مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: جنرال الدم ووكيل الإرهاب في المنطقة!

قد سمعت إسماعيل هنية وهو يتكلم عن “قاسم سليماني”، ويصفه بشهيد القدس، وكررها ثلاث مرات، فهل يعلم من هو قاسم سليماني؟ وما هي العمليات الإجرامية الذي قام بها؟

“قاسم سليماني” ضابط برتبة لواء في الجيش الإيراني، ومن أوائل الذين انضموا للحرس الثوري، الذي أمر “الخميني” بإنشائه عام 1979م، للوقوف ضد أي تهديد للثورة، وكان “سليماني” آنذاك شاباً ينحدر من عائلة فقيرة تقطن جنوب شرق إيران، وقد ثبت إخلاصه بشكل كبير في تقديم الولاء لقادته، فعُين قائداً لفيلق القدس بالحرث الثوري عام 1998م، ويعد سليماني من قدامى المحاربين في الحرب مع العراق في الثمانينيات، الذي تطوع وشارك في تلك الحرب التي امتدت ثماني سنوات، وكان قائداً لفيلق 41 “ثار الله”، “فيلق محافظة كرمان”، فضلاً عن قيادته الكثير من العمليات العسكرية أثناء الحرب، رغم كونه في العشرينيات من عمره.

“سليماني” كان مسئولاً مسئولية كاملة على العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج إيران، وكان يلقب بـ”رأس حربة إيران”، حيث امتدت أعماله إلى جبهات عدة، بهدف تعزيز نفوذ طهران في دول عربية مثل سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، وسعى سليماني منذ توليه قيادة الفيلق إلى إعادة هيكلة وتشكيل الشرق الأوسط، ونجح في فرض نفسه في إيران، حيث كان يصنع القرار السياسي، ويحدد سياسة طهران في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، غير أنه كان مسئولاً عن توفير التدريب والعتاد والتمويل لحلفاء إيران، وقام بتأسيس الحشد الشعبي في العراق الذي أثار كثيراً من الجدل في الساحة السياسية والعسكرية في قوته، التي بها استطاع أن ينافس الجيش العراقي، ويسيطر على مفاصل الحياة السياسية والأمنية والعسكرية، من خلال قيادات الحكومة في بغداد الذي هيمن عليها أحزاب التحالف الشيعي، وكذلك أسس قوات الدفاع الشيعي في سوريا، والذي قالت عنه صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إن هناك 80 ألف شيعي، أتت بهم إيران للقتال في سوريا، ويتم تدريبهم في معسكرات في سوريا، ومن بين هؤلاء المليشيات الطائفية شيعة باكستان، وأفغانستان، ولبنان، بالإضافة إلى المليشيات الحوثية في اليمن، الذين تم تزويدهم بالسلاح والصواريخ والخطط الحربية التي دمر بها اليمن، أما في لبنان فقد عزز “سليماني” علاقته بحسن نصر الله زعيم حزب الله وأمده بالصواريخ، وأصبح حزب الله منافساً للجيش اللبناني، بل قد يكون هو الأقوى، ورغم ادعاء أمريكا عداوة إيران، فإن كل ما يحدث بعلمها، ويوجد تعاون استخباراتي بينهما، وكان هذا واضحاً عندما قدمت إيران في عام 2001م، معلومات لدعم عمليات الإطاحة بطالبان في أفغانستان، وفي عام 2007م، قامت الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بإرسال وفد إلى العراق بشأن تدهور الوضع الأمني هناك، وفي عام 2013م، دعا “ريان كروكر” السفير الأمريكي للاستعانة بـ”سليماني” في محادثات بغداد، في حين وصفه وزير الخارجية الكندي “جون بيرد” بأن “سليماني” هو وكيل الإرهاب في المنطقة المتخفي، في زي بطل يحارب تنظيم الدولة الإسلامية، كما وصف بـ”جنرال الدم” و”الجنرال الغامض”.

يا “هنية” إن سجل “قاسم سليماني”، يمتلئ بالعديد من العمليات الإجرامية البشعة، تخريب، وقتل، ودمار، والقيام بعمليات سرية ونشر الإرهاب والعنف في المنطقة، وخلف من ورائه كثيراً من القتلى، وكان يقوم بتصفية كل من يعارض إيران في داخلها وخارجها، بواسطة ميليشياته، كما فعل في العراق عندما قام بتنفيذ عمليات قتل في صفوف المتظاهرين، خلال الاحتجاجات المناهضة لإيران في تشرين الأول من عام 2019م، إلى أن ذاق نفس الكأس في الثالث من كانون الثاني من عام 2020م، بأيدي الأمريكان الذي وقف معهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى