مقالات

حرب غزة وتشققات بنية العلاقات الدولية

احدثت حرب غزة تشققات كبري في بنية العلاقات الدولية، ومرجح ان تقود الي تغييرات هيكلية في العلاقات الدول وربما تفرض احدات تحديت في آليات وتشكيل المنظمات الدولية والإقليمية.
تنطلق تشققات بنية العلاقات الدولية من داخل الدول الغربية، بسبب تنامي الرأي العام الغربي المساند للشعب الفلسطيني بعد المجازر التي نفذتها إسرائيل في غزة، وتخاذل القوى الدولية والاقليمية عن ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني.
مرحج ان يولد الرأي العام الغربي ضغوطا على دوائر صنع القرار في الدول الغربية وخاصة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية على ضوء السوابق التاريخية لدور وفعالية ضغوط الرأي العام الغربي على حكوماتهم، والتي اجبرت حكومات الغرب على تعديل أو تغيير سياسات وقرارات حكومات دول الغرب في أحدث دولية سابقة .
يأتي في مقدمة دول الغرب المرجح ان يحدث تغييرا في مواقفها وسياساتها الخارجية تجاه حرب غزة وربما في قضايا اقليمية أخرى ، الولايات المتحدة الأمريكية بعد تصاعد مظاهرات طلبة الجامعات الأمريكية ضد السياسة الأمريكية من الحرب في غزة والانحياز السافر والدعم غير المسبوق لاسرائيل، وسبق ان اجبرت مظاهرات طلبة الجامعات الأمريكية حكومة واشنطن على تغيير سياسات وقرارات في أحداث دولية سابقة، فيما ترى بعض مراكز استطلاعات الرأي العام في الولايات المتحدة، إن حدوث تأثيرات مباشرة على سياسة الانحياز الأمريكي لاسرائيل او في الانتخابات الأمريكية المقبلة، سيكون ملموسا لكن لن يكون حادا اوحاسما، وان التأثير ربما يكون أكثر تأثيرا في انتخابات الكونجرس بمجلسيه.
اما على صعيد العلاقات الدولية، فإن حرب غزة سوف تعطي زخما لمطالبات دولية ظلت تراوح مكانها على مدار سنوات ماضية، وخاصة المطالبة بإعادة هيكلة الأمم المتحدة واعادة تشكيل مجلس الأمن وضرورة توسيع المقاعد الدائمة في المجلس بحيث تمثل كل القارات.،ومن هنا تعطي حرب غزة والتعسف الأمريكي في استخدام الفيتو في إجهاض اية قرار للمجلس بوقف الحرب في غزة، مبررات منطقية وأخلاقية وقانونية لإصلاح مجلس الأمن وتحقيق رغبات وحقوق شعوب ودول العالم المهمشين، وخاصة ان مجلس الأمن المكلف بحفظ الأمن والسلم الدوليين طبقا لميثاق نشاته.
كتب: عبد الله حشيش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى