تقارير و تحقيقات

الميت اشتكاني للشرطة.. عم محمد ينعى الأموات علي الطريقة الفرعونية بملوي

دعاء علي

المناداة هي أقدم وسيلة من وسائل الإعلان، وكان قدماء المصريين يستخدمونها في الإعلان عن قرارات الملك، أو منتج جديد وما شابه ذلك من الاإعلانات.

ولا زالت مدينة ملوي بالمنيا، تتمسك وتحتفظ بتلك الوسيلة منذ القدم، فهي مهنة عم محمد عبدالله (منادي الميتين) كما يُطلق عليه أهل المدينة.

وإلى الحوار:

بداية المهنة

قال عم محمد، “بدات عملي بمهنة المنادي، منذ اربعون عاما 1980، ماشيا علي قدمي أو راكب حمار، وكنت استأجر عربة حنطور وميكروفون وبطارية، الي أن رزقني الله بعد 15 سنة واشتريت العدة وبقت بتاعتي”.

وأضاف: اطوف خمسة وسبعون قرية تابعة لمركز ملوي، من اقصي شمالها الي الجنوب، بالإضافة الي قري شرق النيل، ولذلك لن يستمر معي حنطور اكثر من 6 سنوات، واشتري اخر غيره.

 صوتي يُذكر الناس بالموت

ضحك عم محمد عندما سألته عن موقف الناس منك، قال الناس يتشاءمون عند سماع صوتي، وانا اطوف وانعي  الاموات، وكأن صوتي هو الذي يُذكرهم بالموت، ما كلنا هانموت، (انا مسجل شريط بصوتي لنعيي يوم وفاتي)

استطرد: مهنتي ليست مقتصرة علي نعي الموتي او التذكير بموعد العزاء، لكنها تتطرق الي الاعلان عن منتجات الشركات أو طفل تائه أو اشياء مفقودة مثلا، او تنبيه لميعاد افتتاح محلات تجارية.

يُشير عم محمد، في الشهور الماضية عندما فرضت الدولة حظر التجوال، علي المواطنين بسب فيروس كورونا، كنت اتجول بمكبر الصوت، لتنبيه الناس بمواعيد الحظر، ومواعيد غلق المقاهي والمحال التجارية، مشاركة مني لرجال بندر ملوي وبدون مقابل (لوجه الله).

يضيف، مسألة الاجر تقديريه اتركها للناس، خاصة في حالات الموت، كل واحد حسب مقدرته، فهناك من يدفع مائة واخر يدفع مائتين وغيرهم يدفع ثلاثمائة جنيه، ولن اشترط عليهم.

مقلب لن أنساه

تذكر عم محمد موقف ضاحكا، “مرة واحد جالي  زمان، الصبح وخبط عالباب، وقالي عايزك تنادي علي فلان، واداني ورقة بتسم الميت وفلوس، وميعاد الجنازة وعنوان بيتهم، واتضح انه عايز يعمل مقلب في الراجل، لكن انا اللي شربت المقلب”

لن انسي هذا الموقف ماحييت، حيث توجه المتوفي واشتكاني للشرطة، ولولا سعة صدر رجال الشرطة لكنت حجزت بمركز الشرطة تلك الليلة، فكان يتوجب علي في حالات الوفاة، ان اتثبت وأتحقق من شخصية الرجل الذي اعطاني الورقة والنقود، ولكن قدر الله وماشاء فعل، حصل خير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى