تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

غزة بين الأنين والإصرار… طوفان الأقصى في اليوم الثاني عشر

استمر عدوان الاحتلال في ارتكاب الجرائم في غزة المحاصرة، حيث أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة: أن حصيلة شهداء الأمس فقط في القطاع بلغت ٦٧٨ شهيداً خلال آخر ٢٤ ساعة. ليرتفع العدد الإجمالي لشهداء القطاع إلى ٣٤٧٨ و ١٢ ألف مصاب. حيث يواصل الاحتلال ضرباته للمستشفيات ومدارس الأونروا والمنازل، في إصرار أعلن عنه صراحة لتهجير أهل غزة وإعادة احتلالها.

واستشهد ٥ فلسطينيين وأصيب ٥٥ في قصف مدرسة تابعة للأنروا في خان يونس في غزة، كما قتلت ٧ شهداء أغلبهم أطفال منزلاً لعائلة “البكري” قرب المستشفى الأوروبي في خانيونس.

كما تتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع بعد انسحاب الأونروا وقصف مقراتها، وتوشك المستشفيات على كارثة إنسانية حال نفاذ الوقود الذي يغذي المولدات الكهربائية، مع إصرار الاحتلال على عدم إدخال المعونات الإنسانية والطعام والحياة النظيفة للقطاع بحماية وغطاء أمريكي، وصل حد استخدام حق الفيتو الأمريكي اليوم ضد قرار وقف إطلاق نار إنساني لعمل ممرات آمنة لدخول المساعدات للقطاع.

التهجير السري

وعلى الرغم من الألم الذي يعيشه أهالي القطاع كل يوم، غير أنهم مصممين على الثبات في بلادهم، فقال طفل مصاب بعد استهداف طيران الاحتلال لمنزله: “كله فدا القدس”.. وبذات الإصرار ودعت عائلة فلسطينية شهيدها “محمود الجزار”- الذي ارتقى مع 8 من أفراد عائلته إثر قصف استهدف منزلهم في منطقة التنور برفح- بينما يقولون لابنه: “أبوك بطل وأنت رجل البيت بعده”.

حيث أعلن الاحتلال خططه بوضوح ممثله في تهجير فلسطيني غزة إلى سيناء، ويأتي مخطط التهجير في إطار إعادة مستوطني غلاف غزة الذين يرفضون العودة، حيث قال رئيس التجمع الاستيطاني “أشكول”: إن المستوطنين في غلاف غزة لن يعودوا للعيش في المستوطنات، إذا بقي أهالي غزة في مكانهم.

الدعم الأمريكي المطلق

وعلى الرغم من المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال في المستشفى المعمداني أمس، وطوفان الغضب الذي فجرته في فلسطين والدول العربية والإسلامية، وجرف في وجهه السفارات الأمريكية في بيروت وعمان وعدد من العواصم العربية، استمرت الولايات المتحدة في شرعنة أفعال الاحتلال ودعمها، فقال الرئيس الأمريكي “جو بايدن”: الولايات المتحدة ستبقى إلى جانب إسرائيل في هذه الأيام المظلمة، وأضاف: سوف أحث الكونغرس على زيادة الإمدادات والمساعدات لدعم القبة الحديدية ودولة إسرائيل عموما. وأعاد تكرار المزاعم الاحتلالية حول مجزرة المستشفى المعمداني فنفى عن إسرائيل ارتكابها.

كذلك أعطى الرئيس الأمريكي الضوء الأخضر للاحتلال لتنفيذ اقتحام بري للقطاع بغض النظر عن المجازر.

ما دفع المتظاهرين لاقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي، والهتاف دعماً لفلسطين ورفضاً لعدوان الاحتلال‏ الإسرائيلي والدعم الأمريكي له.

مقاومون للرمق الأخير

يأتي هذا بينما تواصل المقاومة رشقاتها الصاروخية الثقيلة من غزة نحو “تل أبيب” ووسط فلسطين المحتلة، وعدد من مستوطنات غلاف غزة، كما قصفت المقاومة في لبنان وحزب الله عدد من تجمعات العدو ومعسكراته شمال فلسطين، ما اضطر الاحتلال لإخلاء ٢٠ مستوطنة في الشمال. وقالت قناة “كان” العبرية: هذا اليوم كان أقوى الأيام قتالاً على الحدود الشمالية بين فلسطين المحتلة ولبنان.

كما دخلت المقاومة العراقية خط المواجهة فقصفت عدة مواقع عسكرية لقواعد أمريكية بالطائرات المسيرة، وأعلن مسؤول عراقي: إحباط هجوم بمسيرة استهدف قاعدة حرير الجوية التي تستضيف قوات أمريكية شمالي العراق.

وقالت القيادة الوسطى الأمريكية بالعراق: أنها تصدت لمسيرتين هاجمت قاعدة عسكرية غرب العراق، كما أعلنت القيادة الأمريكية تدمير ثالثة هاجمت قاعدة شمال العراق.

واستمر الغضب الشعبي في الضفة الغربية والقدس، الذي تحول في بعض مناطق الضفة إلى مواجهات عنيفة مع أمن السلطة الفلسطينية، التي واجهت المتظاهرين بكل قوة وصلت لاستخدام الرصاص الحي الذي أدى لاستشهاد طفلة أمس. كما تستمر المواجهات المسلحة في كل مناطق الداخل المحتل عند معظم الحواجز التي تقف عليها قوات الاحتلال.

الغضب الشعبي ..آت

هذا ويستمر الرفض الشعبي العالمي والعربي للجرائم الإسرائيلية، فخرجت أكثر من 30 مسيرة ضخمة في مختلف محافظات مصر؛ إسناداً لغزة وتنديداً بمجازر الاحتلال الإسرائيلي.

كذلك استمرت حشود الأردنيين في التوافد على محيط السفارة الإسرائيلية بالأردن في مظاهرات حاشدة تطالب بفتح الحدود مع فلسطين، وبالمثل كانت التظاهرات في بيروت وقد أسفرت عن اشتباكات مع قوات الأمن في البلدين. وبالمثل تصاعدت حدة التظاهرات في بغداد والمحافظات العراقية، وخرجت المحافظات اليمنية في طوفان بشري. وبالمثل كان الاحتجاج في البحرين وعمان وتونس وبنجلاديش.

وخلال كتابة هذا التقرير خرجت مظاهرة حاشدة تنديدا بالعدوان الإسرائيلي في اليونان، واقتحمت تظاهرة في واشنطن مبنى الكونجرس الأمريكي منددين بالعدوان الإسرائيلي والدعم الأمريكي له.

وهكذا وعلى الرغم من طوفان الغضب العالمي تستمر إسرائيل في إجرامها بمنتهى الصلف وبغطاء أمريكي، بغية انتصار تخلي فيه غزة من أهلها وتسحق مقاومتها علها تستعيد كرامتها التي بعثرتها المقاومة… تلك أمانيهم أمام أماني مقاومة تعي قضيتها وتعرف حقها وتبذل لأجله الغالي والنفيس علها تحرز انتصارا يطيب جراح شعبها، الذي تجرع الألم لأكثر من ٧٠ عاما مضت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى