تقارير و تحقيقات

جعفر العمدة يثير الجدل بين علماء الإجتماع والنقاد: الهدف تجاري

تقرير: مرثا مرجان _ مصطفى كمال

يظل الفن هو القوة الناعمة الأكثر تاثيرًا فى المجتمع، فالدراما التلفزيونية تدخل إلى البيوت دون استئذان وخلال السنوات الماضية ظهر بقوة هذا التأثير خاصة فى أعمال نجم مثل محمد رمضان له شعبية واسعة ومتابعين من كل الفئات العمرية فيذهب البعض لتقليده فى كثير من الأحيان ومن هذا المنطلق كان حديثنا مع بعض المتخصصين فى علم الإجتماع والصحة النفسية وكذلك النقد الفني عن المسلسل الأكثر مشاهدة “جعفر العمدة”.

بعض مشاهد جعفر العمدة هدم لقيم المجمتع

وبدأنا حديثنا مع الدكتور “طه أبوحسين”، أستاذ علم الإجتماع بالجامعة الأمريكية حيث قال هناك بعض الأعمال الدرامية قد تعرض مادة مستهلكة لا يصح تقديمها تتصادم مع قيم وأعراف مجتمعاتنا بهذا الشكل، فمبادئنا وقيمنا وثقافتنا المستقرة لا تحتاج لنقاش فاحترام الصغير للكبير لا خلاف عليه فى العرف والدين، ولفت الى هذه الأمور التى تواجه وتقاطع القيم الثابتة فى المجتمع المصري والثقافة العربية الإسلامية، فهذا صدام لا يصح عرضه لا بصورة هذليه أو جادية على المجتمع العربي، وخاصة مع انهيار منظومة القيم والأخلاق التى لا يحترمها الا القليل، فلا يصح أن نزكي هذا النزاع عن طريق الدراما.

وأكد أبو حسين فى تصريح خــاص لـ “اليـوم”، أن الانسان كائن محاكى، وخاصة وأن مشاهد الدراما يكون فى حالة ارتياج بدنى وأقرب الى الاسترخاء النفسى، واذا تطابقت الحالة الراوئية والحالة التمثيلية مع المشاهد وهو فى حالة استرخاء نفسى وعصبى وبدنى فى المنزل، يكون تأثيرها واستقرارها فى الذاكرة أكبر وأكثر استمراراً، مشيراً الى خطورة تلك المشاهد الموجودة فى المسلسل من مشاهد بلطجة وعنف وعدم احترام للكبير وغيرها، على الشباب خاصة من هم دون السن لأن تأثير الدراما أقوى وأوقع، محذراً المجتمع من هذه التصرفات التى يتم عرضها بهدف المكاسب الاقتصادية فهذا لا يصح فى سبيل تدمير المجتمع بقصد أو بدون قصد.

العنف فى الأعمال الدرامية الأكثر تاثيرًا على الصحة النفسية

من جانبه قال الدكتور “أحمد فوزي صبرة” استشاري الصحة النفسية، أن هناك تاثير شديد ودور هام للإعلام على المجتمع وخاصة الدراما، ومن أهم هذه الأمثله الحالية مسلسل”جعفر العمدة” الذى يتناول أحداث مختلفة ذات تأثير نفسي واجتماعي على المشاهدين والمجتمع ككل، ويبدأ المسلسل باظهار صورة رجل فى منطقه شعبية وهى ما تجعل المسلسل أقرب الى الفئة العظمى من المجتمع المصري والذى يشعر المشاهد بأن بطل المسلسل قريب منه ثم يبدأ فى تأسيس بعض النقاط الهامة فى النفسية منها تعدد الزوجات وكيفية وضع الزوجات الأربعة فى بيت واحد مع توزيع الأدوار والسعادة المطلقة معهم وهو عكس الطبيعي والمالوف والذى يكون فى أرض الواقع مخالف لما هو متواجد حيث تنشأ الغيره والخلافات الشديدة كما يظهر كرجل يعمل بالربا ولكنه فى نفس الوقت رجل لا يقبل إلا الحق وهنا يجمع المتناقضات فى شخص واحد وهو ليس بالأمر الطبيعي نفسيا ولا اجتماعياً.

وأضاف فوزي، أن المسلسل يعمل على إظهار البطل بصورة إيجابية تجعل جميع المشاهدين يتعاطفون معه وقد وجدنا أثرها المباشر فى نفس يوم العرض حيث بدأ الشباب يلبسون نفس الملابس الغير لائقة وينزلون للشوارع، ويعيدون نفس المشهد للمعارك كما هي تماما وطبعاً سيكون لها الاثر السلبى والعدواني بين فئات المجتمع ورغبة كل منهما أن يثبت أنه يقلد شخصية جعفر الفتوة الذي لا يلجأ إلى القانون لحل مشكلاته ولكنه يقوم بضرب وسحل وإهانة أى شخص بقوته دون مرجعية قانونية وهو الأمر الذى يغيب عن المسلسل.

وأشار الى أن من اسوء ما ظهر فى المسلسل هو العمل على هدم القوة وعدم احترام الكبير وهو مخالف للعادات والتقاليد التى تربينا عليها ومخالف لتعاليم الإسلام حينما صفع جعفر أخوه الكبير أمام العائلة بسبب ضربه لزوجة الأول واعتماده القوة البدنية والعنف والبقاء للاقوى بشكل ظاهر وشديد مما يؤدى بالمجتمع إلى صورة سلبية وعدوانية يتقمصها جيل الشباب والمراهقين وللاسف يدفع ثمنها الشعب على شكل تحرش وعدوان وعنف.

جعفر العمدة ليس الأول.. الرقابة هى الحل والهدف تجارى

كما تحدثنا مع الدكتور “نادر رفاعي” رئيس قسم النقد السينمائي بأكاديمية الفنون فرع الإسكندرية حيث قال هذه لم تكن المرة الأولى التى يقدم فيها العنف فى الأعمال الدرامية التلفزيونية والحل فى تطبيق نظام التصنيف العمرى للمشاهد.

وأضاف أنه يجب أن يكون هناك دور رقابي للقنوات، وأرى أن المنع ليس هو الحل ولكن الأهم من المنع هو الحرص على إنتاج أعمال جيدة مثل مسلسل “تحت الوصاية”.

والذي استطاع أن يحقق نجاح كبير نقديًا وجماهيريًا دون أى مشهيات تجارية مثل هذه المشاهد التى يكون الغرض منها زيادة المشاهدات والترويج للعمل.

مرثا مرجان

رئيس قسم الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى