مقالات

الصعيد.. جسد منهك يسترد عافيته..وجيل يعيش حياة كريمة.. «طهطا» نموذجًا

بقلم: علاء عبد الحسيب

سنوات طويلة من الظلام عاشها أبناء الصعيد، يبحثون فيها عن شعاع ضوء، يحلمون بتنمية هذا الإقليم، الفقير إداريًا، الغني بالثروات والخيرات.. ينادون بالمساواة والعدل في

منظومة الخدمات بالمناطق المركزية والقريبة من صناع القرار، حتى بحت أصواتهم، وأصبحوا لا يقوون حتى على المطالبة بالحقوق، إلى أن تبدلت الأحوال، واندلعت ثورات وانتفاضات، ورحلت أنظمة، إلى أن أصبحت مصر تُدار بعقلية قيادة واعية وحكيمة، قيادة تسعى لتحقيق العدل والمساواة بين أبناء الوطن الواحد، وتتبنى مبادرات عظيمة ومشروعات قومية، توفر «حياة كريمة» لمواطنيها، قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

في الصعيد، يمكننا الآن القول بأن الحال تغير للأفضل، فقد بدأت الدولة إنشاء مشروعات قومية وتنموية عملاقة في كافة المجالات، وأصبح في الصعيد مبادرات قومية أطلقتها الدولة لتخفيف المعاناة عن أهله، والارتقاء بمنظومة الخدمات الأولية التي ظل يعاني من فقدانها أبناء هذا الإقليم سنوات طويلة، وقد بدأت الدولة بالحدث الأهم، وهو إطلاق البرنامج القومي لتطوير الريف المصري «حياة كريمة» بالقرى الأكثر فقرًا –وما أكثرها – وبدأت العديد منها ترى النور بعدما شرعت الأجهزة المعنية تنفيذ أعمال العشرات من المشروعات الخدمية من مؤسسات خدمية وشبكة صرف صحي، وتطوير مداخل وطرق وبنية تحتية، وقد كانت مدينة «طهطا» شمال محافظة سوهاج نموذجًا ودليل في احتضان مثل هذه المشروعات.

في هذه المدينة التي يطلق عليها اسم «بلد العلم والعلماء» بدأت الدولة وضع العديد من برامج المشروعات المقرر تنفيذها الفترة المقبلة، ضمن برنامج حياة كريمة، وخصص لها مؤخرًا أكثر من مليار جنيهًا لتطوير المشروعات القائمة، تطوير مداخل العديد من قرى المدينة، بدء تنفيذ عشرات المشروعات الخدمية، كمكاتب البريد ونقاط الإسعاف والمطافي، والمراكز الطبية والمدارس بكل مراحلها، بعشرات القرى، كما تم تحديد أكثرمن موقع لبدء تنفيذ أعمال شبكات الصرف الصحي بعدد من هذه القرى، إضافة إلى تحديث قرابة 280 ألف كارت ذكى للمستحقين من برنامج تكافل وكرامة بأبناء هذه المحافظة، وتطوير الوحدات الصحية ومراكز الشباب وإدخال مرافق الغاز الطبيعي، ورفع كفاءة محولات الكهرباء وخطوط مياه الشرب.

ولا ننكر فإن دور مؤسسات المجتمع المدني الوطني بهذه المشروعات، في دعم المناطق المحرومة وإعادةتأهيل المنازل القديمة بتلك المناطق الفقيرة، والمساهمة في إجراءات تركيب المرافقوالخدمات، والمشاركة في المبادرات القومية والطبية التي تنفذها الدولة المصرية ضمنبرنامج تطوير الريف المصري، خطوة تستحق الإشادة والتكريم للقائمين علىهذه المؤسسات، يضاف إليها الجهد الكبير الذي تبذله الأجهزة المحلية بمحافظة سوهاج والتي يديرهاالنشيط اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، والسيدة النشيطة فريدة سلام رئيس الوحدة المحليةلمركز ومدينة طهطا، من تذليل العقبات أمام الجهات المنفذة لهذه المشروعات، وخروجالبرنامج القومي لتطوير الريف المصري «حياة كريمة» بالشكل المشرف.

ولقد كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتنمية الصعيد واضحة في هذا الشأن، ومترجمة بقراره بإنشاء جهة مختصة تشرف على منظومة المشروعات في منطقة الصعيد تحت اسم «هيئة تنمية الصعيد»،تكون مسئولة عن متابعة أعمال المشروعات التي تنفذها الدولة المصرية في الصعيد بالتنسيقمع الأجهزة والوزارات المعنية، على رأسها حزمة المحاور الرئيسية للطرق والكباري بجميعالمحافظات، وكذلك متابعة أعمال برنامج تطوير الريف المصري «حياة الكريمة» الذي تنفذهالدولة المصرية في معظم قرى محافظات الصعيد، وتحقيق التنمية المستدامة بعدد من المناطق المحرومة.

ومما لا شك فيه فإن الانتهاء من تنفيذ هذا البرنامج القومي لحزمة هذه المشروعات، يخفف المعاناة عن أبناء هذا الجزء الغالي من الوطن خاصة، وأن هذه المشروعات القومية كان يحتاجها الصعيد بفارغ الصبر، وربما بدء أبناء هذا الإقليم استشعار هذا الجهد الكبير الذي تبذله الدولة في هذا المكان، لكنهم لا زالوا ينتظرون المزيد من التطوير، والارتقاء بكل الخدمات المقدمة لأبناء هذا الوطن، في ظل قيادة سياسية حكيمة وعادلة تحرص دائمًا على تحقيق الشفافية في ملف التطوير بكل أراضي هذا الوطن العظيم .. حفظ الله مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى