماء، والانتظار حتي الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح، ثم توزيع باقي الوجبات كما ذكرنا سالفا.

فالهدف من الصيام كبح العقل والجسد عن الشهوات، والاحساس بالفقير حتي نشعر بقيمة الزكاة والصدقة، التي أمرنا بها الله عز وجل، ونشعر بقيمة الطعام المفضل لانفسنا حتي نطعم به المسكين، وننال به رضا المولي جل وعلي مصداقاً لقوله “لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى