مقالات

عصام النجار يكتب : «هوس الترند»


ابتلي المجتمع المصري في هذه الآونة بمرض شديد الخطورة ؛ باتت أعراضه تتجسد في مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا.

عادات المجتمع وتقاليده كانت بمثابة رواسخ لا تزلزلها الرياح العاتية ؛ ولا تحركها المتغيرات الدخيلة علينا ؛ وظلت قيمنا قوية رغم احتلالنا لعقود طويلة من حضارات مختلفة.
وظلت لغتنا العربية ولهجتنا المصرية ثابتة لا تتغير، وربما مرد ذلك أيضا كون الأزهر الشريف منارة الاسلام والراعي الرسمي لتلك المبادئ والأخلاق .
فشل المحتلون في تغيير هويتنا التي انتصرت علي كافة آلات الحرب طوال سنوات الاحتلال وتعاقب افكار المحتلين .
إلا أن تلك المبادئ تكاد أن تندثر عندما نجحت حروب الماسونية العالمية في اختراق تلك القيم وهدم ثوابت المجتمع .
فعندما تجد فتاوي يقودها علماء – قدوة المجتمع ومنارته – وهي لا تمت بصلة إلي الواقع لمجرد حصد اعجابات وتعليقات وإثارة الجدل علي مواقع التواصل الإجتماعي .
وعندما تجد الناس مختلفون على الصلاة علي أعظم الخلق سيدنا محمد ومنهم من يراها بدعة ومنهم من يراها مضيعة للوقت ومنهم من يراها اساسا لحل مشاكلنا ؛ فإذا كانت الدولة نفسها بكل أجهزتها ومؤسساتها الدينية هي التي أقرت ذلك فور الانتهاء من خطبة الجمعة وتراها منجاة من ضيق الحال وتبديلا للأحوال ورفعة لشأن البلاد فلماذا إثارة الجدل في قواعد ثابتة لا محل لها في الخلاف .
كما تري المواقع تشتعل لقضايا تافهة لا ترقي لمجرد الحديث مثل طلاق المطربة الشهيرة من زوجها فلان وعودتهما مجددا وقصة حب الممثل فلان مع الممثلة فلانة، والفنان فلان الذي يثير الجدل بملابسه التي تتعارض مع قواعد المجتمع ونواميس الحياة والفنان الشهير الذي يغتر بأمواله ويستفز الفقراء .
الأغرب من كل ذلك المحتوى غير الأخلاقي الذي تلجأ إليه الفتيات والسيدات علي مواقع التواصل الاجتماعي لتحظى بالقدر الكبير من المعجبين وتتصدر قوائم البحث علي الانترنت وحصد حفنة من الدولارات.
كل هذا ليس إلا دليلا على إصابة المجتمع بمرض الترند، وما أشد خطورة ذلك علي ثوابتنا واخلاقنا ومجتمعنا .
ياسادة عودوا إلي صوابكم فكل هذا مجرد فرقعة سرعان ما تنتهي ولا يبقي سوي قيم المجتمع وثوابته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى