أخبار

ليلة القدر.. ما قصة الـ”ألف شهر” المذكورة في الآية وكيفية الفوز بها ودعاؤها المأثور؟

يجتهد المسلمون طوال شهر رمضان المبارك في فعل الطاعات والأعمال الصالحة ولا سيما العشر الأواخر من رمضان؛ لأن بها ليلة، العبادةُ فيها خير من عبادة ألف شهر.

يتحرى المسلمون فى العشر الأواخر من شهر رمضان ليلة القدر، التى وصفها المولى – سبحانه وتعالى- بأنها خير من ألف شهر.

وليلة القدر تعنى المغفرة وقبول الأعمال والعتق من النار، والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهرٍ، وفيها تنزل الملائكة إلى الأرض يسلمون على المؤمنين الصائمين، ويستغفرون لهم.

ودعا الله، المسلمين، إلى الاجتهاد فى العبادة والاستزادة من عمل الخير من صلاة واستغفار وقراءة للقرآن وطلب الرحمة، لأنه يقبل فى هذه الليلة ما لا يقبله فى غيرها.

ليلة القدر

وعلم النبى -صلى الله عليه وسلم- موعد ليلة القدر ولكن بسبب التشاحن والتشاجر بين اثنين فى المسجد، أنسى الله تعالى النبى موعد الليلة المباركة لكى يجتهدوا فى الطاعات وفعل الأعمال الصالحة.

وعن سبب إخفاء ليلة القدر روى حديث عن عُبَادَةُ بْن الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاَحَى -أى: تشاجر- رَجُلاَنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: “إِنِّى خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ الْتَمِسُوهَا فِى السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ”.المسجد النبوى

واقتضت حكمة الله أن يُخفى ليلة القدر فى رمضان ليجتهد الصائم فى طلبها، خصوصًا فى العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أملًا فى أن توافقه ليلة القدر التى قال الله تعالى فيها: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ • تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ • سَلَامٌ هِى حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”، فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله فى دنياه وفى آخرته.

لذلك أخفى الله ليلة القدر فى أيام شهر رمضان، حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل فى رمضان، وكان النبى صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد فى طلبها فى العشر الأواخر من رمضان.

ليلة القدر

واختلف الفقهاء فى تعيينها، ونظرًا للخلاف القائم بين العلماء ينبغى للمسلم ألا يتوانى فى طلبها فى الوتر من العشر الأواخر، وورد فى فضل إحيائها أحاديث، منها ما رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.

أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة فعن عائشة رضى الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: “قُولِى: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى” أخرجه الترمذى وصححه، والنسائى وابن ماجه وأحمد، وصححه الحاكم.

ومن الأدعية أيضَا: “اللهم إنا نسألك في هذا المقام المبارك وفي هذه الليلة المباركة أن تكتبنا من عتقائك من النار، اللهم أعتق رقابَنا ورقابَ آبائنا وأمّهاتنا وسائر قراباتنا من النار يا عزيز يا غفّار”.

“اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه، وغفرت له زلّاته وآثامه، وأمنته الروع يوم القيامة، وحرمت على النار جسده وعظامه، برحمتك يا أرحم الراحمين”.

“اللهم لا تفرق جمعنا هذا إلا بذنب مغفور، وعيبٍ مستور، وتجارةٍ لن تبور، يا عزيز يا غفور، اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما، واجعل تفرّقنا بعده تفرّقا معصوما، ولا تجعل معنا شقيا ولا محروما”.

“اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، ولا غما إلا أزلته، ولا دَيْنا إلا قضيته، ولا عسيرا إلا يسرته، ولا عيبا إلا سترته، ولا مبتلاً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا عدوا إلا أهلكته، ولا مجاهداً إلا نصرته ولا مظلوما إلا أيّدته، ولا ظالما إلا قصمته، ولا ضالا إلا هديته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضا ولنا فيها صلاح إلا أعَنتنا على قضائها ويسّرتها برحمتك يا أرحم الراحمين”.

دعاء

“اللَّهُمَّ إنَا نسألك باسمك الأعظم الأعزّ الأجلّ الأكرم الَّذِى إِذَا دُعيت به أجبت، وإِذَا سُئلت به أعطيت، اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم، اللهم يا سامع الصوت ويا سابق الفوت، اللهم يا رحمن يا رحيم يا رحمن الدنيا والآخرة ارحمنا رحمة تغننا عن رحمة من سواك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى