تقارير و تحقيقات

(الفول المدمس) عميد المائدة المصرية في سحور رمضان

كتبت / مروة راضى
تصوير / مصطفى الجنيدى

أكلة شعبية يشترك في أكلها الفقراء نظراً لرخص ثمنها وأيضاً الأغنياء لما فيها من عناصر غذائية كبيرة، يزيد الطلب عليها في شهر رمضان الكريم وخاصة وقت السحور تمكن الصائمين من صوم ساعات طويلة دون الشعور بالجوع والإرهاق فيطلق عليها “مسمار المعدة” وهي (وجبة الفول).

ومن حب المصريين للفول فقد ضرب به الأمثال مثل (فهمت الفولة) دليل على معرفة سر معين ، وأيضاً المثل المعروف ( كل فولة وليها كيالها ) كناية عن الشئ مهما بلغ رفضه من أحد فله صاحبه الذي يطلبه.

ولصنع طبق الفول طريقة أن يوضع الفول الناشف بعد تنقيته من الحصى فى قدرة، ويوضع معه الماء بمقدار مناسب، ويترك على نار هادئة طوال الليل تقريبا، ومن يشتريه يضع عليه الزيت والليمون أو الزبد”.

طبق فول بنكهة وطنية:

وهنا كان “اليوم الإخباري” على موعد مع طبق الفول من داخل أشهر مطاعم الفول في بولاق، حيث نجد الشاب القبطي “مينا” صاحب مطعم الراعي كعادته يستقبل زبائنه كل عام من مسلمين ومسيحيين، تلك الصنعة التي توارثها عن أجداده، إلا أن شهر رمضان بمثابة موسم يزدهر فيه عمل المطعم، وتتسع فيه قائمة المبيعات نظراً لإقبال الصائمين على شراء الفول ليكون ضيف مائدتهم الرمضانية،

يستعد مينا مع عماله منذ الصباح في إعداد الفول من تجهيزه وطهيه ثم بيعه للصائمين حتى قبيل أذان الفجر ، وفي جولة مع بائعي الفول نجدهم يفتخرون بأنفسهم بتوارثهم هذه المهنة عن أجدادهم وآبائهم ، فهم يستعدون بتجهيز الفول قبل ساعات الإفطار ثم يقومون ببيعه من بعد صلاة العشاء إلى أذان الفجر، كما يرجع زيادة الطلب والإقبال عليهم بشكل كبير إلى توكلهم على الرزاق وإتقانهم لعملهم والحفاظ على نظافة أدواتهم.

طبق المصريين المفضل:

وأضافوا أن الفول هو أكلة شعبية خاصة بمصر كلها فهي وجبة المصريين المفضلة ، فهي تعد من الأساسيات التى لايمكن الاستغناء عنها في شهر رمضان الكريم مثلها مثل البلح والياميش، أما عن الإقبال على الشراء فهو لم يعد كالسابق فأصبح الإقبال أقل من السنوات الماضية.

” محمد على ” أحد زبائن مينا ومن المترددين على مطعم الراعي يقول لـ” اليوم”، متعود دايما أفطر فى الأيام العادية عند مينا فى المطعم، أما فى رمضان بقى لازم نتسحر عنده، بنتجمع أنا وأصحابي عند مينا يوميا لازم نتسحر عنده، الفول بتاعه ليه طعم مختلف عن أي حد تاني فى بولاق والناس هنا عارفة الكلام دا كويس، دا غير بقى الطعمية، والباذنجان أبو دقة والسلطة، فعلا الموضوع مختلف مش مجرد سحور وبس.

اللمة عند مينا ليها طعم تاني:
كما أضاف ” محمود حسين ” اللمة عند مينا ليها طعم تاني وشكل الناس اللي داخلة وخارجة مبهج جدا ومش هتلاقيه عند أي حد تاني غير عند ” الراعي ” أكلهم حلو وليهم نَفَس مميز فى أكلهم زى تحويجة الفول وتتبيلة الدقة ، وأنا متعود آكل الفول من عندهم ودايما سحورى هنا .

ولقد أبدع بائعي الفول في تقديم أطباق الفول فمنه الفول بالزيت والليمون والفول اإاسكندراني والفول بالزبدة أيضا والفول بالبيض والفول بالزيت الحار.

يذكر انه توجد رواية ترجع لأصل تسمية ” الفول المدمس ” للعصر اليوناني فقد كانت تنتشر في مصر الحمامات الشعبية، التي لا زال موجود بعضها إلى الآن ، وكان رجل يونانى يدعى «ديموس» يمتلك أحد هذه الحمامات التي يتبعها دائماً مستودع لحرق القمامة من أجل تسخين المياه فى الحمام.
وفكر ديموس ذات يوم فى إستغلال تلك الحرارة الناتجة عن حرق المخلفات والقمامة فى تسوية الفول، فقام بوضع قدرة الفول بعد غلقها جيدا فى تلك الصهاريج حتى تنضج، وبالفعل كانت النتيجة مبهرة، الأمر الذى انتشر بين المصريين وقتها، وأطلقوا على تلك الطريقة فى تسوية الفول «مدمس».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى