تقارير و تحقيقات

«تكوين» الخطاب الديني بين التجديد والتشكيك

غانم السعيد: أفكار مؤسسى تكوين أوهن من بيت العنكبوت

تصدر محركات البحث خلال الأيام الماضية مركز تكوين الفكر العربي»، والذى تم تأسيسه فى يوم 4 مايو 2024، ويضم مجلس الأمناء عددا من الكتّاب والأدباء، وعلى رأسهم: يوسف زيدان، وإسلام بحيرى، أبي نادر، فراس السواح، يوسف زيدان، إبراهيم عيسى، وإسلام البحيري، إبراهيم عيسى.

وحسب ما أعلن المركز، فإنه يهدف إلى: نشر التنوير، ونقد الأفكار الدينية المتطرفة، وتعزيز قيم العقلانية والحرية.بعد ساعات من تدشين المركز أثار ضجة كبيرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، حيث اعتبره الكثيرون ثورة على ثوابت الدين الإسلامي، والطعن في السنة النبوية المطهرة.

أهداف تكوين

من جانبه قال غانم السعيد العميد السابق لكليتى الإعلام واللغة العربية جامعة الأزهر الشريف إنه من السهل جدا معرفة الهدف الحقيقى من إنشاء مركز (تكوين)، وذلك من خلال فهم أفكار من أسسوه وكونوه، فإن كثيرا منهم أعلن عن أيدلوجيته منذ عدة سنوات، حتى أن بعضهم قضى في السجن مدة عام بسبب ازدرائه للدين الإسلامي، مشيرًا إلى أن من ضمن أعضائهم الإعلامى إبراهيم عيسى، وهو كما معروف همه الأول وشغله الشاغل هو التهجم والسخرية على أقدس مقدسات المسلمين وهو القرآن الكريم، فكل الدنيا شاهدته في إحدى حلقاته التلفازية وهو يسخر من كلمة سلطانية في قوله تعالى “هلك عني سلطانية) فأخذ يرددها وهو يتراقص في مشهد مؤذٍ لمشاعر كل مسلم، فواضح من تلك التصرفات أنه يهزأ ويستهتر بكلام الله.

وأضاف أن “عيسى” صب جام غضبه على عدد من الصحابة والسلف الصالح، واحتقارهم وازدراهم، كما سب وقذف بعضا من أبطال المسلمين كخالد بن الوليد، وصلاح الدين الأيوبى وغيرهم.ولفت أن من مؤسسي هذا المركز الباحث البحيري الذى شغل نفسه بالليل والنهار فى الطعن فى علماء الحديث، وسيترتب على هذا الطعن – بالطبع- فى الرجال الطعن فى الأحاديث النبوية، وبالتالى تسقط حجية السنة النبوية.

وذكر أن منهم أيضا الدكتور يوسف زيدان الذى ينكر فريضة الحج، كما ينكر وجود المسجد الأقصى فى مكانه الحالى، وعلينا أن نقيس فكر جميع الأعضاء في ضوء أيدلوجيات هؤلاء الثلاثة، مما يجعلنا أن نقول بكل اطمئنان أن مركز التكوين هو رأس الحربة الذى أنشئ من قبل جهات دولية تكره الإسلام، بل تكره كل الأديان وتدعو صراحة إلى الإلحاد، واتخذت هذه الجهات من أعضاء مركز التكوين مطية لها لتحقيق التحلل من كل دين وكل أخلاق.وأضاف أن المناظرة أمر مهم جدا، لأنك تستطيع من خلاله أن تكشف ضعف خصمك، وضحالة فكره، وتهاوى حججه أمام الجماهير التى يخاطبها هو بهذا الفكر ويحاول أن يحدث فيها التغيير الذى يريده، فحينما ينكشف لهم أمره فى مواجهة مباشرة، يسمعها الأفراد فإنها سترد من فتنوا بهذه الزندقة إلى جادة الصواب، كما أنها ستكون تحصينا لأفراد المجتمع عموما من أفكارهم وأقوالهم المسمومة.

المناظرة بين القبول والرفض

وأوضح قائلا: أنا كنت متأكد من أنهم سيرفضون هذه المناظرات، لأنهم يعلمون أن أفكارهم أهون من بيت العنكبوت، وسوف يقضى عليهم مع أول مناظرة، وبعدها ستنقطع عنهم السبوبة، وسيولون الأدبار منهزمين منكسرين، ولكنهم سيظلون يواصلون مشروعهم الممول بالريال والدرهم والدولار، تحت أى لافتة.، وتابع: لذلك يجب أن لا نقول أننا انتصرنا عليهم لمجرد رفضهم المناظرة لأنهم يعيشون في “ممر الفئران” الذي وصفه الروائي المرحوم أحمد خالق توفيق، في رواية له بهذا المسمى.

دور الأزهر المنشود

وطالب “السعيد” الأزهر أن يقيم مركزا متخصصا فى مقاومة الإلحاد والأفكار المختلفة من شيوخ العلماء وشبابهم، وعلماء النفس والاجتماع، ليرصدوا هذه الأفكار أولا بأول، ويردوا عليها من خلال مؤلفات علمية تفكك هذا الفكر الإلحادي على أن يتم نشرها مع أعداد مجلة الأزهر لتصل إلى أكبر عدد من الناس بأقل سعر، مؤكدا أنه يجب على أصحاب هذا المركز المقترح أن لا تكون مهمتهم رصد الظاهرة والرد عليها من خلال جلوسهم على مقاعدهم الفخمة بل يجب عليهم أن ينزلوا إلى الشارع، ويلتقوا بطوائف المجتمع فى الحواضر والأرياف ليعرضوا عليهم خطورة هذه الأفكار الشاذة والغريبة علينا، وأن يخصوا الشباب بالذات بتلك اللقاءات فى المدارس، والجامعات، والنوادي الرياضية، وقصور الثقافة، ومراكز الشباب وغيرهم، مما يرى من الضرورة الوصول إليهم، ومخاطبتهم.

وأردف أن الأمر جد وليس بالهزل وعلينا أن نقولها بكل شفافية: إن الإلحاد قد اقتحم كثيرا من بيوتنا ومؤسساتنا التعليمية ، وإذا لم يتم التصدي له بخطة ممنهجية ومستدامة فنحن سنكون في خطر أشد من خطر الإرهاب.

دور العلماء

وذكر أن التحذير منهم، والتنبيه على خطورتهم ليس أمرا مستحبا لسببين؛ الأول: سيعطونهم شهرة لا يستحقونها، وسيحولون الأمر لمصلحتهم، مؤكدا على أن ما يجب عمله هو استقطاب عدد من العلماء المتميزين تفتح لهم الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون أبوابها ومقارعة الفكرة بالفكرة، والحجة بالحجة وليس بالصخب والضجيج.

وعن دعوى عدم الحجر على أفكار مركز تكوين قال: الحقيقة الشباب معذور فى هذا الشأن لأن كل الأفكار الإلحادية تنصب عليه ليل نهار، من طرف واحد وهم هؤلاء الملحدون، فى حين أن الطرف الآخر لا يقدم لهم على نفس وسائل الطرف ما يقنعهم بالأدلة والبراهين بأن هؤلاء يعيثون في الأرض فسادا من خلال أفكار إلحادية هدامة.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى