فن ومنوعات

في ذكرى ميلادها..تعرف على قصة زواج فيروز وعاصي الرحباني


في مثل هذا اليوم ولدت قيثارة السماء “نهاد وديع حداد”، والمعروفة فنيًّا باسم “فيروز” هي صاحبة الصوت الشجي الخفيف الذي يدخل البهجة والمرح إلى قلوب المستمعين رغم قصر وقت الأغنية، هي ذلك الصوت الذي عاصر كوكب الشرق أم كلثوم، وغنى من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، ولها تاريخ فني كبير لاق رواجًا كبيرا بين مجتمع العالم العربي والغربي، وقد أطلق عليها في لبنان لقب ” العمود السابع لبعلبك”.

وفي الصدد يُلقي موقع وجريدة “اليوم” الضوء على لقاء فيروز بعاصي الرحباني وقصة زواجها”

تقابلت فيروز ووعاصي لأول مرة عام 1905 في الإذاعة اللبنانية، في مقابلة والتقاء الصدفة وحدها هي همزة الوصل بينهما، وكان عاصي آنذاك يعمل ملحنا في بدايته، عازف للكمان ومقدم للبرامج الموسيقية في الإذاعة.

وفي اللقاء الأول لهما استمع لصوت فيروز وأعجب بها كثيرًا، ثم جاء اللقاء الثاني فطلب “حليم الرومي” الذي كان آنذاك  رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة)

من عاصي أن يقدم عدد من الأغنيات لنهاد عدد من الألحان، واقترح حليم على نهاد أن تتبنى اسم فيروز كاسم فني بدلا من نهاد، وذلك لأن صوتها يتمتع بالصفاء فهذا يذكره بحجر الفيروز، رفضت نهاد في البداية الفكرة، ولكن سرعان وافقت لاحقًا، وصار هذا الاسم ملازم لها للأبد.


وللحديث عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه بفيروز يقول عاصي الرحباني: «كنت أقوم بإعداد برامج موسيقية ـ غنائية للإذاعة اللبنانية، وذات يوم دعاني زميلي الفنان حليم الرومي، وكان يشغل مركز رئيس القسم الموسيقى بالوكالة، للاستماع إلى صوت جديد، فرأيت فتاة صغيرة تحمل كتابا ومعها والدها، كما استمعت إلى صوتها الذي وصفته بـ”لا بأس”، إلا أنني آمنت أن هذه الصبية تصلح للغناء، بينما رأى أخي “منصور” كان مخالفا لرأيي، وهو عبر عنه بالقول “لا تصلح على الإطلاق للغناء الراقص”! ورغم ذلك بدأت أعلمها، فكانت في المحصلة أحسن من غنى هذا اللون “الغناء الراقص”.»
في ذلك الحين لم تكن البرامج الإذاعية تبث مباشرة، ولا تُسجل، فلقد كان من عادة عاصي وفيروز أن يجلسا تحت شجرة بالقرب من بركة في مكان متسع خلف الاستوديو، وذلك لانتظار دورهما، كانا لا ينفكان عن الحديث والضحك معا لقتل الوقت، لم يجل بخاطر فيروز أن تصير مطربة مستقبلا، بل كانت تحلم أن تكون معلمة، وذكرت أكثر من مرة أنها لن تتزوج أبدًا.

كانت فيروز في ذلك الحين من الفتايات اللبنانيات المحافظات، فلقد كانت مداومة على صلاتها، ولقد قال عدد من الأشخاص الذين عرفوها أنهم كان إذا تغيبوها وجدوها تصلي في مكان بالقرب من استوديو التسجيل.

وكانت فيروز لا تعجبها طريقة الاهتمام الشخصي الذي كان يبديه لها عاصي، فعبرت له ذات مرة عن استيائها من ذلك، لا سيما وأن الاهتمام يقع عليها فقط دون غيرها من الفتايات في الاستوديو، حيث كانت آنذاك لا تزال رافضة لفكرة الزواج، ومتمسكة برأيها.

وفي أحد أيام الربيع من عام 1953، وبينما كانا يتدربان معًا على حافة البركة نفسها وتحت نفس الشجرة، كرر عاصي عرضًا سابقًا للزواج من فيروز فأجابت هذه المرة بالقبول، وبمرور الأيام صارت العلاقة أكثر توطدًا بين فيروز وعاصي،  وتحولت لإعجاب ثم حب متبادل من الطرفين وجمعهما الحب والفن سويًا وأعلنا زواجهما في 23 يناير عام 1955.
وفي وصف فيروز لزواجها من عاصي قالت: نهاية طبيعية لعلاقة طويلة بين تلميذة وأستاذها.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى