تقرير

في ذكرى ميلاده.. تعرّف على أبرز المحطات في حياة ريحانة القراء

تمر علينا اليوم ذكرى ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي صاحب الصوت الخاشع، الذي ترك بصمة في تاريخ إذاعة القرآن الكريم، ووضع اسمه بين عظماء القراء في تاريخ قراء العصر الحديث.

تميز الشيخ المنشاوي بإتقانه وخشوعه، وتمتعه بصوت ذي مساحات واسعة، ومقدرة على التنقل بين المقامات بشيء من الخشوع الذي يلامس شغاف القلوب، وكان المنشاوي من القراء الذين تميزوا بالجمع بين التلاوة داخل الاستوديو، وفي المحافل الجماهيرية على قدم المساواة في الجمال والخشوع بما لا يطغو أحد منهما على الآخر.

وفي هذا الصدد يرصد موقع وجريدة “اليوم” أبرز المحطات في حياة الشيخ المنشاوي

مولده ونشأته

ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي في قرية المنشاه التابعة لمحافظة سوهاج، ونشأ في بيت قرآني، حيث حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، وكان أبوه الشيخ صديق المنشاوي أيضا قارئًا للقرآن الكريم، هذا بالإضافة إلى جده تايب المنشاوي، وكذلك شقيقيه الشيخ أحمد صديق المنشاوي، والشيخ محمود صديق المنشاوي، ولكثرة القراء في هذا البيت أطلق عليهم المدرسة المنشاوية، رحل إلى القاهرة مع عمه القارئ الشيخ أحمد السيد فحفظ هناك ربع القرآن في عام 1927 ثم عاد إلى بلدته المنشاة، وأتم حفظ ودراسة القرآن على مشايخ مثل محمد النمكي، ومحمد أبو العلا ورشوان أبو مسلم الذي كان لا يتقاضى أجرًا على التعليم.

تلاوته للقرآن

تميز الشيخ المنشاوي بالخشوع في التلاوة، حتى أنه أطلق عليه الشيخ الباكي، ومن الروايات التي يحكيها الأجداد بالتواتر أن الشيخ المنشاوي كان دائمًا ما يلبس نضارة سمراء، والسبب في ذلك يعود إلى أنه كان كلما يقرأ القرآن يبكي، فينقطع عن التلاوة، فيعاود القراءة، وهكذا دواليك، لذلك كانت قراءته يطغو عليه الإحساس المرهف، والأنين..ففي تلاوة سورة الفجر، عند قوله تعالى: وجايء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي” تلاها الشيخ من مقام الصبا، وهو مقام يعبر عن الحزن والأسى، بدا فيها الشيخ بشيء وكأنه ييكي من فرط صعوبة المعاني التي حوت الآية.

سجل القرآن الكريم في ختمة مرتلة تذاع في إذاعة القرآن الكريم، وكذلك له ختمة مجودة، هذا بجانب المحافل في مصر وخارجها، تلا القرآن في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي كالمسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس، وزار عددًا من الدول الإسلامية كالعراق واندونيسيا وسوريا والكويت وليبيا وفلسطين والمملكة العربية السعودية.

عائلته

تزوج الشيخ صديق المنشاوي مرتين، فأنجب من الزوجة الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وكان من جميل القدر أن توفت زوجته الثانية في بيت الله الحرام، وهي تؤدي مناسك الحج، وذلك قبل عام من وفاته.

مرضه ووفاته

في عام 1966 أصيب المنشاوي بمرض دوالي المريء، وذلك في عام 1966، ولم يغب القرآن عن حياته، فمكث يتلو كتاب الله حتى فارق الدنيا، وذلك في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ الموافق 20 يونيو 1969.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى