كتب : وليد الساهر
الأمية إحدى معوقات التنمية فى مصر ولا ننكر إذا قلنا أنها عائق رئيس يهدد الارتقاء بالمجتمع ويساهم فى نزيف الموارد وعدم استغلالها الاستغلال الأمثل لذلك كان لزاما علينا التعرف على الخطة القومية للقضاء على الأمية فى مصر خلال الفترة المقبلة وفي المنيا بالتحديد باعتبارها أحد أقاليم الصعيد والتي تعتبر نسبة الأمية فيها كبيرة جدا وما هو العدد الذى يستهدفه فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بالمنيا، والذي يعتبر الأمية أرضا خصبة للسلوك الغير حضاري والتطرف الفكري والديني.
موقع “اليوم” الإخباري التقى شادي رزق مدير فرع الهيئة بالمنيا، للتعرف على ملامح الخطة القومية للقاء على الأمية في عروس الصعيد .
حدثنا عن نسبة الأمية بالمنيا وإحصائية القضاء عليها في العام الماضي وخطة الفرع في 2024؟
بداية تعتبر المنيا للأسف في المركز الأول علي مستوي الجمهورية في نسبة الأمية وتعد هذه النسبة من إجمالي عدد السكان البالغين قرابة 34 % وما تم من إنجاز خلال العام الماضي يصل إلي حد كبير بنتيجة مرضيه حيث نعقد بطبيعة الحال ثلاث دورات في العام الواحد بالإضافة إلي إتاحة الاختبارات الفورية للراغبين في الحصول علي الشهادة وبالتالي فإن النسبة تتضاءل بشكل ملحوظ ، وبالنسبة للعام الحالي 2024 فحتى الآن تقدم قرابة 24800 في الدورة الأولي .
ما لذى يجعل المواطن يحرص على السعى إلى محو أميته بدلا من سعى الهيئة إليه؟
عندما يشعر الشخص بان مصدر رزقه فى الحياة مرهون بالحصول على هذه الشهادة وهى شهادة محو الأمية يكون هذا فى حد ذاته حافزا لكى يحرص على هذا بحيث لا يسمح لأى شخص الالتحاق بأى وظيفة حتى فى القطاع الخاص إلا بشرط الحصول على شهادة محو الأمية
إذن ما السبيل لتنفيذ هذا؟
بالطبع يكون هذا منوطا بكل الشركات على اختلاف أشكالها سواء قطاع عام أو خاص أو حكومى بل ربط محو الأمية بالمصالح الحكومية مثل استخراج البطاقة العائلية أو شهادة الزواج أو رخصة القيادة وكل هذه عوامل فى منتهى الأهمية لكى تكون مساهمة فى القضاء على هذه الوصمة .
ما هى الخطة القومية للهيئة للقضاء على أمية هذا العدد؟
هناك خطة 2030 والتى يتبناها رئيس الجمهورية ولكن نحن فى الهيئة نضع خطة فى القضاء على أمية هؤلاء فى غضون أربع سنوات اى بحلول عام2028 تقريبا .
هل هناك دور لشباب الجامعات فى المساهمة فى هذا الجهد؟
الشباب فى بلادنا على قدر كبير من الحماس والولاء وهذه حقيقة نلمسها خلال القيام بدورنا فى كل المحافظات والتى نعتمد فيها على الجامعات التى توجد بها والتى زرنا منها حتى الآن 17 محافظة والذى لديه شغف فى تقديم جهد كبير وخاصة عندما تتوفر هذه الرؤية تحت لواء الدولة ويتأكد بأن مجهوده له مردود حتى طلاب الثانوية العامة بها نماذج مشرفة هى التى تسعى لإعطائها فرصة فى المشاركة معنا .
هل بالفعل هناك نماذج بالمنيا استطاعت الالتحاق بكليات أو دراسات عليا خلاف الدبلومات الفنية؟
بالطبع لن يتوقف هذا النجاح على هذه الشهادات بل هناك من وصل إلى درجة الدكتوراه أيضا وهذا مرجعه بان هناك طريقا ممهدا لمن لديه العزيمة والقدرة على الارتقاء .
ما آلية الوصول لمن يحتاجون محو أميتهم؟
مشكلة لم يتم حلها، لأن البيانات المتاحة لدى الهيئة والواردة من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عبارة عن أعداد الأميين، ولا توجد بيانات تفصيلية عن هؤلاء الأميين مما يجعل الوصول إليهم أمرا صعبا.. ولكن تسعى الهيئة من خلال القوافل الإعلامية والندوات التوعوية، التى يتم تنفيذها مع الجهات الشريكة، إلى محاولة الوصول إلى الأمىّ وإقناعه بأهمية التعليم ومنع تسرب الأشخاص من التعليم النظامى. ولدى الهيئة الآن 27 فرعا على مستوى الجمهورية، وإدارات تعليم الكبار بجميع مراكز ومدن الجمهورية تصل إلى 290 إدارة.. يمكن أن نصل للأشخاص من خلال تقدم الدارس للإدارة بالمركز الإدارى لتوجهه لأقرب فصل محو أمية.
حدثنا عن الحافز المادى للدارس الحاصل على محو الأمية؟
هناك محور استخدام المشروعات المتوسطة والصغيرة كمدخل لتعليم الكبار بتوفير التمويل والحصول على أكبر قدر من الدراسين. نجحنا خلال دورة يوليو الماضية فى توفير 30 مليون جنيه فى عملية محو أمية المواطنين من خلال التوجه إلى فصول (التنشيطى والفورى والذاتى) ودمج المواطن مع المشروعات المتوسطة والصغيرة، وهذا لا يكلف الدولة أى أعباء مالية. ووجدنا أن هناك زيادة 88 ألف دارس، كما أن هناك سوق التعاقد الحر الناجح فى محو الأمية يحصل فيها على 350 جنيها.. ولكن فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الطاحنة توجهنا إلى تخفيف الأعباء عن الدولة .
