غير مصنف

كتب تاريخية تتنبأ بـ «كورونا».. و الأصل افتكاسات من «هبيدة» السوشيال

إسراء عبدالفتاح

في ظل الأزمة التي تجتاح العالم، و ظهور فيروس كورونا المستجد الذي فتك بعدد كبير من الأرواح حول العالم، تداول عدد كبير نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي بمختلف أنواعها، منشور نسبوه لعالم تاريخي يُدعى أبي علي الدبيزي، وذلك بتاريخ 565هـ ، على أنه مؤلف كتاب بإسم «عظائم الدهور» والذي تنبأ فيه بحدوث وباء الكورونا وما سيحدث من أحداث.

قصة الكتاب لأبي علي الديبيزي:

كتاب عظائم الدهور ليس الشائعة الأولى لتنبأ كاتب بفيروس كورونا، فسبق أن اختلق رواد السوشيال ميديا قصة وهمية عن كاتب يدعى إبراهيم بن سالوقية، وأنه تنبأ بفيروس كورونا في كتابه أخبار الزمان.

والبداية كانت أيضًا حينما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات نسبت لهذا الكتاب منها: «حتى إذا تساوى الرقمان (20=20) وتفشى مرض الزمان منع الحجيج واختفى الضجيج واجتاح الجراد وتعب العباد ومات ملك الروم من مرضه الزؤوم وخاف الأخ من أخيه وصرتم كما اليهود وكسدت الأسواق وارتفعت الأثمان فارتقبوا شهر مارس زلزال يهد الأساس ويموت ثلث الناس».

تقاليع السوشيال ميديا
تقاليع السوشيال ميديا

و رغم زيف الكتاب، وزيف الكلمات،  إلا أن عددًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعى ما لازالوا يتداولون المقاطع المزيفة والمنسوبة للكتاب الوهمي، على إنها حقيقة، رغم عدم وجود عنوان للكتاب أو اسم لمؤلف بنفس الأسماء السابقة، فلا يوجد شخص اسمه “أبى على الدبيزى” فى التاريخ الإسلامى، وأن كل ما يقال بأنه هو مؤرخ عربى شهير، لديه العديد من المؤلفات أو الكتب، عارِ عن الصحة، كما أن النص المنتشر “ركيك” لا يتفق مع الفترة الزمنية التى يزعم أن الكتاب يعود إليها، كذلك فإن عنوان الكتاب غير متسق، فما معنى عظائم الدهور، ربما لو كان اسمه “عظائم الأمور” كنا قد تفهمنا الأمر بعض الشيء.
وبحسب زعم المقولة التي تم تداولها بشكل واسع في عدد من الدول العربية دون التحقق من صحتها.

تقاليع السوشيال ميديا
تقاليع السوشيال ميديا
أستاذ تاريخ و حضارة: الكتب المتداولة على السوشيال ميديا لا يوجد لها أي سند تاريخى

من جانبه أكد الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، على أنه لم يسمع من قبل عن مؤرخ عربى بهذا الاسم (أبى على الدبيزى) كما أنه لم يسمع عن كتاب من كتاب بعنوان “عظائم الدهور”، مشيرًا إلى أن ما يتم تداوله عار تمامًا من الصحة
وأضاف فؤاد، خلال لحديثه لـ «اليوم»، أن جميع المصادر العربية القديمة وكتب التاريخ والتراث الإسلامي، لم تعتمد على التاريخ الميلادى من الأساس، وأى أقاويل تنسب لكتب تراثية عن أمور بالتاريخ الميلادى لا قيمة لها بتاتا، موضحًا أن البعض يتداول أسماء لكتب أسطورة ومجهولة ولا يوجد أي سند تاريخى أو إثبات على وجودها من الأساس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى