قاتل بـ 2 جنيه ولا يوجد له مصل .. محلات المبيدات تتحدى الزراعة وتبيع حبة “حفظ الغلال” والمسؤولون: لا يوجد بديل
برغم التحذير من خطورتها واستخدام الكثيرين لها فى الإقدام على الانتحار في السنوات الأخيرة، إلا أنها متوفرة ومتداولة فى العديد من محلات المبيدات المنتشرة على مستوى الجمهورية، وتحتاج الى تكاتف الأيدى من كافة الوزارات وخاصة وزارة الزراعة لمحاربتها.
“حبة حفظ الغلال ” أو ” فوسفيد الألومنيوم” كما يطلق عليها كميائياً، كانت سبباً فى تقديم بعض أعضاء مجلس النواب خلال الأيام الماضية طلبات إحاطة لوقف استيرادها من الخارج، واجتمعت لجنة الزراعة والري وأصدرت عدداً من التوصيات لمواجهة استخدام تلك الأقراص.
لماذا تم رفض منع استيرادها من الخارج ؟ وهل هناك بدائل لها ؟ ولماذا يتم تداولها بمحلات المبيدات برغم حظر بيعها؟ وما هى الدول التى تنتجها والشركات التى تستوردها ؟.. ذاك ما نتطرق له في التحقيق التالي..
تباع فى أمكان محددة وتستخدم تحت اشراف وزارة الزراعة:
قالت الدكتورة هند عبداللاه، مدير المعمل المركزي لتحليل متبقيات الميبدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، التابع لمركز البحوث أن أقراص “حفظ الغلال” يستخدمها المزارعون لمكافحة آفات الحبوب وخاصة القمح بعد تخزينه، والمادة الفعالة به هي مادة فوسفيد الألومنيوم 57 % يتم وضعها مع الحبوب، وينبعث منها غاز يحافظ علي الحبوب من السوس والحشرات والقوارض، وغيرها وتستخدم بمعدل 3 أقراص لكل متر مكعب .
وأضافت “هند” أن هناك بروتوكولات معينة لإستخدام تلك الأقراص عند وضعها مع الغلال، وكذلك يتم وضعها بطرق معينة تكون تحت اشراف وزارة الزراعة، لأن تلك الأقراص محظور بيعها في محلات المبيدات وهناك أماكن محددة لبيعها وبكميات معينة، لأنه يتم استيرادها من شركات خاصة تحت اشراف وزارة الزراعة وبكميات معينة وأبرز الدول التى يتم الإستيراد منها الهند والبرازيل .
لا يوجد بدائل لحبة “حفظ الغلال “
وفى السياق نفسه قال المهندس محمد اسماعيل، مدير عام الإدارة العامة للتوعية والإرشاد بوزارة الزراعة، أن أقراص حفظ الغلال نوع من أنواع المبيدات الحشرية وأثبتت فاعليتها فى حفظ الحبوب مثل القمح والفاصوليا والفول والعدس وغيرها وتستخدم تحت اشراف وزارة الزراعة لأنه لا يوجد بدال لها، ومحظور بيعها فى محلات المبيدات .
وعن وجودها فى محلات المبيدات قال بأن الوزارة تقوم بحملات تفتيشية بصفة دورية، ويتم تحرير محاضر لمن يتم ضبطها لديه كما تحارب الوزارة من أجل ذلك، لأنها تباع فى اماكن تحددها الوزارة وتحت اشرافها، للحفاظ على الصحة العامة حتى لا يتم استخدامها فى أغراض اخرى .
شديدة السمية ولا يوجد مصل مضاد لها
ومن جهته قال الدكتور مصطفى ابراهيم أستاذ الكيمياء بكلية العلوم جامعة الأزهر الشريف، أن أقراص الحبوب، أو حبة حفظ الغلال كما يطلق عليها المزارعين تنتج غاز سام جداً وهو غاز “الفوسفين” ويسبب الوفاه ولا يوجد هناك مصل مضاد له، ويجب أن تستخدم تحت اشراف متخصصين، وأن يتم تداولها فى أماكن مخصصة لها، ولكن هذا لا يحدث في الواقع، فهي منتشره فى محلات بيع المبيدات بدون رقابة عليها.
الوزارة حظرت بيعها ولكن هناك طلب عليها من الفلاحين
كما قال أحد أصحاب محلات المبيدات “تحفظ على ذكر اسمه” أن أقراص ” سيلفوس 75% ” نوع من أنواع المبيدات الحشرية يستخدمها المزارعين فى حفظ القمح عند تخزينه، ويتم استيرادها من الهند والبرازيل، ويحتوى الأنبوب على 20 قرصاً سعر القرص قطاعي 2 جنيه، يجب الحذر عند استخدامها لأنها سامة جداً كما هو مدون على الأنبوب بأنها مادة سامة جداً، ويجب أن تحفظ بعيداً عن متناول الأطفال.
أما عن حظر بيعها فى المحلات قال ان الوزارة فعلا حظرت بيعها ولكن هناك طلب كبير عليها من الفلاحين ولا يوجد بديل لها لحفظ الحبوب .
عبدالرزاق مبروك أحد الفلاحين بمحافظة القليوبية، قال أن حبة حفظ الحبوب يستخدمها المزارعون لحفظ القمح عند تخزينة ويتم وضع قرص فى كل “جوال” ويتم شرائها من محلات المبيدات سعر القرص 2 جنيه، وعن خطورتها قال ” كل المبيدات خطيرة ” .
الجدير بالذكر أن لجنة الزراعة والري بمجلس النواب كانت قد اجتمعت خلال الاسبوع الماضي وأدرجت عدداً من التوصيات الهامة لمواجهة استخدام الأقراص المستخدمة في تخزين الغلال “حبة الغلة ” في الانتحار.
وأكدت اللجنة في توصياتها، على تفعيل الضوابط التي اتخذت من قبل لجنة المبيدات الزراعية فيما يخص تقنين استخدام الأقراص المستخدمة في تخزين الغلال، وتشديد الرقابة على محلات المبيدات وغيرها من المحال التي تبيع تلك الأقراص، و تكثيف الحملات من جانب وزارة الزراعة والصحة لتقنين استخدام تلك الأقراص .
