تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

طوفان الأقصى 31.. غزة مدينة الركام والمقاومة تدافع ببسالة

أتمت غزة شهرًا كاملا من الصمود، بينما تكرر قوات الاحتلال الفواجع كل يوم، وتكثف القصف الجوي والمدفعي والبحرى، الذي سوى أحياء كاملة بالأرض، حيث تجاوز عدد البنايات التي هدمها قصف الاحتلال ٢٥٠ ألف بناية، بين مساكن ومساجد وكنائس وحتى المستشفيات التي تم تخريبها جزئيا والمدارس والمخابز والأسواق التجارية، فقد حولوا غزة لمدينة من الركام.

اليوم ٣١ للحرب…! 

تجاوز عدد الشهداء ١٠٠٢٢ شهيد بينهم ٤٩٠٠ طفل و٢٥٠٠ امرأة، حيث قالت وزارة الصحة في غزة ومنظمات أممية: إن كل ساعة يقتل القصف ٦ أطفال و٤ نساء، وتجاوز عدد المصابين ٢٥٤٠٨ ألف مصاب، بخلاف المفقودين تحت الأنقاض الذين تجاوز عددهم ٢٦٦٠ بينهم أكثر من ١٢٧٠ طفلًا، ليصل اجمالي ما ارتكب من مجازر بحق العائلات الفلسطينية في غزة ٩٦٥ مجزرة، ولم تنه الأحداث بعد.

حيث ارتكب الاحتلال ١٩ مجزرة الليلة السابقة وحتى ظهر اليوم، راح ضحيتها ٢٩٢ شهيد، فلم يكتفي الاحتلال بقتل أكثر من ٥٢ شهيدًا بينهم ١٢ طفلًا في مخيم المغازي الليلة السابقة، فكشفت احصائيات اليوم عن ٥٠٠ شهيد وصلوا مستشفى الشفاء جراء الغارات الوحشية التي نفذها الاحتلال على مخيم الشاطئ، وقصفت كذلك مخيم الشابورة المكتظ بالسكان جنوب رفح ما أسفر عن استشهاد ٦ أشخاص من النازحين، وقصفت مخيمي البريج والشاطئ- وهو المخيم الأكثر ازدحاما في القطاع.

حيث وصف مسؤول بوزارة الصحة في غزة إن الاحتلال يمارس حرب إبادة وتطهيرًا عرقيا في القطاع منذ ٣١ يومًا، كما أكد مصدر حكومي في القطاع: إن الاحتلال قصف غزة بأكثر من ٣٥ ألف طن من المتفجرات منذ بداية العدوان، وأضاف: إن ٤٨٪؜ من الشهداء كانوا في جنوب غزة في المناطق التي أعلن الاحتلال أنها مناطق آمنة.

وفي الضفة استمرت اعتداءات الاحتلال على البلدات والمخيمات والقرى، فارتفع عدد الشهداء منذ صباح الإثنين حتى وقت كتابة هذا التقرير إلى ٨ شهداء، ما ارتفع بعدد الشهداء إلى ١٦٣ شهيدًا و ٢٢٥٠ مصاب منذ ٧ أكتوبر.

الأوضاع الإنسانية في غزة

استمر الاحتلال في تضييق الخناق على قطاع غزة وسكانه، فكثف قصفه للمخابز وضيق دخول شاحنات المساعدات، ما نتج عنه موجة من الجوع تضرب القطاع وأهله، حيث يشتهي قطاع كبير من السكان كسرة الخبز، فعلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من القطاع: “الوضع فاق كلمة كارثي، لا مواد تموينية لا ماء ولا خير، يارب لقد بلغت القلوب الحناجر… رحمتك فينا”. فيما قال آخرون: أن فقدان مصادر الخبز ويبكي أعين الرجال بسبب جوع أطفالهم. 

والحال لا يختلف كثيرا داخل مدارس الأونروا التي شهد المفوض العام للأونروا بعد زيارة  لبعض مدارس الأونروا على الوضع الإنساني فيها، وقال: إن مدارس النزوح مزدحمة جدا بشكل يدمي القلب، ويزداد الوضع كارثية حينما تعلم أنه تم قصف ٥٠ مدرسة كانت تؤوي نازحين، ما أدى لوفاة وإصابة العديد منهم، وذلك بشهادة النازحين أنفسهم، وأضاف: إن النازحين يفتقرون لشربة ماء وكسرة خبز، فبدلا من أن يهتم الطفل بتعليمه ومستقبله يسأل عن شربة ماء هو محروم منها منذ أيام. وفي تأكيد لحديث المفوض العام للأونروا رصدت عدسات وسائل إعلام الكثير من أهالي القطاع يملأون آنية المياة من البحر ويشربونها، بسبب عدم توفر المياة.

عن المستشفيات…!

أخرج الاحتلال أكثر من ١٦ مستشفى و٣٢ مركزا طبيا عن الخدمة، و استهدف ١١٣ مؤسسة صحية، من شمال غزة حتى الحدود المصرية جنوبا. وقتل ١٩٢ شهيدًا من الكوادر الطبية، ودمر ٣٢ سيارة إسعاف.

قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة: أن الاحتلال يشن حربا مسعورة على المستشفيات وسيارات الإسعاف في القطاع، حيث استهدف مباشرة مستشفى الصحة النفسية الوحيد بغزة ومستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال- الذي نجم عنه تدمير مختبر الأورام الوحيد في القطاع وقتل ٣ من الأطفال مرضى السرطان. كما استهدف مستشفى العيون والنصر للأطفال، وشن غارة وحشية على محيط مستشفى كمال عدوان- وقت كتابة هذا التقرير- ما أدى لسقوط شهداء وجرحى، وذكرت مصادر أنه استهدف ألواح الطاقة الشمسية في مستشفى الشفاء أيضُا، واستهدف محيط مستشفى القدس بقصف عنيف- وقت كتابة هذا التقرير، واستشهد ٤ نازحين وأصيب ٧٠ من النازحين والمرضى في مركز الأورام بعد قصف شديد في مناطق متاخمة له.

وأعربت وزارة الصحة عن أسفها جراء عجز المنظومة الصحية المنهار بالكامل في غزة عن إنقاذ حياة الجرحى والمرضى. حيث قال المتحدث باسم الأونروا: إن الوقود في المستشفيات على وشك الانهيار بما يعني حدوث كارثة محققة، وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان: المئات يواجهون الموت بسبب انهيار القطاع الصحي ونفاد الوقود.

وأطلقت المستشفيات صافرات الإنذار الأخير من نفاد الوقود، فقال مدير مستشفى الأندونيسي: بقي ٢٤ ساعة على توقف المستشفى بالكامل بسبب نفاد الوقود، وبعض أقسام المستشفى الحيوية توقفت بالفعل. ولم يختلف كثيرا عنه مدير مستشفى العودة في غزة الذي قال : نعاني نقصا شديدا في الأدوية، والمستشفى قد يخرج عن الخدمة في ٣٦ ساعة، بسبب نقص الوقود. وأضاف: إن ٨٠ % من المرضى في المستشفى هم من النساء والأطفال ونقوم بالمستحيل كي يستمر العمل لكن لا خيار أمامنا بعد نفاد الوقود. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: من المتوقع نفاد مخزون الوقود الخاص بمولد كهرباء مستشفى القدس خلال ٤٨ ساعة المقبلة.

وأكدت مصادر من داخل المنظومة الصحية أنه بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية اضطر أطباء لإجراء جراحات بدون تخدير وعلى أرضيات المستشفيات وفي الممرات بسبب تكدس غرف العمليات. وقالت هيئة الإغاثة الطبية الفلسطينية لشبكة “قدس” الإخبارية: إن ٥٥٠٠ طفل ولدوا في أكتوبر، وهم بحاجة للرعاية الطبية والتطعيمات في قطاع غزة. 

وناشدت وزارة الصحة العالم والأمم المتحدة للإسراع بتوفير ممر إنساني آمن وعاجل لإدخال المستلزمات الطبية والوقود وخروج الجرحى، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في مؤتمر صحفي: إن حديث الاحتلال عن الممرات الآمنة للنازحين هو إحدى أكاذيبه، فلا توحد ممرات آمنة لا للنازحين ولا الكوادر الطبية. وتابع: الممرات الآمنة التي يتحدث عنها الاحتلال ما هي إلا ممرات للموت.

معبر رفح

قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: إن إجمالي الشاحنات التي عبرت من القطاع خلا ١٧ يومًا ٥٢٣ شاحنة مساعدات، وهو العدد الذي كان يدخل القطاع في يوم واحد.

وحول إجلاء بعض الجرحى إلى مصر، اشترطت وزارة الصحة مرافقة سيارات الصليب الأحمر والأمم المتحدة لأي قافلة جرحى تخرج  من مستشفى الشفاء إلى معبر رفح، وطالبت جميع المعنيين بحقوق الإنسان توفير ممر إنساني آمن لضمان مرور المساعدات للقطاع، حيث “باتت المنظومة الصحية في غزة عاجزة تماما مع دخول العدوان شهره الثاني”- على حد تعبير المتحدث باسم وزارة الصحة.

مسير المقاومة

مع اشتداد لهيب المعارك بين المقاومة والعدو، أرسل المكتب الإعلامي لكتائب القسام رسالة قصيرة حملت صورة مؤسس حركة حماس الشيخ “أحمد ياسين”- كأنها مرسلة له- جاء محتواها: “ياسين، أثمر الغرس ولاح فجر التحرير”.

قال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام “أبو عبيدة”- على قناته على موقع التواصل الاجتماعي تليجرام: دمر مجاهدونا في محاور القتال خلال ٤٨ ساعة الأخيرة كليا أو جزئيا ٢٧ آلية عسكرية تابعة للعدو، كما دكوا القوات المتوغلة بعشرات قذائف الهاون، والتحموا في اشتباكات مباشرة مع قوات العدو وأوقعوا فيها خسائر محققة.

كذلك خاضت كتائب القسام اشتباكات عنيفة مع العدو شرق حي الزيتون، وقصفوا تجمعنا للجنود قرب “إيرز” بقذائف الهاون. ونفذوا إغارة على قوات العدو المتمركزة شمال غرب غزة ودمروا ٥ دبابات للعدو بقذائف ال”الياسين١٠٥”.

وواصلت القسام رشاقتها الصاروخية على “تل أبيب وإسدود ومالخية”، ردًا المجازر الصهيونية في حق المدنيين في غزة. وقصفت كتائب القسام- لبنان مستوطنة “نهاريا” وجنوب حيفا شمال فلسطين المحتلة بنحو ١٦ صاروخًا، ردًا على مجازر الاحتلال بحق المدنيين.

وعن سرايا القدس أعلنت الكتائب أنها دمرت آلية صهيونية بعد استهدافها بعبوة موجهة لاصقة، وقذيفة RPG عند الساعة الثالثة والنصف عصرًا، وعرضت عبر قناتها لى تليجرام مشاهد لمقاتليها في سلاح المدفعية يدكون بحمم الهاون المواقع العسكرية وآليات العدو المتوغلة في محور جنوب غزة ومحور شمال غرب غزة وشمال القطاع. كما أعلنت استهداف التحشدات العسكرية لآليات وجنود العدو في “تلة القاط” شمال غزة وغرب موقع “إيرز”، واستهدفت قوة مشاة مترجلة في منطقة السموني وأخرى في منطقة المقوسي بمدينة غزة بعشرات قذائف الهاون.

.

وأعلنت السرايا استهداف تحشدات العدو في محيط موقع صوفا برشقة صاروخية مركزة، وقصف موقعي “الكاميرا” و”كيسوفيم” وكيبوتس “كفار سعد” برشقات صاروخية مركزة، ردا على استهداف المدنيين.

وفي الضفة الغربية نفذ انتحاري عملية طعن ضد مجند ومجندة من قوات العدو، لكنه سقط شهيدًا بعد إطلاق النار عليه، واشتبكت مجموعات من الشباب مع قوات العدو في عدد من نقاط التماس التي زادها الاحتلال في الفترة الأخيرة لتصبح أكثر من ٧٥٠ نقطه.

ونفذت القوات الخاصة الصهيونية عملية اغتيال ضد أربعة من شباب المقاومة عند مدخل مخيم طولكرم، بعد استهداف مركبة كانوا يستقلونها بصليات كثيفة من الرصاص، وكان من بين الشهداء “عز الدين عواد”- قائد كتائب القسام في طولكرم، و “جهاد مهراج شحادة”- قائد قوات الرد السريع لكتائب شهداء الأقصى في البلدة. 

ومع حلول الظلام كان الحدث الأعلى سخونة في طولكرم، حيث اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مخيم طولكرم، وتصدت لها كتائب المقاومة وعلى رأسها “كتيبة طولكرم” في سرايا القدس التي قالت عن الاشتباك: يخوض مجاهدونا عمليات تصدي ومواجهة واسعة على كافة محاور الاشتباك بكل قوة واقتدار محققين الإصابات المباشرة في صفوف العدو. واستهدف المقاومون قوات الاحتلال بعبوات شديدة الانفجار قرب مخيم طولكرم، وصدحت مكبرات الصوت بالمساجد بالدعوة للتصدي لقوات الاحتلال.

واستهدفت قوات الاحتلال مخيم الكهرباء الرئيسي في المخيم، فانتشرت النيران حتى وصلت عيادة وكالة الغوث، وعمد الاحتلال إلى تدمير البنية التحتية للشوارع في المخيم، لكن كتيبة طولكرم أعلنت إيقاع قوة راجلة على محور المربعة بكمين محكم، فاستهدفتها بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة.

وفي الشمال استهدف حزب الله آليات عسكرية في موقع البياض العسكري وأصابها، والتجهيزات الفنية في موقع الراهب ودمرها، وكذلك موقع الضهيرة، واستهدف مستوطنة “كريات شمونة” بصواريخ جراد “كاتيوشا”.

أما العراق وسوريا؛ فقد صرح متحدث باسم “البنتاجون” لقناة فوكس نيوز: أن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط تلقت ٣٨ هجومًا منذ ١٧ من الشهر الماضي. وقالت مصادر: إنه تم استهداف القوات الأميركية في قاعدة القرية الخضراء العسكرية في سوريا بالمسيرات الانتحارية.

الشارع الصهيوني 

مع إحماء وطيس المعركة البرية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي: أن “جالانت” يوافق على خطط إضافية للعملية البرية في غزة. 

وعلى المستوى الاقتصادي تراجعت عائدات نحو نصف الشركات الإسرائيلية بشكل كبير منذ بدء العدوان على غزة، وتواجه مئات الشركات خطر الإفلاس، بسبب غياب العمالة لاستدعائهم في التجنيد.

وقد قررت عائلات الأسرى لدى حماس- الأحد- نصب خيام قبالة الكنيست، والتظاهر كل سبت.

فيما نشط الإعلام الصهيوني في ترويج الكذبة الصهيونية بوجود مخازن أسلحة وأنفاق تحت المستشفيات، وشدد على ضرورة إقناع العالم بذلك مع مواصلة القصف عليها. علما بأن وزارة الصحة في غزة نفت تك الكذبة تماما وأعلنت دعوة عامة لكل المنظمات الحقوقي لزيارة كافة مستشفيات القطاع، وفي المواقع  التي عرضها .

الشارع العربي والعالمي 

استمرت المظاهرات الغاضبة في كل شوارع ومدن العالم تقريبًا لمناهضة العدوان على غزة، وصعد الأردن حالة الغضب فأعلن حالة إضراب عام بسبب مجازر الاحتلال.

وانضمت إفريقيا لقافلة الدول التي استدعت بعثاتها الدبلوماسية من إسرائيل لتقييم علاقتها بها، وذلك بعد طردها لممثل الاحتلال من قمة الاتحاد الإفريقي، وذلك بسبب المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى