تقارير و تحقيقات

تكريم أطفال البرنامج الصيفي بسوهاج ودور الأوقاف في تنشئة الأجيال

أن التعاون بين المؤسسات الدينية والتعليمية والأسر هو المفتاح لبناء جيل واعٍ ومسؤول، تتطلب هذه الرؤية المستقبلية جهداً مشتركاً وتنسيقاً مستمراً بين جميع الجهات المعنية لضمان استمرارية النجاح وتحقيق الأهداف المنشودة في تنشئة الأجيال القادمة.

وكانت قرية الصفيحة التابعة لإدارة غرب طهطا بمحافظة سوهاج، قد شهدت حدثاً مميزاً ضمن فعاليات القافلة الدعوية التي نظمتها مديرية أوقاف سوهاج بمسجد آل حامد. حفل التكريم الذي أقيم للأطفال المشاركين في البرنامج الصيفي، بحضور شخصيات بارزة، كان أكثر من مجرد احتفال، بل كان رسالة قوية عن دور المؤسسات الدينية في تربية وتنشئة الأجيال الجديدة.

الدور المجتمعي للأوقاف في التنشئة

في كلمته الافتتاحية، سلط الدكتور محمد حسني عبدالرحيم، وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج، الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه المؤسسات الدينية في المجتمع، وأكد أن تربية النشء مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، وأن الهدف هو إعداد جيل يتمتع بالقيم الوطنية والدينية، قادر على بناء المجتمع وتطويره. استشهد الدكتور محمد حسني بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ . اسْتَرْعَاهُ أَحَفَظَ أَمْ ضَيْعَ حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ”، مشيراً إلى أهمية توجيه الأطفال نحو الخير والتعليم النافع.

البرنامج الصيفي منصة لبناء القيم 

من خلال لقاءات مع بعض أولياء الأمور، تبين أن البرنامج الصيفي الذي نظمته مديرية الأوقاف قد لاقى ترحيباً واسعاً. أكد الأولياء أن البرنامج لم يكن فقط نشاطاً ترفيهياً، بل كان وسيلة فعالة لبناء الوعي الديني والوطني لدى الأطفال، ساعد البرنامج الأطفال على تنمية مهاراتهم في التفاعل مع القضايا المجتمعية والوطنية، وصقل مواهبهم واستثمار طاقاتهم بطرق إيجابية. 

قيم الرحمة والرفق في التعامل مع الأطفال

أضاف وكيل الوزارة أن الإسلام يدعو دائماً إلى الرفق والرحمة في التعامل مع النشء. وأورد حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْق”، موضحاً أن التعامل بلطف وحنان مع الأطفال يسهم في تنشئتهم بطريقة سليمة، ذكر الدكتور محمد حسني حادثة للنبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يخطب على المنبر، فجاءه حفيداه الحسن والحسين وهما يمشيان ويعثُران، فنزل النبي وحملهما قائلاً: “إِنِّي رَأَيْتُ هَدَيْنِ يَمْشِيَانِ، وَيَعْثُرَانِ فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى نَزَلْتُ فَحَمَلْتُهُمَا”.

 فرحة الأطفال والأسر

اختتم الحفل بتوزيع الجوائز والشهادات على الأطفال المشاركين، وسط أجواء من الفرح والسرور. عبّر الأطفال عن سعادتهم بالمشاركة في البرنامج، وأكد أولياء الأمور على أهمية هذه الفعاليات في تعزيز القيم الأخلاقية والدينية في نفوس أبنائهم. 

التوصيات والمستقبل

ختاماً، دعا الحضور إلى استمرار مثل هذه البرامج التي تساهم في تنمية المجتمع وتطويره، مؤكدين أن التعاون بين المؤسسات الدينية والتعليمية والأسر هو السبيل الأمثل لبناء جيل واعٍ ومسؤول. يبقى السؤال المطروح: كيف يمكننا تعزيز مثل هذه المبادرات وتوسيع نطاقها لتشمل جميع محافظات مصر؟ الإجابة تتطلب تعاوناً مستمراً وجهوداً مشتركة من جميع الجهات المعنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى